شهدت مدينة تعز –مركز المحافظة- أمس حرب شوارع بين العصابات وقطاع الطرق المنطوين ضمن فصائل مرتزقة وعملاء العدوان، وسقوط ضحايا مدنيين، فيما خيّم الهدوء الحذر على جبهات القتال عدا جبهة الضباب التي حاول فيها مرتزقة العدوان التقدم باتجاه مواقع الجيش واللجان الشعبية. مصادر محلية متطابقة في مدينة تعز، مركز المحافظة، أفادت "اليمن اليوم" بأن مواجهات بالأسلحة المتوسطة ورشاشات الأطقم اندلعت بين مسلحين بقيادة شخص يدعى صدام المقلوع وآخرين يقودهم الشقيقان صهيب وغزوان المخلافي، في شارع التحرير الأسفل، وسط المدينة، استمرت لأكثر من ساعتين، على خلفية محاولة كل طرف فرض سيطرته على الأحياء الواقعة في نطاق ما يسمى ب"المقاومة" وخصوصاً أماكن الأسواق والشوارع التجارية، بغرض فرض الإتاوات المالية على أصحاب المحال التجارية والمنازل المؤجرة، تارة بحجة الحماية وتارة أخرى دعماً ل"المقاومة". وأوضحت المصادر أن المعارك بين مسلحي صدام المقلوع المنضوي في "كتائب الحمزة" التي يقودها حمزة حمود المخلافي، وبين غزوان وصهيب المخلافي، المصنفين ضمن اللواء 22 مدرع الذي يقوده صادق سرحان، اندلعت في منطقة ديلوكس والتحرير الأسفل، جراء محاولة مسحلين يقودهم صهيب المخلافي البسط على "مربع سوق الغنم" بغرض بناء هنجر عليه وتحويله إلى سوق مركزي، بعد أن سبق ونجح المخلافي بإسناد من صادق سرحان في إغلاق سوق ديلوكس ونقله إلى مكان آخر، بعد صراعات مع مسلحين من أتباع كتائب أبو العباس "السلفية" سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين خلال أوقات سابقة. ويوم أمس وقف صدام المقلوع في وجه صهيب المخلافي مدعياً بأن السوق يقع ضمن سلطاته، لتندلع بعد ذلك مواجهات بالأسلحة الكلاشنكوف بين الطرفين. وطبقاً لذات المصادر فقد تم تعزيز صهيب المخلافي وشقيقه غزوان بعدد من الأطقم العسكرية التابعة لما يسمى اللواء 22 مدرع، وقاموا بمهاجمة مسلحي المقلوع من جهة فندق آسيا وجهة الكهرباء وجامع طلحة وأيضا من جهة بنك التضامن، الأمر الذي دفع الطرف الآخر إلى الاستنجاد بعناصر مما تسمى (كتائب الحمزة)، ودارت معارك عنيفة وصفها الأهالي ب"حرب شوارع" على امتداد شارع التحرير الأسفل ووصلت إلى الأحياء المجاورة للشارع، وتم إغلاق المنطقة بشكل شبه كامل وإطلاق نار كثيف وعشوائي باتجاه المنازل، الأمر الذي أثار الرعب بين الأهالي وأصحاب المحال التجارية، ونتج عن تلك الاشتباكات "وفقاً للمصادر" مقتل أحد المواطنين وإصابة 3 آخرين وطفل يبلغ من العمر 5 سنوات، بالإضافة إلى سقوط إصابات بين المتحاربين لم يتم التعرف على عددهم. وحتى كتابة الخبر التاسعة مساءً كان التوتر لا يزال يسود المنطقة، حيث عزز كل طرف مسلحيه إلى شارع التحرير ونصبوا المتارس المقابلة لبعض، رغم تدخل شخصيات بارزة موالية للعدوان للتهدئة وتلافي تطور الوضع إلى معارك طاحنة. وسبق أن اندلعت مواجهات مماثلة في أوقات سابقة بين الفصائل الموالية للعدوان، إثر خلافات بسبب الإتاوات المفروضة على المواطنين وفي مقدمتهم الأسواق والمحال التجارية. تاريخ حافل بالإجرام يذكر بأن صدام علي قائد المقلوع أحد العناصر الإرهابية المطلوبة للجهات الأمنية في قضايا قطع طرقات وحرابة وقتل وجرائم جسيمة وصدر في حقه أكثر من 15 توجيها وأمرا قهرياً وأحكاما قضائية منذ عدة سنوات ماضية، غير أن تلك الأحكام لم تلق طريقها للتنفيذ كون المقلوع محميا بالمسلحين ومسنودا من قيادات بارزة في حزب الإصلاح. وبرز اسم المقلوع أكثر خلال أزمة 2011م، حيث انضم مع عصابته إلى صفوف المليشيات الخارجة على النظام والقانون التي تم دعمها بالمال والسلاح من قبل حزب الإصلاح وأطلقوا عليهم حينها اسم "حماة الثورة" وأوكل لهم مهاجمة النقاط الأمنية واستهداف رجال الشرطة والحرس الجمهوري ومنازل قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام. وبعد عام 2011م واصلت تلك العصابات مهامها بدعم من القيادي في حزب الإصلاح حمود المخلافي وارتكبت العديد من الجرائم بينها قتل المواطن خالد أحمد قراضة والمواطن عبدالرحمن أحمد علي الصامت، وإصابة خليل أحمد قراضة بشظايا في عينية أفقدته بصره، وقتل المواطن مشتاق عبدالرزاق مرشد أنعم الأثوري، والمواطن سامي ياسر علي عبده، والمواطن محمد أحمد كامل، والمواطن منير عبدالله قائد عثمان، والشروع في قتل العقيد أحمد عبده سيف والجندي حسن بن محمد، بخلاف جرائم الاعتداء والسطو المسلح على منازل مواطنين وممتلكات عامة عبارة عن أراضٍ وغيرها في عصيفرة والضبوعة والتحرير وشعبة كريمة ووادي جديد. وتم محاكمة صدام المقلوع وشقيقيه عمر وصادق وآخرين كمتهمين فارين من وجه العدالة، لارتكابهم جرائم القتل والتقطع والنهب والسلب خلال العام 2011 وما تلاه. ومنذ بدء العدوان السعودي على بلادنا، قام الإخواني حمود المخلافي بضم المقلوع وعصابته إلى جناحه مجدداً وإسنادهم بالسلاح والأموال. وبالنسبة ل"غزوان علي عبدالله المخلافي" فقد عرف خلال العام الجاري 2016م بارتكاب جرائم السطو المسلح ونهب المحال التجارية ومنازل المواطنين وسياراتهم بقوة السلاح، ومن بينها سيارات تابعة لشركة هائل سعيد أنعم. ورغم صغر سنه الذي لا يتجاوز ال17 عاماً، وفقاً لمقربين منه، إلا أنه، أي غزوان المخلافي، استطاع بدعم وإسناد من خاله العميد صادق سرحان تشكيل عصابة مسلحة كبيرة لم يستطع أحد إيقافها. ومؤخراً تم تعيينه عضوا فيما يسمى ب"اللجنة الأمنية العليا" بمحافظة تعز التي شكلها علي المعمري المعين من قبل الفار هادي محافظاً للمحافظة، ومنحه رتبة (مساعد) وهو ما ساعده على مواصلة جرائمه بحق المواطنين ومن بينها ابتزاز التجار وأصحاب المحال التجارية والمباني المؤجرة شققا سكنية وفرض إتاوات مالية عليهم نظير الحماية. التطورات الميدانية من جهة أخرى خيم الهدوء، أمس، على جبهات القتال في محافظة تعز عدا جبهة الضباب التي حاول المرتزقة فيها التسلل إلى مواقع الجيش واللجان وتم التصدي لهم بقوة وإجبارهم على التراجع بعد أن تكبدوا خسائر في الأرواح والعتاد. وأمس الأول لقي مسؤول التجنيد في تنظيم القاعدة "موسى الخرساني" مصرعه مع ثلاثة من مرافقيه في عملية نوعية للجيش واللجان استهدفتهم بوادي صالة، شرق مدينة تعز. كما ساد الهدوء الجبهات الواقعة في شريط الحدود الإدارية مع محافظة لحج.