تصاعدت، أمس، حدة الصراعات والانشقاقات بين المجندين من فصائل المرتزقة الموالين للعدوان السعودي في ما يسمى ب"الحراك الجنوبي" على خلفية معركة الساحل الغربي لمحافظة تعز، التي يحشد العدوان لها منذ أكثر من شهر. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر موالية للاحتلال في لحج، بأن التوتر يسود قاعدة العند العسكرية منذ مساء أمس الأول "الثلاثاء" إثر اشتباكات بين مجندين جدد في صفوف المرتزقة وبين قوة أمنية تتولى حراسة وزير الدفاع الأسبق "هيثم قاسم طاهر" المكلف من قبل تحالف الاحتلال بإدارة معركة "باب المندب" مع اللواء ثابت جواس المعين مؤخراً من قبل الفار هادي قائداً لمحور العند العسكري لذات الغرض. وأوضحت المصادر أن مجاميع من المجندين رفضوا المشاركة في معارك تعز قاموا باعتراض موكب هيثم قاسم وقذفه بالحجارة احتجاجاً على توقيف مرتباتهم، الأمر الذي دفع مرافقيه إلى إطلاق النار في الهواء لتفريق المحتجين من المجندين الجدد، الذين بدورهم اشتبكوا مع حراسة هيثم قاسم وتمكنوا من أخذ بعض أسلحتهم وتبادل إطلاق النار معهم، دون أن تشير المصادر إلى سقوط قتلى أو جرحى من الطرفين. وأكد ذلك موقع "عدن الغد" الموالي للاحتلال، الذي ذكر أن اشتباكات مسلحة اندلعت بين المجندين والقوة الأمنية المكلفة بحراسة اللواء هيثم قاسم طاهر في قاعدة العند العسكرية. ونقل الموقع عن مصادر عاملة في القاعدة العسكرية أن محتجين من أفراد كتيبة تم تسريحها من المعسكر قبل أيام اعترضوا موكب "طاهر" أمام البوابة وقذفوا السيارات بالحجارة، لافتة إلى أن الأمر تطور لاحقاً إلى إطلاق نار بين الطرفين. كما نقل ذات الموقع عن شاهد عيان أن المحتجين حطموا السيارة التي كان يستقلها "طاهر" وأن حراسته نقلته لاحقا إلى مكان آمن. وتصاعد التوتر في قاعدة العند قبل يومين عقب اتخاذ القيادة العسكرية الموالية للاحتلال قراراً قضى بتسريح كتيبتين ممن تم تجنيدهم قبل نحو شهر للمشاركة في معركة باب المندب والشريط الساحلي الغربي لتعز وجبهات الحدود الإدارية بين محافظتي تعزولحج، إلا أن رفض المئات من المجندين من يطلقون على أنفسهم "المقاومة الجنوبية" المشاركة في الحرب خارج المحافظاتالجنوبية، دفع تحالف الاحتلال إلى التوجيه للقيادات العسكرية التابعة له وفي مقدمتهم هيثم قاسم طاهر قاسم، إلى اتخاذ قرار بتسريح 1700 من المجندين الجدد من أصل 3000 مجند تم تدريبهم في قاعدة عسكرية إماراتية بإريتريا، وتم نقلهم مؤخراً إلى العند، والإبقاء على آخرين. يذكر بأن حلف العدوان نفذ منذ أكتوبر 2015م عشرات الزحوفات المعززة بأحدث الآليات العسكرية والمسنودة من قبل الطيران والبارجات الحربية، محاولا التقدم صوب مدينة ذوباب، إلا أن كل تلك الزحوفات باءت بالفشل والتهمت رمال ذوباب وجبال العمري آلياتهم ومجنديهم بينهم العشرات من مرتزقة "بلاك ووتر الأمريكية". التطورات الميدانية وفي سياق المعارك بين الجيش واللجان المسنودين من متطوعي القبائل وبين مرتزقة وعملاء العدوان السعودي، في جبهات تعزولحج، أمس الأربعاء، أفادت "اليمن اليوم" مصادر عسكرية متطابقة بأن وحدات متخصصة من الجيش واللجان الشعبية نفذت عملية نوعية في وقت متأخر من مساء أمس الأول ضد مرتزقة العدوان بالقرب من جبل هان المطل على وادي الضباب، غرب تعز، وتمكنت من قتل وإصابة قرابة 10 مرتزقة. فيما أقدم مرتزقة العدوان السعودي على قصف مزارع المواطنين في قرية الروض بالضباب بواسطة قذائف المدفعية. كما اندلعت اشتباكات ليلية عنيفة للجيش واللجان مع المرتزقة في جبهة "كرش-الشريجة" محافظة لحج، إثر محاولة المرتزقة التقدم باتجاه مواقع الجيش واللجان في منطقة الحويمي، شمال كرش. وكان الجيش واللجان الشعبية قد تمكنوا أمس الأول من صد هجمات مختلفة للمرتزقة في جبهات الصلو والأقروض، بالإضافة إلى استهداف تجمعاتهم بالمدفعية وقذائف الهاون في الوازعية ومقبنة وجنوب مدينة ذوباب بمحافظة تعز، وقصف مماثل على تجمعاتهم في جبهة كهبوب بمديرية المضاربة وراس العارة بمحافظة لحج، وأسفر القصف عن تدمير آلية للمرتزقة في كهبوب ومصرع 5 وإصابة 5 آخرين من طاقمها بالتزامن مع تدمير عربة أخرى لهم جنوب ذوباب. غارات جوية طيران العدوان السعودي كان حاضراً أمس الأربعاء ومساء أمس الأول الثلاثاء، حيث نفذ غارتين على معسكر الإذاعة في منطقة الحوبان، شرق مدينة تعز، واستهدف بغارتين مماثلتين جبال العمري بمديرية ذوباب، وغارة على شبكة الاتصالات في منطقة الزهاري بمديرية المخا، ما أدى إلى تدميرها بشكل كامل.