كشفت مصادر مطلعة ل" اليمن اليوم" عن خلافات حادة بين قيادة ما يُسمى "مجلس مقاومة تعز" وبين المحافظ المعين من قبل الفار هادي، علي المعمري، على خلفية الأسلحة التي وصلت مؤخراً إلى مدينة التربة بمديرية الشمايتين. وأوضحت المصادر أن القيادي الإصلاح حمود المخلافي الذي يرأس ما يُسمى "مجلس المقاومة" الموالي للعدوان وصادق سرحان، رئيس ما يسمى "المجلس العسكري" الموالي للعدوان في محافظة تعز يضغطون على "علي المعمري" لتسليمهما الأسلحة والذخيرة التي دفع بها حلف العدوان إلى مديرية الشمايتين، بحجة أن تلك التعزيزات قدمتها قيادة التحالف ل"تحرير تعز" حد تعبيرهما. وأشارت المصادر إلى أن المعمري رفض بشكل قاطع مطالب المخلافي وسرحان بتحريك الدبابات الثلاث والأطقم العسكرية والذخيرة إلى جبهة "الضباب"، مؤكداً بأن تلك الآليات والأسلحة، هو من قام باستخراجها من "قيادة التحالف" لتعزيز مدينة التربة التي يتم حالياً إعدادها من قبل التحالف لتكون مركزاً للمحافظة. المصادر ذاتها أكدت بأن الخلافات تطورت بين الطرفين، حد إقدام المخلافي وسرحان على إيصال رسائل واضحة للمعمري بأنه سيكون وحيداً في حال تعرضت مدينة التربة لأي هجوم من قبل الحوثيين، ولن يتم إسناده بأي فرد من مسلحي الإصلاح أو العسكريين الموالين للتحالف، وأنه – أي المعمري- سيكون "حاكماً للتربة وضواحيها" وليس محافظاً لتعز بأكملها، وهو ما دفع بالمعمري إلى القيام بزيارة خاطفة، أمس الأحد، إلى مركز مديرية المسراخ الواقع تحت سيطرة مسلحي حزب الإصلاح، قبل أن يعود سريعاً إلى مقر إقامته في منزل تابع لرجل الأعمال جمال أبو الذهب في منطقة بني غازي بمدينة التربة. وكان مسلحو الإصلاح قد منعوا المعمري في فبراير الماضي من دخول مبنى المحافظة في مدينة تعز وطالبوه بدفع مبلغ نصف مليار ريال قالوا إنها مديونيات على "المقاومة". ووصل المعمري الأربعاء الماضي إلى مدينة التربة قادماً من مدينة عدن، بالتزامن مع وصول 3 دبابات يرافقها 5 أطقم عسكرية حديثة مع رشاشاتها وذلك بعد أيام قليلة من وصول عربات عسكرية وشاحنات وقود إلى مدينة التربة، بالإضافة إلى أكثر من 50 قناصاً تم تدريبهم في محافظة مأرب. وبمجرد وصول تلك التعزيزات إلى مدينة التربة سارع حمود المخلافي، المقيم حالياً في الرياض، إلى التصريح إعلامياً بأن الدبابات الثلاث قدمها "التحالف" دعماً لما تسمى "المقاومة" ضمن مخطط "تحرير تعز" حد قوله. وزادت في الفترة الأخيرة الخلافات بين الفصائل المسلحة الموالية للعدوان بسبب الأسلحة والأموال السعودية، حيث اتهم ناشطون مؤيدون للعدوان العميد في الفرقة المنحلة يوسف الشراجي، المعين من قبل الفار هادي قائداً لمحور تعز العسكري، ببيع كمية من الأسلحة والذخيرة لتجار ومهربين، مشيرين إلى أن الكمية كانت مخصصة لما يسمى "الجيش الوطني" الموالي ل"التحالف". يأتي هذا فيما لازالت حالة التوتر مرتفعة في مدينة تعز جراء المواجهات المسلحة بين فصيل سلفي وآخر موالٍ للإصلاح التي شهدتها المدينة أمس الأول، حيث أقدم مسلحون من أتباع أبو العباس ذات التوجه السلفي على اختطاف المرافق الشخصي ل"أبو الصدوق" المنشق عن "أبو العباس" والموالي لحمود المخلافي ويدعى "عبدالرحمن عصيوران" وذلك باقتحام منزله في حارة إسحاق بالحي القديم واقتياد عصيوران إلى باب موسى وإعدامه رمياً بالرصاص أمام العامة، بالإضافة إلى إحراق سيارته واختطاف 3 من أتباع أبو الصدوق والتهديد بإعدامهم إذا لم يتم تسليم شخص مقرب من عصيوران قام بقتل أحد مسلحي أبو العباس. بيع الأسلحة للقاعدة وفي السياق تناقلت وسائل إعلامية تابعة للعدوان، أمس، أخباراً تفيد بضبط كميات كبيرة من الأسلحة المخصصة لدعم جبهات تعز في مخازن تنظيم القاعدة بمدينة المكلا. وذكر موقع "عدن تايم" أن كميات مهولة من الأسلحة والذخيرة التي كانت مخصصة لدعم جبهات تعز تم بيعها أو تسليمها للقاعدة من قبل قيادات فيما تسمى "مقاومة تعز"، ونشر الموقع صوراً لبعض الأسلحة والذخيرة المضبوطة. وتأتي هذه المعلومات بعد يومين من تأكيد وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، حصولهم على أدلة حقيقية وملموسة للتعاون والتنسيق بين الإخوان المسلمين "الإصلاح" والقاعدة في المكلا. الخروقات الميدانية وفي سياق خروقات العدوان ومرتزقته للهدنة الأممية، أفادت "اليمن اليوم" مصادر متطابقة أن مواجهات ليلية عنيفة شهدتها، أمس، جبهات القتال في الوازعية المحاذية لمضاربة لحج، مشيرة إلى أن مرتزقة العدوان واصلوا قصفهم المكثف مواقع الجيش واللجان وقرى الوازعية بالمدفعية والأسلحة الرشاشة من مواقع المرتزقة في جبل الخزم والبراحة والنجج - حد قبيلة الأغبرة، والمنصورة – حد البوكرة، والخبل – حد العلقمة، وجميعها تقع في المناطق الحدودية بين الوازعية ولحج، بالتزامن مع محاولة جديدة للمرتزقة للتقدم إلى جبل الضعيف المحاذي لمديرية الشمايتين. كما واصل المرتزقة أمس قصفهم لمواقع الجيش واللجان في جبهات "ذوباب- المندب" والضباب وجبل حبشي والمسراخ وحيفان، ومدينة تعز، وجبهة كرش التابعة لمديرية القبيطة محافظة لحج. وحلق طيران العدوان السعودي في سماء المخا وذوباب والوازعية وحيفان والبرح والضباب ومدينة تعز.