أكدت الصحفية التشيكية تيريزا سبينتسيروفا أن السلطات السعودية تتجه نحو القاع بسبب الإخفاقات المتتالية التي منيت بها سياساتها المكلفة تجاه سورياواليمن والعراق ومؤخرا في لبنان. واعتبرت سبينتسيروفا في مقال نشرته صحيفة "ليتيرارني نوفيني" أن انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للبنان يعتبر من الأدلة الملموسة على ضعف السعودية في المنطقة، لافتة إلى أن خطط السعودية في سوريا التي تقوم على دعم وتمويل المجموعات المتطرفة تواجه الفشل. وبينت سبينتسيروفا أن السعوديين انفقوا مئات مليارات الدولارات على تدخلاتهم العسكرية وعلى دعم المجموعات الإرهابية في الشرق الأوسط كله ورغم ذلك فإن النتيجة التي حصدوها هي ضعف دورهم ونفوذهم. وأوضحت سبينتسيروفا أنه وبعد نحو عامين من الاعتداء المتواصل على اليمن الفقير، تستمر المواجهات ليس فقط في أراضيه بل وتمس تداعياتها الأراضي السعودية أيضاً، مشيرة إلى أن ما يجري في اليمن ليس حربا خاسرة فقط وإنما يمثل دليلا واضحا على الفشل الاستراتيجي للأسرة السعودية الحاكمة. ولفتت سبينتسيروفا إلى اخفاق النظام السعودي في التحكم بالسياسة المصرية رغم دفعها المليارات لها أما في الولاياتالمتحدة فتحولت السعودية إلى فريسة للصيد بعد الكشف عن دور السعودية في أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وإمكانية مقاضاتها من قبل المواطنين الأمريكيين. من جهة اخرى أظهرت وثيقة رسمية اطلعت عليها "رويترز" أن الحكومة السعودية خصصت 100 مليار ريال (26.7 مليار دولار) لسداد الديون المستحقة عليها لشركات القطاع الخاص بعد تأخر المدفوعات لأشهر. وفي خطوة تهدف للحد من عجز الموازنة الضخم الناجم عن تدني أسعار النفط قلصت حكومة المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم الإنفاق وخفضت أو علقت المدفوعات المستحقة عليها لشركات البناء والمرافق الطبية بل وبعض المستشارين الأجانب الذين ساهموا في وضع إصلاحاتها الاقتصادية. ولم تكشف السلطات عن إجمالي حجم المستحقات المتأخرة لكن محللين بالقطاع الخاص قدروا أنه قد يصل إلى عشرات المليارات من الدولارات. وقالت الوثيقة التي وصفت بأنها تعميم "عاجل جدا" وأصدرتها وزارة المالية لجميع الجهات الحكومية والهيئات والمؤسسات العامة، إن مرسوما ملكيا فوض وزير المالية "باتخاذ الإجراءات والترتيبات اللازمة لصرف المبالغ المستحقة المستكملة للإجراءات النظامية إلى نهاية العام المالي الحالي على ألا يتجاوز ما يتم صرفه ال 100 مليار ريال.