يواصل الجيش واللجان الشعبية تمشيط محيط السلسلة الجبلية في جبهة "كهبوب" الفاصلة ما بين مديريتي ذوباب ومضاربة لحج، بالتزامن مع صد محاولات تسلل عناصر من المرتزقة في الجبهات الأخرى بمحافظتي تعزولحج، فيما يسود التوتر مدينة التربة إثر تجدد الاشتباكات بين الفصائل الموالية للعدوان السعودي، ومن جهة أخرى تستمر انتهاكات العملاء وعمليات السطو والسرقة لمنازل المواطنين والمنشآت الخاصة في الأحياء الواقعة تحت سيطرتهم بمركز المحافظة. مصادر عسكرية في المحورين الجنوبي والغربي لمحافظة تعز أفادت "اليمن اليوم" بأن الجيش واللجان الشعبية تمكنوا فجر أمس من صد هجوم للمرتزقة جنوب جبال كهبوب، مشيرة إلى أن معارك استمرت قرابة ساعة، قبل إجبار المرتزقة على الفرار صوب باب المندب "30 كم جنوب جبال كهبوب". وأوضحت المصادر أن الجيش واللجان واصلوا تمشيط محيط السلسلة الجبلية لمنطقة كهبوب من جميع الجهات، وقاموا بتعزيز تواجدهم في محيط هذا الموقع الاستراتيجي وقطع الطريق على أي محاولة للمرتزقة لاستعادة تلك السلسلة الجبلية الاستراتيجية التي تم تأمينها مطلع الأسبوع الجاري. وتطل جبال كهبوب من جهة الجنوب الشرقي على منطقة السقيا بمديرية المضاربة ورأس العارة التي يتواجد فيها أحد معسكرات المرتزقة ومخازن للأسلحة والعتاد العسكري، وتعتبر هذه المنطقة "السقيا" الرافد الأساس لجبهة المرتزقة في باب المندب بالأسلحة والعتاد العسكري، بالإضافة إلى أن جبال كهبوب تطل على باب المندب والأجزاء الشرقية من مديرية ذوباب والمناطق الجنوبية لمديرية الوازعية. ووزع الإعلام الحربي المرافق للعميات العسكرية مشاهد لجزء من سير المعارك في جبهة كهبوب، حيث ينتشر أبطال الجيش واللجان الشعبية لرصد تحركات المرتزقة والتوغل لدحرهم. وفي السياق واصل مرتزقة العدوان، أمس، القصف المدفعي وبالدبابات وصواريخ الكاتيوشا على مدينة ذوباب والسلسلة الجبلية الشرقية لمعسكر العمري، فيما نفذ الطيران المعادي في وقت متأخر من مساء أمس الأول 3 غارات استهدفت معسكر العمري بمديرية ذوباب. وعزز العدوان مواقع مرتزقته في جبهة المندب مطلع الأسبوع الجاري بكميات ضخمة من الأسلحة والمعدات العسكرية والمرتزقة، تمهيداً لشن هجوم كبير على محورين، الأول نحو جبال كهبوب والثاني نحو مدينة ذوباب ومعسكر العمري. وفي مديرية الوازعية واصل المرتزقة، أمس، استهداف قرية الحمراء وجبل الشبكة ومناطق المدرب والأحيوق ووادي الشقيراء، بالمدفعية وقذائف الهاون والمعدلات عيار 23، فيما كان الجيش واللجان قد أحبطوا محاولة تسلل عناصر من المرتزقة من موقع المنصورة في مضاربة لحج باتجاه طريق جبل الشبكة "الصيبارة". جبهتا كرش وحيفان وفي جبهة كرش-الشريجة بمديرية القبيطة محافظة لحج، دمرت قوات الجيش واللجان مدرعة للمرتزقة في كرش بصاروخ موجه استهدفها في وقت متأخر من مساء أمس الأول، وذلك أثناء محاولة المدرعة التقدم صوب منطقة الحويمي، شمال مدينة كرش، ما أدى إلى تدميرها واحتراقها بشكل كامل، دون معرفة مصير طاقمها. وإلى الغرب من مديرية القبيطة، حيث تقع مديرية حيفان، أفاد "اليمن اليوم" سكان محليون بأن المواجهات المسلحة تجددت بشكل متقطع صباح أمس ومساء أمس الأول في منطقة ظبي أعبوس، وسط تحليق مكثف لطيران العدوان في سماء المنطقة. وكان الجيش واللجان كسروا محاولة زحف منتصف الأسبوع المنصرم، وتمكنوا بهجوم مضاد من اختراق مواقع المرتزقة في ظبي أعبوس، واغتنام كمية من الأسلحة والذخيرة، وأسر عدد من المرتزقة، والعودة بعد ذلك إلى مواقع الجيش واللجان باتجاه جبل الهتاري. جبهات مدينة تعز وإلى مدينة تعز "مركز المحافظة"، حيث تجددت، أمس، المواجهات بين الجيش واللجان من جهة، وبين مسلحين من الإصلاح والقاعدة والسلفيين وفصائل أخرى، جميعهم موالون للعدوان السعودي، في ثعبات وكلابة وأطراف الجحملية وحي الدعوة، شرق مدينة تعز، ومحيط اللواء 35 والمطار القديم، غرب المدينة، فيما كثف المرتزقة هجومهم على قرية الصراري بمديرية صبر الموادم، والتي يحاصرونها منذ قرابة 4 أشهر متواصلة. وطبقاً لسكان محليين فإن المرتزقة استهدفوا أمس القرية بالرشاشات عيار 23 ومدافع عيار 70 ما أدى إلى إصابة عدد من الأهالي، جميعهم من آل الجنيد، بالتزامن مع وصول تعزيزات جديدة للمرتزقة من فصيل ما تسمى كتائب أبو العباس وكتائب حسم السلفية، بخلاف عناصر المرتزقة الذين يحاصرون القرية وينتمون للفصائل الأخرى بينهم تنظيم القاعدة. صراعات المرتزقة من جهة أخرى تجددت منتصف ليل أمس المواجهات المسلحة بين فصائل العملاء في مدينة التربة، مركز مديرية الشمايتين، جنوب محافظة تعز. وذكرت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" أن إطلاق نار مكثف شهدته المدينة منتصف ليل أمس الأول بين مسلحين من أتباع العميد عدنان الحمادي وحمود المخلافي، وآخرين من أتباع قائد ميداني للمرتزقة يدعى مختار الزريقي، وذلك إثر خلافات على أسلحة وأموال سعودية ومحاولات كل فصيل فرض سيطرته على المدينة وجباية الأموال من الأسواق والمحلات التجارية بغرض توفير الحماية الأمنية للأسواق والمتاجر. وأوضحت المصادر أن حالة من التوتر تسود المدينة منذ أمس الأول، حيث نشر كل فصيل عناصره المسلحة في المناطق الواقعة تحت سيطرته وعلى مداخل المدينة ومحيطها، كما كثف أتباع الحمادي النقاط العسكرية في الشارع الرئيس، مع تواجد كبير لمسلحين بأزياء مدنية وعسكرية جوار مبنى المحافظة ومبنى الكهرباء الذي حوله المرتزقة إلى قسم شرطة ومعتقل لمناهضيهم. جرائم العملاء في غضون ذلك أقدم مسلحون ممن يطلقون على أنفسهم "كتائب حسم" السلفية على نهب محتويات نادي الصقر بمنطقة بير باشا، غرب مدينة تعز. وطبقاً لمصادر محلية فإن مسلحين من "كتائب حسم" قاموا مساء أمس الأول بنهب ما تبقى من محتويات ومعدات نادي الصقر الرياضي، بينها حديقة ألعاب، وتحميلها على متن قلابات تابعة لمشروع النظافة، استولت عليها تلك المليشيات ونقلتها على شكل دفعات إلى جوار منزل هشام الجندبي، شقيق قائد كتائب "حسم" عمار الجندبي، في حي عمار بن ياسر بمدينة تعز. كما أقدم مسلحون من عملاء العدوان على اقتحام منزل القيادي في الحزب الاشتراكي محمد الصنوي، سكرتير أول منظمة الحزب، في المحافظة ونهب جميع محتوياته. ويقع منزل الصنوي في حي الروضة معقل القيادي الإصلاحي حمود المخلافي بمدينة تعز، كما يسيطر ما يسمى ب"لواء الحمزة" التابع لحزب الإصلاح الموالي للعدوان السعودي على حي الروضة. وطبقاً لمصادر محلية فإن المسلحين اقتحموا المنزل من خلال كسر إحدى نوافذه وقاموا بنهب محتوياته والعبث ببعضها الآخر مستغلين غياب أصحاب المنزل. ودانت منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة تعز حادثة اقتحام ونهب منزل سكرتير أول منظمة الحزب بالمحافظة محمد عبدالعزيز الصنوي، مشيرة في بيان صادر عنها إلى أنه "لم يتسنَ - حتى اللحظة - معرفة هوية الفاعلين ولا زمن وقوع الفعل، بيد أن أقارب للصنوي زاروا المنزل يوم أمس وأكدوا تعرضه للنهب والتخريب". وأوضح البيان أنها تزايدت في الآونة الأخيرة وتيرة حدوث الأعمال المخلة بالأمن في مدينة تعز كنتيجة حتمية لغياب الدولة، وعجز ما يسمى ب "المقاومة" بهيئاتها المختلفة عن فرض الأمن والاستقرار في المناطق التي وصفها ذات البيان ب "المحررة"، في إشارة منه إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة عملاء العدوان، التي تشهد حملات نهب واسعة للمنازل والشركات والمحلات التجارية من قبل الموالين للعدوان وفي وضح النهار.
