حالة من التوتر يشهدها الحي القديم بمدينة تعز، جراء تجدد المواجهات المسلحة بين فصائل عملاء العدوان السعودي، وبالتزامن مع استمرار العدوان ومرتزقته في تصعيد خروقاتهم للهدنة الأممية، فضلا عن التحشيد العسكري الكبير إلى جبهات القتال في الشريط الحدودي بين محافظتي تعزولحج. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر محلية بمدينة تعز إن اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والمتوسطة نشبت بين الفصيل السلفي المعروف بحماة العقيدة، الذي يقوده أبو العباس، وفصيل آخر منشق عن "أبو العباس" وموالٍ للإصلاح بقيادة "أبو الصدوق"، مشيرة إلى أن الاشتباكات شهدها الحي القديم ونتج عنها مصرع وجرح عددا من المسلحين من الطرفين. وأوضحت المصادر أن أتباع "أبو العباس" هاجموا منزل قيادي ميداني والمرافق الشخصي ل"أبو الصدوق" يدعى عبدالرحمن عصيوران، في حارة إسحاق، واشتبكوا مع حراسة المنزل قبل أن يقوموا باقتحامه واختطاف (عصيوران) واقتياده إلى حارة باب موسى، ثم قاموا بتكبيل يديه إلى الخلف وإعدامه علناً أمام الناس بوابل من نيران الكلاشنكوف، مع صيحات الله اكبر ولله الحمد. وطبقاً للمصادر فقد قام مسلحو "حماة العقيدة" بعد ذلك بلف جثة عصيوران بكيس مخصص لبراميل القمامة، وألقوا بها أمام منزله في حارة إسحاق، مشيرة إلى أن ذات المسلحين قاموا أيضا بإحراق سيارة عصيوران ومحاولة تفجير بيته، إلا أن الأهالي تدخلوا ومنعوهم. وتأتي هذه الاشتباكات إثر قيام شخص من أفراد عبدالرحمن عصيوران يدعى علاء الملقب"الزنجة" بقتل شخص يدعى وسيم عبدالمؤمن (محسوب على أبو العباس). وأفادت المصادر بأن كتائب أبو العباس تعتقل 3 من أفراد القيادي الموالي للإصلاح "أبو الصدوق" وتهدد بإعدامهم إذا لم يتم تسليمهم المدعو "الزنجة"، لافتة إلى أن شخصيات قيادية موالية للعدوان تعمل منذ ليل أمس الأول "الجمعة" على احتواء الموقف بين الطرفين، بالتزامن مع قيام كل فصيل بحشد مسلحيه إلى الحي القديم. وعبدالرحمن عصيوران هو أحد الذين قام حمود المخلافي بتهريبهم من السجن المركزي بمحافظة تعز، منتصف 2015م، وهو محكوم عليه بالإعدام في جريمة قتل وتم تأطيره ضمن فصيل "أبو الصدوق" الذي كان نائباً للقيادي السلفي أبو العباس، ثم انشق عنه مع قرابة 400 مسلح بتحريض من المخلافي، وتنسيق مع دولة قطر التي تكفلت بدعم مالي لأبي الصدوق قدره 250 ألف ريال يومياً. وزادت في الآونة الأخيرة حدة المواجهات والتصفيات الحاصلة بين الفصائل الموالية للعدوان السعودي بمدينة تعز، خاصة الفصائل المرتبطة بالسلفية والإصلاح وتنافسهما للسيطرة على حارات وأحياء المدينة والمرافق الحكومية. حيث نشبت اشتباكات مسلحة بتاريخ 23 أبريل المنصرم، بين فصيل الإصلاح وكتائب (حسم) السلفية، أسفرت عن مقتل حمزة شقيق حمود المخلافي، وأبو الحارث رزيق ابن عم قائد كتائب (حسم) السلفية عدنان رزيق، وقبل ذلك بثلاثة أيام تم اغتيال عاقل حارة الشماسي القيادي الميداني المحسوب على جماعة السلفيين "فصيل أبو العباس" ويدعى سلطان الأصبحي، من قبل مسلحين على متن دراجة نارية في جولة الكهرباء وسط المدينة، وبتاريخ 14 أبريل اندلعت مواجهات مسلحة بين مجاميع يقودهم عبد العزيز حميد مدهش، القيادي في حزب الإصلاح، وبين آخرين بقيادة أمين المخلافي- مدير أمن مديرية المظفر المعين من قبل اللجنة الأمنية الموالية للعدوان، وهو أحد أتباع أبو العباس، ونتج عنها جرحى من الطرفين. وبتاريخ 7 أبريل اندلعت اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والأطقم المحملة بالرشاشات بين مسلحين سلفيين يقودهم أبو العباس "عادل فارع" وآخرين منشقين عن كتائب أبو العباس في حي الجمهوري، جراء خلاف على أسلحة وأموال سعودية، ونتج عنها إصابة قائد كتائب أبو العباس وعدد من مسلحي الطرفين. اختطاف موالين للعدوان في غضون ذلك، أقدم مسلحون من حزب الإصلاح الموالي للعدوان على اختطاف 6 مواطنين في مديرية المسراخ، وإيداعهم سجناً تابعاً للمرتزقة في منطقة جبل حبشي. وذكرت مصادر محلية ل" اليمن اليوم" أن مسلحين بقيادة الإصلاحي جميل السبئي، قاموا أمس باقتحام منزل المواطن عبدالله عبدالسلام، واعتقال 6 من أقاربه كانوا يتواجدون داخل المنزل، واقتيادهم إلى سجن خاص يتبع العميد في الفرقة المنحلة يوسف الشراجي، في مديرية جبل حبشي. وطبقا للمصادر فإن من تم اختطافهم ومصادرة أسلحتهم هم عناصر موالية للعدوان لا تنتمي للتيار الإصلاحي المسيطر على المديرية. الخروقات الميدانية من جهة أخرى واصل حلف العدوان ومرتزقته، أمس، خروقاتهم للهدنة الأممية في مختلف جبهات القتال في محافظتي تعزولحج. مصادر محلية وعسكرية متطابقة أفادت "اليمن اليوم" بأن مرتزقة العدوان استهدفوا مواقع الجيش واللجان في جبهة ذوباب- المندب بالمدفعية وصورايخ الكاتيوشا، بالتزامن مع قصف مماثل استهدف الأطراف الشرقية والجنوبية لمديرية الوازعية المحاذية لمضاربة لحج ومديرية الشمايتين، فيما أحبطت وحدات من الجيش واللجان الشعبية، محاولة زحف للمرتزقة باتجاه منطقة كلابة، شرق مدينة تعز. واستشهد صباح أمس المواطن عبدالرحمن سيف، الذي يعمل مدرسا بمدرسة الفاروق بتعز، نتيجة سقوط قذيفة هاون على منزله في حي الجحملية، جراء استهداف المرتزقة للحي بعدد من القذائف. وفي مديرية حيفان أفاد "اليمن اليوم" سكان محليون بأن الاشتباكات تجددت خلال فترتي الصباح والظهيرة من يوم أمس، بعد قيام المرتزقة باستهداف الجيش واللجان في الأعبوس والأعروق، وبالتزامن مع تحليق مكثف لطيران العدوان السعودي وعلى علو منخفض في سماء المديرية، ما أدى إلى إفزاع طلاب وطالبات المدارس وفرارهم من الفصول الدراسية. وجدد مرتزقة العدوان محاولتهم التقدم باتجاه منطقة الحويمي في جبهة كرش الشريجة بمديرية القبيطة محافظة لحج.