معارك عنيفة شهدتها أمس عدد من جبهات القتال بين الجيش واللجان الشعبية وبين الغزاة ومرتزقتهم في المناطق الواقعة بين محافظتي تعزولحج، عدا جبهة "ذوباب" التي مني فيها العدوان بخسائر كبيرة الأيام الماضية، ما دفع قائد المرتزقة للاعتراف رسمياً بانكسار كتيبة عسكرية كاملة موالية للغزاة أمام بواسل الجيش واللجان الشعبية، رغم الفارق الكبير في التسليح العسكري بين الطرفين، بخلاف الإسناد الجوي والبحري المكثف للمرتزقة. مصادر عسكرية وقبلية أفادت "اليمن اليوم" أن لقاء موسعاً ضم قيادات قبلية وعسكرية موالية للعدوان السعودي من محافظة لحج، عُقد لمناقشة أسباب الفشل الذريع لقوات الغزاة والمرتزقة في المحور الغربي "الصبحية-ذوباب- المخا". وأوضحت المصادر أن الاجتماع تم مساء أمس الأول "الخميس" في مقر قيادة عمليات الغزاة التي أنشأها مؤخراً في معسكر المرتزقة الواقع ما بين منطقتي "السقيا" و"رأس العارة" بمديرية المضاربة ورأس العارة محافظة لحج، وحضره القائد الميداني لقوات المرتزقة في جبهة "ذوباب" العميد عبدالغني محيي الدين، وقيادات عسكرية من حلف العدوان، بالإضافة إلى مديري مديرية المضاربة عبدربه المحولي، وعبدالولي محمود الصبيحي نجل وزير الدفاع السابق محمود الصبيحي. وأشارت المصادر إلى أن قائد المرتزقة في جبهة "ذوباب" عبدالغني محيي الدين اعترف أمام الجميع بالفشل الذريع الذي منيت به جبهته رغم الإسناد الجوي والبحري المكثف، قائلاً بأن الجيش واللجان الشعبية تفوقوا على كتيبة عسكرية كاملة كانت تحت قيادته. وطبقاً للمصادر فقد حاول محيي الدين تبرير ذلك الفشل بالقول "لم نستعد بالشكل الكامل"، مطالباً قيادة العدوان ومشايخ الصبيحة الموالين للغزاة بحشد وتجنيد المئات من المقاتلين من أبناء "الصبيحة" وغيرها والدفع بهم مرة أخرى إلى جبهة "ذوباب". اجتماع قيادات الغزاة والمرتزقة جاء بعد بضعة أيام من سيطرة الجيش واللجان الشعبية على معظم مناطق مديرية "ذوباب" وحتى مقربة من "باب المندب" في اللسان البحري المحاذي لمحافظة لحج، حيث تمكنت وحدات الجيش واللجان في غضون أسبوع واحد من تأمين سلسلة جبال العمري والتلال الشرقية المطلة على "باب المندب" وتأمين "مثلث ذوباب" وجبل "الشبكة" ومدينة ذوباب، مركز المديرية، والمجمع الحكومي، ومثلث العمري ومنطقة الحريقة والتقدم جنوباً بمسافة 15 كم، فيما تكبدت قوات الغزاة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وأظهرت مشاهد تلفزيونية نشرها الإعلام الحربي، عشرات الجثث للمرتزقة ملقاة في الشريط الساحلي ومثلث ذوباب، بالإضافة إلى مرتزقة أحياء قاموا بتسليم أنفسهم للجيش واللجان، بخلاف عدد كبير من المدرعات والآليات العسكرية المحترقة، وأخرى تركها المرتزقة خلفهم أثناء عمليات الفرار، رغم كثافة الإسناد الجوي والبحري من قبل طيران وبوراج العدوان. المحور الشرقي وفي المحور الشرقي "كرش- الشريجة" مديرية القبيطة بمحافظة لحج، تواصلت أمس المواجهات بذات الوتيرة التي تشهدها المنطقة منذ الاثنين الماضي. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري أن المرتزقة جددوا فجر أمس محاولات التقدم في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة كرش معززين بالدبابات والمدرعات الحديثة، صوب جبال "العسقة" و"النبيع" ومنطقة "الحويمي"، و"رون المسبح"، مشيراً إلى أن الجيش واللجان تصدوا لتلك الزحوفات بقوة وخاضوا معارك عنيفة مع المرتزقة استمرت حتى قبيل صلاة الجمعة وتكللت بدحر المرتزقة وإعادتهم إلى مناطقهم محملين بجثث القتلى والجرحى، بينهم قيادي ميداني يدعى العقيد "قحطان الشعيبي". وفي سياق آخر قصفت قوة الإسناد المدفعية والصاروخية للجيش واللجان تجمعات لمرتزقة وآليات عسكرية بالقرب من مدرسة "الفرقان" في منطقة "قميح" الواقعة جنوب مدينة كرش بمسافة 4كم على امتداد خط "عدن-تعز". وأكد ذات المصدر العسكري سقوط قتلى وجرحى من المرتزقة واحتراق آلية عسكرية، فيما تم تدمير 3 آليات أخرى خلال المواجهات في منطقتي "الحويمي" و"الجريبة". وقيام طيران تحالف العدوان السعودي بشن غارتين على أطراف منطقة كرش، حيث توجد مواقع للجيش واللجان الشعبية. وأمس الأول "الخميس" أفشل الجيش واللجان زحوفات مماثلة للمرتزقة، وتمكنوا من تدمير عربة عسكرية من نوع (بي أم بي)، وتدمير وإحراق طقم مسلح مع عناصر المرتزقة الذين كانوا يستقلونه، بالقرب من محطة البركاني الواقعة على مقربة من المدخل الشمالي لمدينة كرش، وكنوع من الانتقام قام الطيران السعودي بتنفيذ عدة غارات قصف في بعضها بقنابل عنقودية استهدفت منطقة الشريجة. ويحاول الطيران المعادي جاهداً إسناد المرتزقة في الميدان لتحقيق أي تقدم، ولكن دون جدوى. وفي جبهة "طور الباحة-حيفان" بذات المحور "الشرقي" تجددت، أمس، المعارك بشكل متقطع في منطقتي الأعبوس والأعروق، وسط غارات جوية لطيران العدو المساند للمرتزقة. مصادر محلية ذكرت ل" اليمن اليوم" أن الطيران المعادي قصف في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف ليل أمس الأول "الخميس" جبل الحصن الاستراتيجي، تلى ذلك محاولات تسلل والتفاف للمرتزقة على الجبل، غير أن الجيش واللجان كانوا لهم بالمرصاد وأفشلوا محاولة الالتفاف وتم دحرهم إلى منطقة "الغلبية" أعبوس. وفي جبهة "السويداء أعروق" نفذ الطيران المعادي غارة على منطقة "السويداء" المؤمنة من قبل الجيش واللجان الشعبية، تلى ذلك محاولة تقدم للمرتزقة الساعة الثانية عشرة ظهراً، ولكنها قوبلت بذات المصير الذي حل بسابقتها في "الأعبوس" وعاد المرتزقة إلى مواقعهم مهزومين دون تحقيق أي تقدم. إلى ذلك أكدت مصادر محلية أخرى قيام مرتزقة العدوان باستجلاب متشددين من القاعدة والجماعات السلفية من القبيطة بمحافظة لحج وإدخالهم إلى مديرية حيفان لإسنادهم أمام الجيش واللجان. المحور الجنوبي المحور الجنوبي "مديرية الوازعية" هو الآخر لم يكن بعيداً أمس عن تطورات المواجهات الميدانية والغارات الجوية. مصدر محلي مسؤول قال ل"اليمن اليوم" إن الجيش واللجان تمكنوا أمس من القضاء على أحد القيادات الميدانية لمرتزقة العدوان في منطقة "حنة"، مشيراً إلى أن المدعو "ردمان علي صالح البحري المشولي" لقي مصرعه برصاص الجيش واللجان بالقرب من جبل "الممادر" التابع لمنطقة "حنة". وأوضح المصدر أن طائرات تحالف العدوان السعودي نفذت 7 غارات على منطقة "الزويم" القريبة من "الشقيراء" مركز مديرية الوازعية، بالتزامن مع غارات مماثلة استهدفت وادي موزع وتلال جبلية تابعة لمديرية موزع المحاذية لمديرية الوازعية من جهة الغرب. المحور الداخلي وفيما ساد الهدوء نسبياً أمس مركز مديرية المسراخ في الجبهة الداخلية لمحافظة تعز بعد يوم من دخول مسلحي الإصلاح والقاعدة والسلفيين الموالين للعدوان السعودي إلى مركز المديرية، إلا أن عمليات الاعتداء على منازل المواطنين ومحلاتهم التجارية ونهبها وإحراقها وتشريد ساكنيها من قبل عملاء العدوان لم تتوقف. وذكرت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" أن عملاء العدوان السعودي قاموا في أقل من 24 ساعة بإحراق ونهب 14 منزلاً لمواطنين بينها 7 منازل تم نهبها وإحراقها بالكامل وهي منازل كل من "محمدعبدالله الفائشي - عبدالغني غالب - علي قاسم- محمد عثمان - أمين الجنيد - جميل الصوفي - لبيب علي أحمد حسن المجاهد- عدنان محمد نصر "و5 منازل تم سرقتها دون إحراقها وتعود لآل المجاهد، وهي منازل كل من "القاضي عبدالعليم يحيى المجاهد - القاضي قاسم المجاهد – الأستاذ محمد محمود المجاهد – القاضي محمد بن أحمد المجاهد - القاضي عبدالله محمد بن أحمد المجاهد" بالإضافة إلى منزلين لمواطنين لم يتم معرفة أسميهما، فضلاً عن عمليات اختطاف لعدد من الأهالي المناهضين للعدوان. واستشهد طفلان وأصيب آخر جراء سقوط قذيفة عشوائية على حي سكني بمنطقة "الضريبة" بمدينة تعز. نهب شحنة مبيدات سامة في سياق آخر أقدم مسلحون تابعون للقيادي الإخواني حمود المخلافي على نهب شحنة مبيدات سامة محرمة دوليا من مخازن مكتب الزراعة بمدينة تعز. وطبقاً لمصادر محلية فإن أتباع المخلافي اقتحموا مخازن مكتب الزراعة الواقع تحت سيطرتهم وقاموا بنهب كامل محتويات المخازن من شحنة المبيدات المحرزة من قبل نيابة الأموال العامة ونقلها على متن سيارات إلى أماكن مجهولة، مشيرة إلى أن هذه الشحنة تم احتجازها قبل أكثر من سنة ونصف في نقطة نقيل الإبل من قبل أفراد الأمن، وتم إحالتها إلى نيابة الأموال والتي وجهت آنذاك بتحريزها في مكتب الزراعة حتى يتم البت فيها وإعادتها إلى بلد المنشأ. ووجه مدير عام مكتب الزراعة بمحافظة تعز المهندس عبدالله الجندي مذكره إلى قيادة ما يسمى ب" المقاومة" وإلى من يهمه الأمر في محافظة تعز، حصلت "اليمن اليوم" على نسخة منها، أشار فيها إلى أن المبيدات التي تم نهبها من مخازن المكتب والمحرزة من قبل نيابة الأموال العامة تمهيدا لإعادة تصديرها إلى بلد المنشأ لإحراقها في محارق خاصة، كونها محرمة دولياً ولا يجوز استخدامها بل إن إتلافها بشكل عشوائي يشكل خطرا كبيرا جداً على حياة الإنسان والحيوان ومن المهم إعادتها إلى بلدها لإتلافها هناك، محذراً من تداول المبيدات المنهوبة وبيعها واستخدامها محلياً، ومطالباً الجميع بالعمل على إيقاف هذه الكارثة قبل وقوعها، وضبط كمية المبيدات وإعادتها إلى المخازن.