واصلت قوات الجيش واللجان الشعبية، أمس، عملياتها النوعية في جبهات استنزاف الغزاة ومرتزقتهم بمحافظتي تعزولحج لليوم ال97 على التوالي، وكعادته، رد العدوان بقصف جوي انتقامي مكثف لم يخلُ في بعض الغارات من القنابل العنقودية المحرمة دولياً، وفي سياق آخر يواصل عملاء العدوان جرائمهم البشعة بحق المناهضين لهم وخصوصاً في مركز مديرية المسراخ التي أحرزوا فيها تقدماً نسبياً خلال اليومين الماضيين. مصادر عسكرية في المحور الشرقي "كرش-الشريجة" مديرية القبيطة بمحافظة لحج، أفادت "اليمن اليوم" أن بواسل الجيش واللجان الشعبية تمكنوا، أمس الخميس، من صد محاولات تقدم جديدة لمرتزقة العدوان في الشمال والجنوب الغربي لمنطقة "كرش"، مشيراً إلى أن إحدى المحاولات نفذتها مجاميع من المرتزقة بعربات وأطقم عسكرية توجهت من منطقة كرش عبر الخط الرئيسي "عدن-تعز" صوب منطقة "الحويمي" التي تبعد عن مركز "كرش" مسافة 2.5 كم، غير أن الجيش واللجان تصدوا لهم بقوة وتمكنوا من تدمير عربة عسكرية من نوع (بي أم بي)، وتدمير وإحراق طقم مسلح مع عناصر المرتزقة الذين كانوا يستقلونه بالقرب من محطة البركاني الواقعة على مقربة من المدخل الشمالي لمدينة كرش. وبالتزامن مع ذلك شهدت التلال الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة كرش مواجهات متقطعة يوم أمس إثر محاولة مسلحين من حزب الإصلاح والقاعدة والسلفيين استعادة مواقع هامة سقطت مؤخراً في أيدي بواسل الجيش واللجان الشعبية. ورداً على تلك الهزائم نفذ مرتزقة العدوان قصفاً عشوائياً مكثفاً بالمدفعية وقذائف الهاون على مواقع متفرقة شمال غرب وشمال شرق كرش. القصف المدفعي للمرتزقة رافقه أيضاً غارات جوية عنيفة لطيران تحالف العدوان السعودي استهدف مناطق "الحويمي" و"الشريجة" مستخدماً في بعض الغارات قنابل عنقودية محرمة دولياً. وخلال الأيام الأربعة الماضية لقي 3 من أبرز القيادات الميدانية للمرتزقة مصارعهم على أيدي الجيش واللجان الشعبية في جبهة "كرش" وهم :" أحمد سلام والعقيد علي محمد قحطان مثنى ونعمان الأغبري". وفي جبهة "طور الباحة-حيفان" بذات المحور (الشرقي) أبلغ "اليمن اليوم" سكان محليون أن جبهتي "الأعبوس" و"الاعروق" الواقعتين على إطراف مديرية حيفان تشهدان عمليات كر وفر من الطرفين دون تحقيق أي تقدم في مواقع الطرف الآخر رغم الإسناد الجوي المكثف لمرتزقة العدوان، مشيرة إلى أن الجيش واللجان يتمركزون في مواقع استراتيجية وخصوصاً جبلي الحصن والهتاري المطلين على مناطق عدة في الأعبوس، بالإضافة إلى الارتفاع الشاهق لهذين الجبلين مقارنة بمواقع المرتزقة في "بني علي" و"كلبين" و"الريامي". وأوضح الأهالي أن مرتزقة العدوان نفذوا أمس محاولتي تقدم، الأولى صوب مركز المديرية والثانية باتجاه منطقة "السويداء أعروق"، غير أن الجيش واللجان تصدوا لهم وأجبروهم على التراجع إلى مواقعهم السابقة في "بني علي". ومنتصف ليل أمس الأول شن طيران العدوان غارة على منطقة "الغيل" القريبة من مركز مديرية حيفان، بصاروخ لم ينفجر، تلتها غارة أخرى على منطقة "قرض". وكان ذات الطيران قد نفذ خلال اليومين الماضيين سلسلة غارات على مديرية "حيفان" شكلت ما يشبه الجسر الجوي المساند للمرتزقة، إلا أن صمود الجيش واللجان حال دون أي نجاح للعدو ومرتزقته. المحوران الجنوبي والغربي كما تواصلت، أمس، عملية القصف المدفعي المتبادل بين الجيش واللجان وبين مرتزقة وعملاء العدوان في جبهات القتال بالمحور الجنوبي "مديرية الوازعية". وقال ل" اليمن اليوم" مصدر محلي مسؤول إن الجيش واللجان استهدفوا مواقع المرتزقة في "حنة" و" الشقيراء" و"شمال مفرق الأحيوق" دون التمكن من معرفة نتائج تلك العمليات حتى كتابة الخبر مساء أمس. وأشار المصدر إلى أن طيران العدوان المساند للمرتزقة استهدف بثلاث غارات مناطق "الفاقع" و"قناهو" فجر أمس، تلا ذلك غارتين على جبل عزان الأحيوق المحاذي لمديرية ذوباب جنوب غرب الوازعية. وكان الجيش واللجان قد استهدفوا أمس الأول طقماً عسكرياً للمرتزقة في مفرق الأحيوق وتمكنوا من إحراقه بمن عليه. في غضون ذلك تتواصل عمليات الجيش واللجان في المحور الغربي "الصبيحة-ذوباب- المخا" لاستكمال تأمين مديرية ذوباب والساحل الغربي بشكل كامل، بعد النجاح الكبير الذي حققه حماة الوطن الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الجاري والذي تمثل في دحر مرتزقة العدوان من معظم مناطق المديرية والاقتراب أكثر من مضيق باب المندب في اللسان البحري المحاذي لمحافظة لحج. المحور الداخلي وفي جبهات القتال بالمحور الداخلي لمحافظة تعز، أوضحت مصادر محلية في مدينة تعز "عاصمة المحافظة" ل" اليمن اليوم" أن معارك ليلية عنيفة وقصفاً مدفعياً متبادلاً بين الجيش واللجان وبين مسلحي الإصلاح والقاعدة والسلفيين الموالين للعدوان السعودي شهدته مناطق ثعبات وصالة والحصب والزنقل وسوفتيل وكلابة، مشيرة إلى عودة الهدوء لأحياء المدينة مع طلوع الشمس أمس الخميس لتعود المواجهات بعد ذلك أثناء الليل. وأكدت المصادر مقتل أحد القادة الميدانيين للمرتزقة في الجبهة الشرقية لمدينة تعز ويدعى بشار أمين العبسي، بالإضافة إلى مصرع وإصابة عدد من رفاقه العملاء. وحقق مرتزقة وعملاء العدوان تقدماً نسبياً في جبهة "المسراخ" إثر انسحاب جزئي للجيش واللجان من مركز المديرية. وطبقاً لمصادر عسكرية فإن الجيش واللجان انسحبوا أمس من مركز مديرية المسراخ وتمركزوا في مواقع جبلية مهمة تطل على المركز الذي كان هدفاً مباشراً لقذائف ورشاشات العملاء خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، فضلاً عن الغارات الجوية، مؤكدة أن تحركات الجيش واللجان تسير وفق مخطط عسكري موضوع بدقة. من جهة أخرى كشفت مصادر محلية ل" اليمن اليوم" عن قيام مرتزقة العدوان بالاعتداء على منازل مواطنين مناهضين للعدوان السعودي فور دخول المرتزقة مركز مديرية المسراخ. وأشارت المصادر إلى أن مسلحي الإصلاح والقاعدة قاموا باقتحام عدد من المنازل ونهب محتوياتها وإشعال النيران في بعضها انتقاما من موقف مالكي تلك المنازل تجاه العدوان ومرتزقته. وسبق أن أقدم عملاء العدوان على ارتكاب جرائم مماثلة في منطقة "بني علي" بذات المديرية بالإضافة إلى جرائم الخطف والتعذيب والإعدام لعدد من الرافضين للعدوان، والتي كان آخرها إعدام فتى يبلغ من العمر 15 عاماً ويدعى مروان الجنيد قام المرتزقة باختطافه واقتياده إلى معسكر المرتزقة في منطقة نجد النشمة وتعذيبه حتى الموت وبعد ذلك قاموا بالتمثيل بجثته وإلقائها في أحد الشعاب. واعترف أمس القيادي الميداني الموالي للعدوان عارف جامل بارتكاب مرافقيه هذه الجريمة البشعة في حضوره شخصياً، مشيراً في منشور بصفحته على الفيسبوك إلى أن من وصفه ب" الأسير" مروان الجنيد، تم إدخاله إلى مقر قيادة اللواء 35 وكان في حالة جيدة ويدخن السيجارة، وتم تسليمه إلى "المسؤول هناك" والذي بدوره حاول إعادته بحجة ضرورة تسليم مسدسه وتلفونه. وأضاف جامل قائلاً :" وبصورة مفاجئة قام أحد الأفراد التابعين لنا بقتله"، زاعماً بأنهم قاموا ب"القبض على القاتل وتسليمه للأجهزة الأمنية"، التابعة للقيادات الموالية للعدوان. اختطاف طفلة وفي جريمة أخرى اختطف مسلحون مجهولون نجلة قيادي في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بمحافظة تعز. وأفادت مصادر محلية أن الطفلة أماني، ابنة أحمد شرف ثابت القدسي أمين سر القطاع التربوي للتنظيم الشعبي الناصري فرع محافظة تعز، وهو أيضا ناشط حقوقي ونقابي وفنان مسرحي، تم اختطافها من قبل مسلحين الساعة العاشرة صباح الثلاثاء "9 نوفمبر الجاري" أثناء خروجها لشراء احتياجات أسرتها لوجبة الغداء من منطقة باب موسى بمدينة تعز واقتيادها إلى جهة مجهولة. ويسيطر على هذا الحي متشددون من القاعدة والسلفيين الموالين للعدوان السعودي. وأصدر التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بياناً أدان فيه اختفاء الطفلة أماني أحمد شرف القدسي البالغة من العمر 12 عاماً "في ظروف غامضة"، نتيجة ما أسماه البيان " الانفلات الأمني المتسبب في انتشار الجريمة"، محملاً "الجهات الأمنية" المسؤولية الكاملة عن اختفاء الطفلة أماني وغيرها من الأطفال لعدم تحملها المسؤولية بشكل يحفظ الأمن والاستقرار في "مربعات المقاومة" وتركها خصبة لانتشار الجريمة، وفقاً لبيان التنظيم.
