تفاقمت حالة الصراع والتناحر بين فصائل المسلحين الموالين للعدوان السعودي في مدينة تعز بشكل يثير المخاوف من تحول تعز إلى وكر للإرهاب وتصفيات الجماعات المسلحة، خصوصاً مع ظهور فصائل جديدة مدعومة من حزب الإصلاح، وفي الجهة الأخرى يحقق الجيش واللجان انتصارات جديدة بتصديه لجحافل المرتزقة في أكثر من جبهة بتعز والشريط الحدودي مع محافظة لحج. وفي هذا الصدد أفادت "اليمن اليوم" مصادر محلية بأن الأجواء السائدة في مدينة تعز تنذر بأيام سوداء ستحل بالأحياء الواقعة تحت سيطرة مرتزقة العدوان السعودي، وخصوصاً المسلحين السلفيين وفصائل الإخوان المسلمين "الإصلاح"، إثر اشتداد المعارك بين الطرفين خلال الأيام القليلة الماضية وتصاعد عمليات الاغتيالات الممنهجة لرموز الفصيل السلفي المعروف ب"كتائب أبو العباس" وتنظيم حماة العقيدة. وأشارت المصادر إلى تعزيزات لمسلحين وآليات عسكرية تابعة لكتائب أبو العباس وآخرين موالين للعميد الإصلاحي صادق سرحان المعين من قبل الفار هادي قائداً للواء 22 ميكا تم الدفع بها إلى شارع جمال الذي يمتد من شرق مدينة تعز إلى غربها، حيث يتمركز مسلحو الجماعة السلفية في معظم مناطق الشارع من وسط المدينة وأجزاء من الجهة الشرقية، فيما يتواجد مسلحو صادق سرحان في منطقة المسبح وحي الضربة، موضحة بأن تلك التعزيزات جاءت إثر الاشتباكات التي اندلعت بين مسلحين من الطرفين في وقت متأخر من مساء الأربعاء المنصرم فجر الخميس في سوق ديلوكس بشارع جمال ونتج عنها إصابة نجل صادق سرحان "عماد" وعدد من مرافقيه، واشتعال النيران في السوق بالإضافة إلى سقوط ضحايا من المدنيين. وفي تفاصيل الحادثة، وفقاً لذات المصادر، فإن دورية تابعة لكتائب أبو العباس اعترضوا مسلحين آخرين يقودهم نجل عبدالواحد سرحان، شقيق العميد صادق سرحان، في سوق ديلوكس وحدث خلاف بين الطرفين وقام أحد مسلحي أبو العباس بإطلاق أعيرة تحذيرية صوب عماد عبدالواحد سرحان فوقعت الأعيرة في الجدار وأصيب عماد سرحان بشظايا في الرأس واليد ليقوم مرافقيه بإسعافه إلى مستشفى الروضة، وبعد وقت قليل قام شقيق عماد سرحان ويدعى هشام بالحضور إلى السوق مع مجموعة من المسلحة وأقدموا على إثارة الفوضى وإطلاق النار بكثافة في الهواء وإشعال النيران في عدد من البسطات الخاصة ببيع القات، قبل أن تهرع 3 أطقم عسكرية تابعة لما تسمى كتائب أبو العباس السلفية إلى المكان وتقوم بتبادل النيران مع هشام سرحان الذي لم يصمد كثيراً ولاذ بالفرار، فيما عززت كتائب أبو العباس من تواجد عناصرها في السوق. وأوضحت المصادر أن محمود المغبشي المعين حديثاً من قبل علي المعمري مديراً لأمن محافظة تعز، قام بالتواصل مع أبو العباس وعبدالواحد سرحان لاحتواء الموقف وأقنعهم بتسليم المتسببين بإطلاق النار إلى إدارة الأمن وقام أبو العباس بتسليم عناصره فيما تعهد سرحان بتسليم مرافقي نجله أمس الجمعة إلا أنه لم يف بوعده ما دفع أبو العباس إلى مطالبة إدارة الأمن بالإفراج عن عناصره بالتزامن مع الدفع بتعزيزات كبيرة إلى المناطق المحاذية للأحياء الواقعة تحت سيطرة مسلحي حزب الإصلاح. وحتى كتابة التقرير مساء أمس الجمعة كان التوتر لا يزال يسود المدينة. أحداث سوق ديلوكس جاءت بعد ساعات قليلة من اغتيال أحد القادة الميدانيين لجماعة أبو العباس يدعى عفيف عدنان أثناء خروجه من منزله أمام بوابة نادي تعز بحي المسبح، لأداء صلاة الفجر، من قبل مسلحين مجهولين على متن دراجة نارية لاذا بالفرار . وعفيف عدنان قيادي فيما تسمى كتائب أبو العباس السلفية بمنطقة الدحي وسبق أن أصيب خلال المعارك أواخر مارس ماضي. وكان مسلحان على متن دراجة نارية قد أقدما بتاريخ 9 يونيو الجاري على اغتيال السائق الخاص ب"أبو العباس" ويدعى عمر العمري بإطلاق النار على سيارة أبو العباس أثناء توقفها أمام مجوهرات الجزيرة في شارع جمال وسط مدينة تعز، تلى ذلك قيام الجماعة السلفية باعتقال عدد من المشتبه بهم في الجريمة بينهم عناصر من حزب الإصلاح، ليتم الرد بالمثل، حيث قام مسلحون يطلقون على أنفسهم لواء النصر باعتقال 4 من كتائب أبو العباس بينهم قائد ميداني بغرض الضغط على أبو العباس للإفراج عن معتقليهم على ذمة الاغتيال. تحريض على القتل وفي سياق الانفلات الأمني والاختلالات التي تشهدها الأحياء الواقعة تحت سيطرة العملاء في مدينة تعز، قام مسلحون متشددون أمس بتهديد مالك كافتيريا في شارع المغتربين بالتصفية بعد سويعات قليلة من حملة تحريض قادها ضده عضو في كتلة الإصلاح البرلمانية واستخدم خلاها منابر المساجد خلال صلاة الجمعة. وذكرت مصادر "اليمن اليوم" أن مسلحين يرتدون زي تنظيم القاعدة قاموا بالحضور إلى بوفية "الفقيه" في شارع المغتربين وهددوه بالقتل بتهمة السماح ل"علمانيين وعلمانيات" بالجلوس في البوفية وشرب الشاي. وجاءت الحادثة بعد قيام القيادي الإصلاحي عبدالله العديني خطيب جامع النور وشخص آخر يخطب في جامع السعيد، بالتحريض ضد صاحب الكافتيريا والناشطين والناشطات غير الملتزمين دينيا، بحسب المصادر. التطورات الميدانية من جهة أخرى وفي سياق تطورات المعارك بين الجيش واللجان الشعبية وبين مرتزقة العدوان السعودي، قال مصدر عسكري ل"اليمن اليوم" إن الجيش واللجان الشعبية تصدوا لمحاولة تقدم جديدة لمرتزقة العدوان من الإصلاح والسلفيين والقاعدة باتجاه ثعبات شرق مدينة تعز. وأشار المصدر إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى بين صفوف المرتزقة جراء تلك المحاولة، فيما اعترفت ما تسمى ب"كتائب أبو العباس" بمقتل 3 من مسلحيها في جبهة ثعبات هم: "يعقوب الشرعبي وعبدالسلام محمد وجهاد الصغير". وبالتزامن مع ذلك قام مرتزقة العدوان بالقصف العشوائي والمكثف لمنازل المواطنين في ثعبات والجحملية بقذائف الهاون والمعدلات، ما أدى إلى استشهاد زوجة حارس مدرسة عقبة بن نافع بحي الجحملية ووقوع إصابات متفرقة بين المواطنين. كما تصدى الجيش واللجان لمحاولات تقدم مماثلة للمرتزقة في حي الزنوج وشارع الأربعين ومحيط المطار القديم واللواء 35 مدرع شارك فيه المرتزقة بالدبابات والمدافع ولكنهم لم يحققوا أي تقدم، وفقاً للمصدر، عدا المزيد من القتلى والجرحى. وفي مديرية حيفان، تمكن الجيش واللجان من كسر هجوم للمرتزقة في منطقة بني علي وكبدوهم قتلى وجرحى، بالتزامن مع صد هجوم باتجاه منطقة الضاحي في جبهة كرش- الشريجة بمديرية القبيطة الواقعة في النطاق الجغرافي لمحافظة لحج. جبه الوازعية هي الأخرى شهدت مواجهات عنيفة فجر أمس وليل أمس الأول إثر قيام مرتزقة العدوان بمحاولة التقدم من موقع المنصورة في مضاربة لحج باتجاه جبل الشبكة. وتمكن الجيش واللجان أمس الأول من تدمير مدرعة للمرتزقة خلال صد محاولة تقدم صوب منطقة الحريقية بجبهة ذوباب- المندب. تهريب مسجونين إلى ذلك اقتحمت مجموعة مسلحة من الموالين للعدوان السعودي إدارة أمن مديرية المعافر وقاموا بتهريب 10 متهمين بقضية تعذيب 2 من المهمشين حتى الموت. وأشارت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إلى أن المسلحين وعددهم 15 فرداً اقتحموا سجن إدارة الأمن وقت الإفطار وقاموا بتكبيل شاويش السجن ثم قاموا بتهريب المسجونين على متن باص نوع "هيس" يرافقه المسلحون على متن دراجات نارية.