اعترف مرتزقة تحالف العدوان السعودي في جبهة "كرش" بمحافظة لحج المحاذية لمحافظة تعز، بمصرع قائد ميداني هو الثالث لهم في تلك الجبهة، فيما تواصلت، أمس، المواجهات في مختلف جبهات القتال بالمحافظتين لليوم ال96 على التوالي، بالتزامن مع تقدم وحدات الجيش واللجان في جبهة "ذوباب" والاقتراب أكثر من استكمال تأمين البوابة الجنوبية للبحر الأحمر بشكل عام. وقال المرتزقة في بيان صادر عنهم، أمس، إن القائد الميداني أحمد سلام فارق الحياة بعد 24 ساعة من إصابته في معارك الاثنين الماضي بجبل "العسقة" شرق مدينة كرش، مشيرين إلى أن الصريع كان قائداً لأحد مجاميع القيادي في جبهة كرش "حمدي شكري"، المعروف بموالاته لتنظيم القاعدة. ويعتبر أحمد سلام هو ثالث قائد ميداني للمرتزقة لقي مصرعه بنيران الجيش واللجان، حيث قُتل القياديان في ذات الجبهة العقيد علي محمد قحطان مثنى ونعمان الأغبري، أثناء قيادتهم لمحاولات زحف فاشلة صوب مناطق "الحويمي" وقرية "قرنة" و"الجريبة" و"حدابة" الاثنين الماضي وتكبدوا خلالها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد رغم كثافة الغطاء الجوي المساند لهم من قبل طيران العدوان السعودي. وفي المستجدات الميدانية ليوم أمس الأربعاء بذات المحور الشرقي "كرش-الشريجة" أفاد "اليمن اليوم"مصدر عسكري أن المواجهات تجددت فجراً في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة كرش، حيث يحاول مرتزقة العدوان جاهدين منذ 3 أيام متواصلة التقدم صوب منطقة "الحويمي" التي تبعد عن مدينة كرش بمسافة 3 كم شمالاً، فيما شهدت عدد من القرى والتلال الجبلية الواقعة جنوب غرب "كرش" وخصوصاً "وادي حدابة" والجريبة" و"الحرد" و"السفيلي" اشتباكات متقطعة بين الجيش واللجان الشعبية وبين مسلحين من حزب الإصلاح والقاعدة والسلفيين. وكان عملاء العدوان من حزب الإصلاح قد استقدموا أمس الأول مسلحين من الجماعات المتشددة المنتمية للقاعدة والسلفيين وقاموا بتوزيعهم على عدد من قرى وادي "حدابة" الذي يعتبر معقل حزب الإصلاح وعناصر القاعدة بمديرية القبيطة. المواجهات الميدانية، أمس، في جبهة كرش، رافقها، كالعادة، تحليق جوي مكثف من قبل طيران تحالف العدوان السعودي، منفذاً غارتين على "الحويمي" و"الشريجة" في محاولة منه لإسناد المرتزقة الذين يتجرعون الهزيمة تلو الأخرى على مدى 96 يوماً منذ إعلان حلف العدوان البدء بالعمليات العسكرية ضد تعز منتصف نوفمبر الماضي. جبهة "طور الباحة-حيفان" في ذات المحور "الشرقي" جدد مرتزقة العدوان محاولة الزحف منتصف ليل أمس الأول "الثلاثاء" باتجاه جبلي "الحصن" و"الهتاري" و"مركز مديرية حيفان" المؤمنة من قبل الجيش واللجان، مشيرة إلى أن معارك عنيفة اندلعت لوقت وجيز تمكن خلالها الجيش واللجان من صد زحف المرتزقة وإرجاعهم إلى المناطق التي قدموا منها، بعد أن أوقعوا في صفوفهم المزيد من القتلى والجرحى بالإضافة إلى استهداف آلية للمرتزقة تسللت إلى مقربة من مدرسة "المحبوب" في منطقة العويضة، بصاروخ موجه أصابها بدقة. وكان طيران العدوان قد شن أمس الأول سلسلة غارات على جبل الهتاري وجبل الحصن ضمن محاولاته الفاشلة لفتح الطريق للمرتزقة وتسهيل أمر تقدمهم في تلك المناطق. المحور الجنوبي وفي المحور الجنوبي "مديرية الوازعية" قال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن قوة الإسناد المدفعية والصاروخية للجيش واللجان استهدفت أمس طقماً مسلحاً لمرتزقة العدوان في مفرق الأحيوق، ما أدى إلى احتراقه بالكامل مع الأفراد الذين كانوا على متنه. من جهته أوضح مصدر محلي مسؤول في اتصال مع "اليمن اليوم" أن القصف المدفعي المتبادل تجدد، أمس، في مناطق "حنة" و"الشقيراء" مركز مديرية الوازعية، بينما قال مواطنون إن ثلاث قذائف مدفعية سقطت في قرية "الهشام" بمنطقة "حنة" دون الإشارة إلى وقوع ضحايا من الأهالي. المحور الغربي في غضون ذلك يواصل بواسل الجيش واللجان الشعبية المرابطين في مديرية "ذوباب" بالمحور الغربي "الصبيحة-ذوباب- المخا" عمليات تطهير ما تبقى من جيوب مرتزقة الغزاة في بعض القرى والمناطق الواقعة جنوب المديرية. وأوضح مصدر عسكري أن الجيش واللجان باتوا على مقربة من مضيق "باب المندب" المحاذي لمديريتي المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج، حيث تمضي القوات في مطاردة ما تبقى من المرتزقة حتى تأمين الشريط الساحلي والبوابة الجنوبية للبحر الأحمر بالكامل. من جهته نفذ طيران العدوان أمس 5 غارات استهدف بثلاث منها مركز مديرية ذوباب وبغارتين جبل الشبكة المطل على المدينة، بخلاف القصف البحري عبر البوارج الحربية الذي شهدته المنطقة خلال ساعات ليل أمس الأول. وكان الجيش واللجان قد تمكنوا خلال الأيام القليلة الماضية من استعادة السيطرة على مدينة ذوباب "مركز المديرية" والمجمع الحكومي ومثلث ذوباب وجبل الشبكة وسلسلة جبال العمري ومفرق العمري والتقدم جنوباً حتى مسافة 15 كم، إثر معارك عنيفة خلفت مئات القتلى والجرحى من مرتزقة الغزاة بخلاف العربات والمدرعات التي دُمرت واحترقت وأعطبت. جبهة استنزاف للغزاة وتعتبر جبهة ذوباب إحدى أكثر الجبهات استنزافاً للغزاة ومرتزقتهم الذين كانوا يراهنون على إسقاطها في ظرف 24 ساعة والتقدم بعدها نحو المخا والوازعية والبرح وصولاً إلى مدينة تعز، غير أنهم فشلوا في تحقيق ذلك على مدى 3 أشهر متواصلة حشدوا خلالها آلاف المرتزقة المعززين بالمدرعات والعربات الحديثة وغطاء جوي وبحري مكثف، فكان الهلاك هو مصير معظم تلك القوات، حيث خسر العدوان مئات القتلى والجرحى من المرتزقة والغزاة يتقدمهم قائدي عمليات القوات السعودية والإماراتية في ضربة "توشكا" باب المندب، بخلاف عشرات المرتزقة من بلاك ووتر الأمريكية. وفي هذا السياق أكد موقع الكتروني روسي مغادرة مرتزقة شركة بلاك ووتر، الذين استأجرهم تحالف العدوان للقتال في اليمن، بعد تكبدهم خسائر فادحة في جبهات القتال. وقال موقع "نوفاروسيا" إن مجموعة بلاك ووتر الأمريكية قد تخلت عن جبهة تعز في غرب اليمن بعد أن منيت بخسائر فادحة خلال الشهرين الماضيين، حيث كانت تقاتل إلى جانب قوات التحالف التي تقودها السعودية والموالية لهادي. وأضاف الموقع أن نشطاء محليين أكدوا هذا الخبر بعد كشف معلومات عن اتصالات جرت بين ضباط بلاك ووتر وأعضاء التحالف بقيادة السعودي في المقاطعة الساحلية من تعز. وبحسب الموقع، في غضون شهرين فقط، فقدت مجموعة بلاك ووتر أكثر من 100 جندي في جبهة تعز المضطربة، بينهم عناصر من اثني عشر جنسية. وذكر الموقع أنه يرى أن "معظم قتلى عناصر شركة بلاك ووتر في اليمن من الجنسية الكولومبية والأرجنتين، ومع ذلك، كانت هناك أيضا خسائر من الولاياتالمتحدة، وأستراليا، وفرنسا وبريطانيا"، ، طبقاً لترجمة نشرها أمس موقع قناة المسيرة التابعة لأنصار الله. وكانت وكالة الأنباء الحكومية "سبأ" قد أكدت مطلع الأسبوع الماضي انسحاب عناصر بلاك ووتر من جبهة العند بعد مقتل وإصابة عدد كبير منهم جراء المواجهات مع الجيش واللجان الشعبية. الجبهة الداخلية وفي المحور الداخلي لمحافظة تعز، تزداد المعارك ضراوة يوماً بعد آخر في جبهة المسراخ، حيث يُلقي عملاء العدوان من حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة والسلفيين بكامل ثقلهم بغرض إسقاط مركز مديرية المسراخ ضمن مخطط إسقاط المديريات الجنوبية الغربية للمحافظة. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن معارك عنيفة دارت أمس في محيط مركز المديرية وبالقرب من مستشفى المسراخ ومبنى المحكمة، بالتزامن مع محاولات تسلل لعناصر من القاعدة والسلفيين إلى داخل أحياء مركز المديرية، غير أن الجيش واللجان تصدوا لهم بقوة وكبدوهم عددا كبيرا من القتلى والجرحى. وأشار المصدر إلى أن عملاء العدوان لجأوا بعد ذلك إلى القصف العنيف بقذائف المدفعية والهاون على مركز مديرية المسراخ من مختلف المواقع التي يتواجدون فيها. وشهدت مدينة تعز مواجهات خفيفة ومتقطعة صباح أمس في مناطق كلابة والمجلية والأربعين وثعبات، بينما سيطر القصف المدفعي المتبادل بين الطرفين على مشهد المواجهات طوال ليل أمس الأول وحتى ساعات الصباح الأولى ليوم أمس. ومساء أمس نفذ طيران العدوان السعودي غارة على منطقة الجندية العليا بمديرية التعزية استهدفت هنجر "السياني" للأعلاف. اقتحام منزل المحافظ السابق من جهة أخرى وفي سياق عمليات النهب والسرقة والسطو المسلح على المنازل والمحال التجارية، أقدم مسلحون ممن يطلقون على أنفسهم مسمى "المقاومة" على محاولة اقتحام منزل محافظ تعز السابق شوقي أحمد هائل ومنزل رجل الأعمال رياض الحروي. ويقع المنزلان في الأحياء الواقعة تحت سيطرة مسلحي الإصلاح والقاعدة والسلفيين الموالين للعدوان السعودي. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر محلي أن مسلحين من الموالين للعدوان حاولوا اقتحام منزل شوقي هائل ومنزل التاجر الحروي بقوة السلاح رغم وجود حراسات على المنزلين من عناصر ما يسمى ب"المقاومة". وأشار المصدر إلى أن المسلحين قاموا بالاعتداء على الحراسة وأخذ أسلحتهم وتطور الأمر إلى تدخل عدد من الأهالي والشخصيات الاجتماعية في المنطقة وردع العملاء عن اقتحام المنزلين، اللذين يقعان في منطقة المجلية الخاضعة لسيطرة عملاء العدوان. يذكر أن عشرات المنازل والمحال التجارية والشركات الخاصة والمكاتب الحكومية تعرضت للنهب والسرقة من قبل المرتزقة الموالين للعدوان في الأحياء التي يسيطرون عليها بالمدينة.
