دشن طيران العدوان السعودي، شهر رجب الحرام بمجزرتين جماعيتين باستهدافه سيارة تُقل نازحين بمديرية الوازعية ومنزلاً سكنياً في منطقة الضباب محافظة تعز، ضمن سلسلة غارات طالت مناطق مختلفة فيما تواصلت انتصارات قوات الجيش واللجان الشعبية في عدد من جبهات القتال بتعزولحج، ومن جهة أخرى زادت حدة الخلافات بين الفصائل الموالية للعدوان في مدينة تعز وتطورت إلى اشتباكات مسلحة نتج عنها إصابة قائد الجماعة السلفية "أبو العباس" وعدد من مرافقيه. وقال ل" اليمن اليوم" مصدر أمني وسكان محليون إن طيران العدوان السعودي استهدف بغارتين جويتين صباح أمس السبت منزل أحد المواطنين في منطقة الضباب، غرب مدينة تعز، وأسفر ذلك عن استشهاد 5 (3 نساء وطفل ورجل) وإصابة 4 آخرين جميعهم من أفراد أسرة واحدة، بالإضافة إلى تدمير المنزل وتضرر المنازل المجاورة. وتأتي هذه المجزرة بعد أقل من 24 ساعة على ارتكاب ذات الطيران المعادي مجزرة أكثر دموية بحق عائلات نازحة في مديرية الوازعية، حيث أفاد "اليمن اليوم" مصدر محلي مسؤول بالمديرية أن العدوان السعودي استهدف قبيل صلاة الجمعة، سيارة المواطن جميل حسن جيلح في منطقة "الرقة" بمركز المديرية ما أدى إلى استشهاد 10 وإصابة 8 آخرين بينهم نساء وأطفال، مرجحاً زيادة عدد الشهداء نظراً للإصابات البليغة لبعض الجرحى. وأوضح المصدر أن جثث الضحايا تفحمت بشكل كامل فيما نُقل الجرحى إلى مستشفى الوحدة بمنطقة البرح والبعض منهم تم نقلهم إلى مدينة الحديدة، لافتاً إلى أنه تم التعرف على 3 من الشهداء وهم "جميل جيلح، وعيسى جعولة، رياض الشردي" وطفل من آل جيلح، بينما تفحمت جثث بقية الشهداء بشكل كامل. المصدر ذاته أشار إلى أن أن الضحايا استهدفوا عندما كانوا يحاولون النزوح إلى منطقة مجاورة هربا من كثافة الغارات على مختلف مناطق مديرية الوازعية. وشملت الغارات الجوية التي شنها طيران العدوان السعودي خلال ال 48 ساعة الماضية شارع الستين ومفرق شرعب وقوات الأمن الخاصة وتبة سوفتيل ومنطقة حذران بمدينة تعز وحدائق الصالح بالضباب، ومدرسة (سكينة) ومنطقة "مصران" ومثلث الأحيوق بمديرية الوازعية. التطورات الميدانية ميدانياً، قال ل"اليمن اليوم" مصدر محلي مسؤول إن الجيش واللجان الشعبية في جبهة الوازعية استكملوا، تأمين جبل "المدرب" وعدد من القرى والتباب المحاذية لمنطقتي المحاولة والمضاربة بمحافظة لحج. وأكد المصدر أن الجيش واللجان أمهلوا بقايا المرتزقة المتمركزين في جبل "المجر" فرصة للانسحاب بالتزامن مع تواصل شخصيات ومشايخ بارزين في الوازعية مع مشايخ المضاربة، ومطالبتهم بسحب أبنائهم المغرر بهم الذين يشاركون مع بقايا فصائل المرتزقة في استهداف قرى وأحياء الوازعية بقذائف المدفعية والهاون من "المنصورة" وجبل "نومن" الواقع بين الوازعية والمضاربة. جبهات مدينة تعز إلى ذلك شهدت الجبهتان الشرقية والغربية لمدينة تعز، أمس، مواجهات ومعارك عنيفة بين الجيش واللجان الشعبية وبين مسلحي الإصلاح والقاعدة والسلفيين. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر عسكرية وأخرى محلية متطابقة أن الجيش واللجان صدوا هجوماً كبيراً لمرتزقة العدوان على تبة الدفاع الجوي بمدينة النور وكبدوهم أكثر من 12 قتيلاً وإصابة آخرين، بعض القتلى لازالت جثثهم ملقاة في الأطراف الجنوبية للتبة، فيما اندلعت مواجهات مماثلة في محيط المطار القديم ومنطقة حذران التي تعتبر البوابة الغربية لمدينة تعز، بالتزامن مع مواجهات أخرى في جبل حبشي ومحيط حدائق الصالح بالضباب. وشرق مدينة تعز تجددت المواجهات وخصوصاً خلال ساعات الليل في مناطق ثعبات وحي الدعوة وكلابة. وفي السياق، دارت اشتباكات متقطعة في منطقة الشقب، شرق جبل صبر، ومناطق الخلل والمبرع بالأقروض مديرية المسراخ، فيما شهدت مديرية حيفان تبادلا لإطلاق النار بين الجيش واللجان وبين مرتزقة العدوان بالمدافع والرشاشات. جبهة ذوباب وفي جبهة "ذوباب- المندب" على الشريط الساحلي قصفت القوة الصاروخية للجيش واللجان تجمعاً لمرتزقة وآليات عسكرية تابعة للعدوان السعودي شرق القرية الجنوبية لمدينة ذوباب. وأوضح مصدر عسكري أن القصف أسفر عن تدمير مدرعة واحتراقها بشكل كامل بالإضافة إلى مصرع وإصابة عدد من أفراد المرتزقة. جبهة كرش جبهة كرش - الشريجة بمديرية القبيطة محافظة لحج، هي الأخرى شهدت مواجهات عنيفة للجيش واللجان مع مرتزقة وعملاء العدوان المسنودين بالطيران الجوي. وذكرت مصادر "اليمن اليوم" أن مواجهات عنيفة صاحبها انفجارات قوية شهدتها مناطق الجريبة والحدب وبالقرب من رون الحويمي، مشيرة إلى أن الجيش واللجان مسيطران على جميع التباب المطلة على رون الحويمي ومحطة البركاني، وتكبد المرتزقة خلال مواجهات اليومين الماضيين المزيد من القتلى والجرحى فيما حاول طيران العدوان السعودي إسنادهم بغارتين على رون الحويمي، إلا أنها لم تُمكن المرتزقة من أي تقدم يُذكر. وتمكن الجيش واللجان ليل أمس الأول من تدمير دبابة لمرتزقة العدوان وإيقاع قتلى وجرحى في صفوفهم أثناء قصف تجمعاتهم في سوق كرش جوار إدارة الأمن. تناحر العملاء من جهة أخرى زادت حدة الخلافات بين الفصائل الموالية للعدوان السعودي في محافظة تعز، إثر مواجهات مسلحة أسفرت عن إصابة قائد ما تسمى "كتائب أبو العباس" ذات التوجه السلفي برصاص منشقين عنه، فيما تواصلت المواجهات غرب المدينة بين الجيش واللجان الشعبية من جهة ومرتزقة عملاء العدوان من جهة أخرى. مصادر محلية أوضحت ل"اليمن اليوم" أن مواجهات بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية اندلعت، "الخميس"، في حي الجمهوري بين 4 أطقم مسلحة مرافقة ل"أبو العباس" عادل عبده فارع قائد كتائب أبو العباس، وبين مجموعة مسلحة يقودها شخص يدعى حمدي الشرعبي وتتبع هذه المجموعة فصيلا منشقا عن كتائب أبو العباس بقيادة "أبو الصدوق"، موضحة بأن الاشتباكات حدثت جوار منزل حمدي الشرعبي وأخيه أدهم الشرعبي بذات الحي، جراء رفض الشقيقين حمدي وأدهم، والمسلحين التابعين لهما إرجاع أسلحة وذخيرة متنوعة كان أبو العباس قد سلمها لهم قبل انشقاقهم عن جماعته والتحاقهم بجماعة نائبه –سابقاً- أبو الصدوق، ما دفع أبو العباس إلى النزول شخصياً برفقة أطقم مسلحة والهجوم على منزل الشرعبي، غير أن الأخير كان مستعداً للرد على ذلك الهجوم بنشر رفاقه المسلحين على أسطح عدد من المنازل والتصدي لهجوم أبو العباس ومسلحيه. ونشرت ما تسمى كتائب "أبو العباس" التي تطلق على نفسها (حماة العقيدة) بياناً قالت فيه إن أبو العباس تعرض لمحاولة اغتيال وصفها البيان بالفاشلة، من خلال إطلاق وابل من الرصاص والقنابل اليدوية عليهم ما أدى إلى إصابة عادل فارع وعدد من مرافقيه بإصابات مختلفة. وأشار البيان إلى أن مسلحي كتائب أبو العباس يقومون بمحاصرة قائد المجموعة المسلحة التي نفذت محاولة الاغتيال. مصادر "اليمن اليوم" أكدت إصابة حمدي الشرعبي بإصابة بليغة في الصدر أُدخل على إثرها غرفة العمليات في مستشفى الروضة كما أصيب أخوه أدهم وشخص آخر وأحد المواطنين بإصابات خفيفة، مشيرة إلى أن مجاميع كبيرة من جماعة أبو العباس تبعت المصابين إلى مستشفى الروضة وحاولت اقتحام المستشفى عنوة لأخذ الشرعبي ورفاقه بالقوة، إلا أن شخصا يدعى مؤمن المخلافي وهو قائد فصيل موالي للعدوان ويدعمه أبو العباس، تدخّل ومنع عملية الاقتحام. ومساء الخميس تم تشكيل لجنة للتدخل واحتواء الموقف بين عملاء العدوان السعودي، مكونة من عدنان رزيق، قائد ما تُسمى "كتائب حسم" وشوقي سعيد المخلافي، وصادق مهيوب "أبو الصدوق"، ولطف العزي الذي عينه أبو العباس قاضياً في المحكمة التابعة لذات الفصيل، وقام هؤلاء بزيارة أبو العباس وتم الاتفاق على تسليم حمدي محمود الشرعبي وجماعته إلى قيادة "الجبهة الشرقيه" التابعة لجماعة أبو العباس وحجزه لديهم، وأمس الأول اختفى حمدي الشرعبي من مستشفى الروضة رغم إصابته البليغة. وأصدرت كتائب أبو العباس بياناً حول هروب الشرعبي من مستشفى الروضة المسيطر عليه من جماعة الإخوان، محملة إدارة المستشفى ولجنة التواصل المسؤولية الكاملة فيما حدث وما يترتب عليه من أحداث مستقبليه، وقال البيان إن هناك أيادي خفية ساهمت بهروب الشرعبي وسيتم اكتشافها واتخاذ ما يلزم تجاهها. يُذكر بأن حمدي الشرعبي هو أحد الفارين من السجن المركزي وتم احتواؤه من قبل أبو العباس قبل أن يتمكن أبو الصدوق من استقطابه للانضمام إلى جماعته. وتأتي هذه التطورات بعد تصدع العلاقة داخل الحركة السلفية بمدينة تعز، حيث يقود أبو العباس "عادل عبده فارع" العمليات القتالية في الجبهة الشرقية للمدينة ويحظى بدعم من الإمارات والسعودية، وكان أبو الصدوق النائب الأول ل"أبو العباس" قبل أن يتم استقطابه من قبل جماعة الإخوان بقيادة حمود المخلافي ودعم من دولة قطر بعد أن وجهت قيادة العدوان اهتمامها ل"أبو العباس" بدلا من المخلافي الذي أقنع أبو الصدوق بالانشقاق عن الحركة السلفية وتشكيل فصيل يتبع تنظيم القاعدة، واستخدام هذا الفصيل ضد أبو العباس.