نفذ مجاميع من المواطنين في الأحياء الواقعة تحت سيطرة مرتزقة وعملاء العدوان بمدينة تعز -مركز المحافظة- وقفة احتجاجية تنديداً بتمدد تنظيم القاعدة ومليشيا حزب الإصلاح، يأتي ذلك فيما لا يزال التوتر قائماً بين فصائل العملاء إثر تجدد الاشتباكات بينهم رغم نجاح وساطة سلفية في التهدئة لساعات. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن المحتجين الذين تجمعوا أمام مبنى شركة النفط طالبوا بوقف تمدد نشاطات الفصائل المسلحة التي باتت تتقاتل فيما بينها بسبب خلافات على أسلحة وأموال مقدمة من (التحالف)، وكذلك خلافات على السيطرة والنفوذ بالمدينة. ووفق موقع (عدن الغد) -المحسوب على الحراك الجنوبي والفار هادي- فإن المظاهرة تأييداً للمحافظ علي المعمري وتنديداً بتمدد الجماعات المسلحة المتطرفة، وخصوصاً التابعة لحزب الإصلاح وتنظيم القاعدة انتشار الفوضى والقتل والسلب في المدينة. ولا يزال التوتر يخيم على مدينة تعز بعد أحداث معارك، أمس الأول، بين الفصائل الموالية للعدوان السعودي جناح الإصلاح وجناح علي المعمري المعين من قبل هادي محافظا للمحافظة، رغم تمكن وساطة "سلفية" إلى تهدئة الأوضاع وإرضاء المعمري ب"ثور" من قبل صادق سرحان وعارف جامل. مصادر مطلعة أفادت "اليمن اليوم" بأن الاشتباكات المسلحة عادت، أمس، مجدداً على شوارع مدينة تعز الواقعة تحت سيطرة عملاء العدوان، وذلك بعد ساعات قليلة من اجتماع ضم علي المعمري وقيادات الفصائل الموالية للعدوان لمناقشة أحداث العنف وحصار مبنى شركة النفط الذي كان يتواجد فيه المعمري وعدد من قيادات المرتزقة، وما نتج عنه من قتلى وجرحى بين الطرفين، مشيرة إلى أن مسلحين ممن يطلقون على أنفسهم "المقاومة"، قاموا في وقت متأخر من مساء أمس الأول، بقطع شارع التحرير الأسفل وإطلاق النار بشكل عشوائي في الهواء مطالبين بضمهم إلى كشوفات ما يسمى ب"الجيش الوطني" الموالي للعدوان. وصباح أمس الأول، قتل السائق الشخصي للعميد صادق سرحان المدعوم من علي محسن الأحمر، وتعرض مدير مكتبه لإصابة بليغة، فيما أصيب 6 من حراسة علي المعمري بينهم قائد الحراسة، نتيجة اشتباكات مع مسلحين يقودهم العقيد بكر صادق سرحان، قاموا بمحاصرة مبنى شركة النفط، بعد سويعات قليلة من تعرض ذات المبنى لحصار من مسلحين يتبعون عارف جامل، المقرب من القاعدة والمعين من قبل الفار هادي وكيلاً لمحافظة تعز، وذلك إثر خلافات على أموال مقدمة من العدوان كمرتبات للمرتزقة. وطبقاً لمصادر محلية فقد تدخل قائد كتائب "حسم" السلفية، عدنان رزيق، في القضية وتم التوصل إلى صلح قبلي قضى بأن يقوم عارف جامل وصادق سرحان بوصل علي المعمري ب"ثور" إلى باب منزله، كرد اعتبار لما تعرض له من اعتداء وإهانة من قبل مسلحي جامل وسرحان، كما تم الاتفاق على تسليم شخصين من أتباع صادق سرحان ومثلهما من أتباع عارف جامل، كرهائن لدى إدارة الأمن حتى يتم استكمال نتائج التحقيق في إطلاق النار، والتزم كل من جامل وسرحان بعدم السماح لما حدث بأن يتكرر. وفي تفاصيل جديدة حول معركة شركة النفط بين عملاء العدوان، ذكر شهود عيان، أن قائد حراسة علي المعمري خرج إلى بوابة الشركة لمقابلة المسلحين المحاصرين لها من أتباع صادق سرحان، وفوجئ بهم يطلقون النار مباشرة عليه ويصيبونه بثلاث طلقات في "فخذه" وتطور الأمر بعد ذلك إلى إطلاق نار متبادل بين حراسة المعمري وأتباع سرحان نتج عنه قتلى وجرحى من الطرفين. بعد ذلك وصل 12 طقماً عسكريا تابعة لعدنان رزيق، قائد "حسم" ويحيى الريمي، قائد جبهة ثعبات، ولواء الصعاليك بقيادة الحسين بن علي، وما يسمى بكتائب الأحرار، وأعلنوا انحيازهم إلى المعمري، ما دفع بمسلحي سرحان إلى الانسحاب. مصادر مطلعة أخرى أكدت ل"اليمن اليوم" أن علي المعمري انتقل إلى مكان مجهول بحماية من قبل "كتائب حسم" التي يقودها عدنان رزيق. وفي سياق آخر ذكرت مصادر "مطلعة" أن الفار هادي أصدر قراراً بتعيين رزيق قائداً لعمليات محور تعز العسكري، ومنحه رتبة "مقدم". يذكر بأن عدنان رزيق، "سلفي" من محافظة شبوة، كان يقيم في مدينة القاعدة بمحافظة إب، المجاورة لمدينة تعز من جهة الشمال، والفصيل الذي يقوده والمعروف ب"كتائب حسم" له ارتباطات بفصيل أبو العباس "السلفي"، غير أنه مستقل عنه، ويضم عناصر سلفية جنوبية معظمهم من شبوة، وكثف رزيق نشاطه مؤخراً، لتحسين صورة "حسم" وإظهار هذا الفصيل بأنه أفضل من غيره. من جهة أخرى عُثر، أمس، على أحد أفراد كتائب أبو العباس "السلفية" مقتولاً في منزل يقع تحت سيطرتهم بمنطقة ثعبات، جنوب مدينة تعز. وذكرت مصادر محلية أن حافظ رشيد عُثر عليه في إحدى البنايات بثعبات بعد يومين من اختفائه في ظروف غامضة، وقد تم نهب سلاحه، مشيرة إلى أن عناصر أبو العباس قاموا باعتقال اثنين من المسلحين بتهمة تصفية القتيل حافظ رشيد بغرض سرقة سلاحه نوع معدل ودراجته النارية. تطورات المعارك الميدانية على صعيد المعارك بين الجيش واللجان الشعبية وبين مرتزقة العدوان السعودي، أكدت مصادر عسكرية أن المواجهات تجددت بشكل عنيف في الجبهات الشرقية والشمالية لمدينة تعز، مشيرة إلى أن معارك حامية اندلعت في حسنات وثعبات وكلابة، شرق مدينة تعز، ووادي الزنوج وأطراف عصيفرة، شمال المدينة، استمرت طوال ساعات ليل أمس الأول وحتى صباح أمس، فشل خلالها المرتزقة في تحقيق أي تقدم صوب مواقع الجيش واللجان الشعبية رغم الإسناد الجوي المكثف من قبل طيران العدوان. وأوضحت المصادر أن الطيران المعادي نفذ 15 غارة استهدفت مطار تعز الدولي ومحيطه في منطقة الجند، شرق المدينة، ما أدى إلى تدمير وتضرر عدد من المنازل الواقعة في محيط المطار وسقوط ضحايا مدنيين لم يتسنَّ ل"الصحيفة" معرفة عددهم. كما نفذ ذات الطيران المعادي غارتين على مديرية موزع وثلاث غارات على جبال كهبوب بمديرية المضاربة التابعة لمحافظة لحج.