تصاعدت الصراعات بين الفصائل الموالية للعدوان السعودي، في مدينة تعز، وخصوصاً الإصلاح والسلفيين، وسط انفلات أمني كبير وسرقات ونهب للمحال التجارية في وضح النهار. سكان محليون من أهالي مدينة تعز أبلغوا "اليمن اليوم" بأن مسلحين من حزب الإصلاح وآخرين من أتباع صادق سرحان المخلافي، الموالي لذات الحزب، والمدعوم من اللواء علي محسن الأحمر، فرضوا، أمس، سيطرتهم على مبنى شركة النفط، المقر المؤقت ل "علي المعمري" المعين من قبل الفار هادي محافظاً لتعز. وأشاروا إلى أن مسلحي الإصلاح والفصائل التابعة له سيطروا بشكل كامل على شركة النفط المجاورة لمقر حزب الإصلاح في شارع جمال، ونشروا عناصرهم في محيط المبنى وعدد من الأحياء المجاورة، كنوع من التحدي للمعمري والفصائل الأخرى التابعة للسلفيين وغيرهم، موضحين أن مسلحي الإصلاح قاموا بطرد أفراد حماية شركة النفط الذي عينهم علي المعمري، وذلك بعد أيام قليلة من فراره إلى تركيا عبر محافظة عدن. وكان مسلحون من حزب الإصلاح قد منعوا المعمري أكثر من مرة من دخول مبنى محافظة تعز، طالبين منه دفع مبلغ 500 مليون، قالوا إنها ديون ومستحقات لمسلحي الإصلاح، الأمر الذي دفع بالمعمري إلى تحويل استراحة شركة النفط مقراً له. وفي أغسطس الماضي قام مسلحون يقودهم نجل صادق سرحان وآخرون من أتباع عارف جامل بحصار المعمري في مبنى شركة النفط، ودارت اشتباكات بالأسلحة سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين. إلى ذلك عادت شعارات ورايات تنظيم القاعدة في الظهور مجدداً وسط مدينة تعز. وطبقاً لمصادر محلية فإن عدداً من الأطقم التابعة للتنظيم الإرهابي جابت شوارع الجمهوري و26 سبتمبر والتحرير وأجزاء من شارع جمال، بشكل علني، رافعة رايات وشعارات التنظيم، مشيرة إلى أن هذا الاستعراض للقاعدة جاء بعد ساعات من قيام حزب الإصلاح بتنظيم عرض عسكري، أمس الأول "الاثنين" في شارع جمال، رافعين صور الفار هادي والقيادي في الإخوان حمود المخلافي المقيم حالياً في تركيا. وطالب مسلحو الإصلاح بعودة حمود المخلافي لاستكمال ما أسموه ب "تحرير تعز" في إشارة إلى عجز السلفيين ومحافظ العدوان علي المعمري في هذه المهمة. وتشهد مدينة تعز صراعات وتصفيات كبيرة بين الفصائل الموالية للعدوان، جراء خلافات على أموال وأسلحة مقدمة من حلف العدوان، أو لمساعي كل طرف لبسط سيطرته ونفوذه على أكبر مساحة تقع في نطاق العملاء. جرائم المرتزقة وفي سياق الانفلات الأمني الذي تشهده الأحياء الواقعة تحت سيطرة فصائل عملاء ومرتزقة العدوان بمدينة تعز، أقدم مسلحون ممن يطلقون على أنفسهم "المقاومة" على سرقة محلات تجارية وسط المدينة. وذكرت مصادر محلية أن قرابة عشرين مسلحاً يستقلون طقمين عسكريين قطعوا شارع القرشي في الحي القديم، وأقدموا على كسر أقفال محلات الهماسي التجارية واقتحامها ونهب محتوياتها، مشيرة إلى أن المحال المنهوبة تابعة للتاجر "غالب الحرازي" وتقع على مسافة قريبة من قسم شرطة باب موسى، المسيطر عليه من قبل جماعة "أبو العباس" السلفية. والأسبوع المنصرم تقطع مسلحون من العملاء لأحد التجار أثناء مروره بسيارته في باب موسى وقاموا بنهب السيارة وسلاحه نوع مسدس ومبلغ مالي بالدولار كان في حوزته. وزادت في الآونة الأخيرة جرائم السرقة والنهب للمحال التجارية ومنازل مواطنين من قبل مسلحي الفصائل التابعة للعدوان. التطورات الميدانية على صعيد المعارك اليومية بين الجيش واللجان الشعبية وبين عملاء ومرتزقة العدوان، تواصلت، أمس، المعارك على أشدها في جبهات "كرش" و"كهبوب" بمحافظة لحج، بالتزامن مع خسائر جديدة للمرتزقة بقصف صاروخي ومدفعي لتجمعاتهم في الوازعية وذوباب ومقبنة بمحافظة تعز. مصادر عسكرية ميدانية أبلغت "اليمن اليوم" أن المرتزقة واصلوا، أمس، محاولاتهم في التقدم شمال مدينة كرش، بمديرية القبيطة، إلا أن الجيش واللجان تصدوا لهم بقوة وكسروا زحوفاتهم. ووزع الإعلام الحربيُّ مشاهدَ لعمليةِ دحرِ مرتزقة العدوانِ خلال محاولة تقدمهم في كرش. وفي السياق أفشل الجيش واللجان زحوفات للمرتزقة شرق جبال كهبوب التابعة لمديرية المضاربة ورأس العارة بذات المحافظة (لحج)، مكبدين إياهم المزيد من الخسائر في الأرواح والعتاد. وعلى مدى العشرة الأيام الماضية ومرتزقة العدوان يتجرعون هزائم كبيرة في صفوفهم وبين معداتهم بمحيط جبال كهبوب، دون تحقيق أي تقدم يذكر عدا خسائر الأرواح والعتاد، بالإضافة إلى سيطرة الجيش واللجان على موقعين هامين شرق كهبوب. كما سقط، أمس، قتلى وجرحى بين المرتزقة ودمرت آليات تابعة لهم بقصف صاروخي ومدفعي استهدف تجمعاتهم بمنطقة "العبارة" جنوب شرق مدينة ذوباب الساحلية، وجنوب الوازعية ومنطقة الظهرة بمديرية مقبنة. وتجددت، أمس، الاشتباكات بشكل متقطع بين الجيش واللجان وبين المسلحين السلفيين وعناصر القاعدة في جبهات شرق مدينة تعز وتحديداً ثعبات والجحملية، نتج عنها مصرع قائد ميداني للسلفيين في ثعبات ويدعى محمد التنين وعدد من مرافقيه.