يوم بعد آخر تزداد حدة الصراعات والتناحر بين الفصائل الموالية للعدوان في محافظة تعز، حيث تطور الأمر أمس السبت إلى اشتباكات مسلحة وعراك بالأيدي بين عناصر تلك الفصائل في مدينة التربة، بمديرية الشمايتين، فيما تواصلت المعارك على أشدها بين الجيش واللجان وبين مرتزقة العدوان بمدينة تعز "عاصمة المحافظة" والشريط الحدودي مع محافظة لحج. مصادر محلية في مدينة التربة، أبلغت "اليمن اليوم" باندلاع اشتباكات بالأيدي تطورت إلى إطلاق نار متبادل بين عسكريين، وآخرين من الميليشيات المسلحة، الموالين للعدوان السعودي. وأوضحت المصادر أن الاشتباكات شهدها الشارع الرئيسي في المدينة واستمرت لأكثر من ساعة نتج عنها إصابة شخصين من الطرفين المتصارعين أحدهما إصابته بليغة، وتم نقلهما للعلاج في مستشفى خليفة بذات المدينة، مشيرة إلى أن التوتر ساد المدينة طوال اليوم، حيث قام كل طرف بنشر مسلحيه في عدد من المواقع بينما استحدث مسلحو الإصلاح نقاط تفتيش على الطريق المؤدية من التربة إلى نجد النشمة. وفي هذا الصدد أصدر فرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بمديرية الشمايتين "التربة" بيان استنكار وشجب بشأن الاشتباكات المسلحة بين ما أسماه البيان "الجيش الوطني" و"المقاومة". وقال التنظيم إن إطلاق النار المتبادل بين "قيادة القطاع العسكري والمقاومة الشعبية" –حسب توصيفه- يعد بادرة خطيرة على الأمن والاستقرار أثارت استياء الأهالي والنازحين في هذه المديرية، مشيراً إلى أن تلك الاشتباكات التي وصفها البيان ب"الدامية" بين الطرفين عرّضت حياة الناس للخطر، وجاءت جراء "السلوكيات الرعناء والممارسات غير المبررة والانتهاكات اللاإنسانية خلافا ًلكل القوانين والتشريعات المعمول بها في زمن الحرب، مما يعد خرقاً صارخاً وفاضحاً لمبادئ حقوق الإنسان والحريات العامة والخاصة، وإهدارا للشرف العسكري المناط به حفظ الأمن والدفاع عن الوطن والمواطن والأعراف والقيم والمواثيق الإنسانية، وذلك على يد عناصر من الجيش والمقاومة". وطالب التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، ما أسماها "القيادة العسكرية" بتحمل مسؤوليتها تجاه ما يحدث من (بلطجة منظمة وإرهاب وسط مدينة التربة المكتظة بالسكان، والقيام بالتحقيق وكشف النتائج للرأي العام بطريقة شفافة وفورية في هذه القضية)، كما طالب بفتح تحقيق عاجل في حالة الانفلات الأمني التي تشهدها المديرية. وتقع مدينة التربة ضمن نفوذ الموالين للعدوان من الناصريين والاشتراكيين، فيما يفرض مسلحو حزب الإصلاح والفصائل الأخرى التابعة له نفوذهم على المسراخ وجبل حبشي وبعض مناطق مدينة تعز، ويجري حالياً تجهيز المجمع الحكومي في التربة من قبل علي المعمري المعيّن من قبل الفار هادي محافظاً لتعز، وجناح الناصري والاشتراكي ليكون مركزاً لمحافظة تعز بدلاً عن المركز الحالي بمدينة تعز، الذي يسيطر عليه مسلحو الإصلاح. يذكر بأن مدينة التربة بشكل خاص والشمايتين عامة شهدت مطلع مايو الماضي توترا كبيرا بين الإصلاحيين وجناح علي المعمري بعد محاولة اغتيال رئيس فرع الإصلاح في الشمايتين عبدالله الشيباني، وما تلتها من اعتقالات متبادلة بين العملاء واقتياد عدد من المواطنين إلى المعتقلات في مبنى الكهرباء بمدينة التربة وآخرين تم نقلهم إلى سجون العملاء في جبل حبشي، بينهم ناصريون واشتراكيون. ويتواجد المعمري حالياً في عاصمة العدوان الرياض التي غادر إليها أواخر مايو الماضي، مهدداً بتقديم استقالته جراء العراقيل التي يواجهها من قبل "الإصلاح" وكذلك عدم تلقيه أي دعم من قبل هادي وحكومته. صراع السلفيين والإصلاح وتأتي الاشتباكات المسلحة بين العملاء في الشمايتين، أمس السبت، بالتزامن مع زيادة التوتر بين صفوف فصائل المرتزقة في عاصمة المحافظة "مدينة تعز" وخصوصاً السلفيين "جناح أبو العباس" والإصلاحيين "جناح حمود المخلافي وصادق سرحان ولواء الصعاليك وفصائل أخرى شكلها الإصلاح لتكون يده التي يستخدمها ضد الآخرين. وذلك على خلفية عملية تبادل الأسرى التي تمت الأربعاء الماضي "1 يونيو الجاري" بين كتائب أبو العباس وبين الجيش واللجان، "16 من العملاء مقابل 19 من الجيش واللجان"، والإعداد حالياً لدفعة أخرى من الأسرى سيتم تبادلها بين الطرفين خلال الأيام القادمة. وأكدت مصادر مطلعة وجود استياء لدى قيادات مرتزقة الإصلاح من عادل فارع المكنى "أبو العباس" جراء تبادل الأسرى دون علم ما يسمى "مجلس تنسيق المقاومة" و"المجلس العسكري" المسيطر عليهما من قبل الإصلاح، مشيرة إلى مساعٍ يبذلها الأخير عبر الفصائل الموالية له، بغرض إفشال أي عملية أخرى لتبادل الأسرى. وأمس الأول اتهمت السلطة المحلية بمحافظة تعز "مليشيات الإصلاح" بقصف سوق الباب الكبير، معقل كتائب أبو العباس، بمدينة تعز انتقاماً لتبادل الأسرى مع الجيش واللجان وعرقلة لأي عملية تبادل أخرى، فيما نقلت وكالة الأنباء الحكومية "سبأ" عن مصدر في لجنة التهدئة اتهامها "لواء الصعاليك" بتنفيذ الجريمة. من جهة أخرى كشف محافظ محافظة تعز الأستاذ عبده الجندي عن خطوة قادمة لإطلاق سراح 200 أسير من الجيش واللجان ومن مسلحي أبو العباس، مشيراً في تصريح نقلته وكالة خبر للأنباء إلى أن الأممالمتحدة مشاركة في هذا العمل الذي يعكس رغبة أبناء تعز في تحقيق الأمن والاستقرار، وإيقاف العدوان، ورفع الحصار، وإطلاق الأسرى والمعتقلين. وندد الجندي، بما أقدمت عليه "ميليشيا الإصلاح"، أمس الأول، من قصف عشوائي على أحياء ومناطق في "الباب الكبير" و"باب موسى" وسوق الجمهورية وسط المدينة نتج عنه سقوط عدد كبير من الشهداء والمصابين من المدنيين، بينهم نساء وأطفال. وقال: إن "عملية تبادل الأسرى التي تمت بين الجيش واللجان الشعبية ومن يطلقون على أنفسهم "المقاومة" بقيادة "أبو العباس"، أزعج هؤلاء واعتبروه مخالفة لما يسمى بالمجلس العسكري، والتفافاً على وفد الرياض، الذي يتصلب تجاه هذا الملف في الكويت". التطورات الميدانية في غضون ذلك تواصلت أمس المعارك على أشدها بين الجيش واللجان الشعبية وبين مسلحي الإصلاح والقاعدة والسلفيين والفصائل الأخرى الموالية للعدوان في مختلف الجبهات بمدينة تعز. وذكرت مصادر عسكرية أن مرتزقة العدوان جددوا أمس محاولاتهم للتقدم في ثعبات والجحملية وكلابة والزهراء، شرق المدينة، واندلعت معارك عنيفة بين الطرفين لليوم الثاني على التوالي نتج عنها مصرع قيادات ميدانية للمرتزقة بينهم قائد سرية ثعبات ويدعى محمد مجلي والقيادي في كتائب حسم السلفية محمد نعمان، وقرابة 15 آخرين من أفرادهما، بالإضافة إلى إصابة عدد كبير من المرتزقة، مقابل استشهاد 3 من الجيش واللجان وجرح 10 آخرين. وأمس الأول تمكن الجيش واللجان من صد هجوم كبير للمرتزقة صوب القصر الجمهوري وسط قصف مدفعي وبقذائف الهاون والكاتيوشا على الأحياء السكنية ومناطق متفرقة في ذات الجبهة. وبالتزامن مع ذلك دارت مواجهات عنيفة في الجبهة الشمالية الغربية للمدينة "الزنوج وتبة هائل والوادي الأخضر وتبة الدفاع الجوي"، جراء محاولات متكررة للمرتزقة للتقدم في مواقع الجيش واللجان، بالإضافة إلى معارك أخرى لا تقل حدة عن سابقاتها شهدتها الجبهة الغربية ممثلة بمحيط المطار القديم ومنطقة "غراب" القريبة من اللواء. وأكدت مصادر محلية، أمس، استشهاد الطفلين الشقيقين كمال ومحمد مجيب من فئة المهمشين على يد مرتزقة العدوان بعد اختطافهما، أمس الأول، من منزلهما في حي الخياطين وسط مدينة تعز. جبهة الوازعية هي الأخرى شهدت قصفاً مدفعياً مكثفاً من مواقع المرتزقة في مضاربة لحج ومنطقة بني عمر التابعة لمديرية الشمايتين على الأطراف الشرقية والجنوبية للوازعية، فيما صد الجيش واللجان هجوماً للمرتزقة في جبهة "باب المندب-ذوباب" خلال ساعات الفجر الأولى من يوم أمس وذلك بعد أقل من 24 ساعة على صد هجوم مماثل للمرتزقة مصحوباً بقصف صاروخي ومدفعي مكثف على مدارس العمري ومدينة ذوباب والحريقية. كما واصل مرتزقة العدوان القصف بقذائف المدفعية والهاون على مواقع الجيش واللجان في جبهات كرش والقبيطة وحيفان. إصابة 11 مرتزقا بانقلاب طقم ومن جهة أخرى أصيب 11 من مرتزقة العدوان بجراح وصفت إصابة بعضهم بالخطيرة صباح أمس إثر انقلاب طقم عسكري يقلهم في أطراف مدينة التربة. وذكرت مصادر محلية أن الطقم العسكري تابع لمرتزقة مما يعرف ب" المقاومة الجنوبية" كان في طريقه إلى تعز لتعزيز جبهة المرتزقة، حيث انقلب الطقم بالقرب من مدينة التربة ونقل المصابون إلى مستشفى الوالي في عدن حالة بعضهم خطيرة . والأسبوع الماضي قتل 3 وأصيب 9 آخرون من المرتزقة بحادثة انقلاب مشابهة في نقيل هيجة العبد الرابط بين التربة والمقاطرة لحج.