التقى الزعيم علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية الأسبق، رئيس المؤتمر الشعبي العام- الخميس، عدداً من مسئولي ومشايخ وأعيان محافظة سقطرى، بحضور الأستاذ عارف عوض الزوكا -الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام- والشيخ يحيى علي الراعي -رئيس مجلس النواب، الأمين العام المساعد للمؤتمر. وفي اللقاء تحدث الزعيم علي عبدالله صالح بكلمة رحّب فيها بالحاضرين وحيا في مستهلها كل أبناء سقطرى.. مشيداً بمواقفهم الوحدوية وبتفاعلهم الإيجابي مع كل قضايا الوطن وفي مقدمتها الحفاظ على الوحدة اليمنية، باعتبارها قدر ومصير الشعب اليمني العظيم. وتطرق الزعيم علي عبدالله صالح في كلمته إلى عدد من القضايا والتطورات التي تشهدها الساحة الوطنية وما تتعرض له بلادنا من عدوان غاشم وآثم من قبل نظام آل سعود والمتحالفين معه. مشيراً إلى أن الغيم الذي يخيّم على أجواء الوطن وليس على سقطرى فقط سيزول وستنفرج الأزمة بإذن الله، وستشفل كل المخططات بفضل إرادة الشرفاء والصادقين المدافعين عن وطنهم وسيادته واستقلاله، وأنه مهما كانت المحاولات التآمرية ومهما حاول المعتدون تدنيس أرض اليمن فإن عليهم أن يدركوا جيداً أن اليمن كانت ولازالت وستظل مقبرة للغزاة. يأتي هذا اللقاء مع مشايخ وأعيان سقطرى بالتزامن مع معلومات كشفتها وسائل إعلام العدوان عن اعتزام الفار هادي تأجير جزيرة سقطرى للإمارات لمدة 90 عاماً وتأجير جزيرة ميون للسعودية لمدة عقد كامل. وكانت المحللة السياسية والباحثة بشكل خاص في الحركات الراديكالية في الوطن العربي واليمن على وجه الخصوص، كاثرين شاكدام، أن الولاياتالمتحدة والإمارات والسعودية، تتنافس على السيطرة على جزيرة سقطرى الاستراتيجية التي تسيطر على طرق النفط الرئيسية والطرق البحرية. ويقع أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وعلى بعد 80 كيلو مترا من القرن الأفريقي 380 كيلو مترا إلى الجنوب من الساحل اليمني. كما أن جزر سقطرى أدرجتها منظمة "اليونيسكو" كموقع للتراث الطبيعي العالمي. وتتمركز سقطرى على مفترق طرق الممرات المائية البحرية الاستراتيجية للبحر الأحمر وخليج عدن. وتلعب بلادنا بالطبع دورا هاما في هذا السباق على المحيط الهندي. حيث تتمركز على قمم الممرات المائية الجيوستراتيجية. وفي هذا الصدد كشفت برقية سرية في 2008 عن طموحات المملكة العربية السعودية، حصل عليها ويكيليكس من السفارة الأمريكية في اليمن إلى وزير الدولة جاء فيها: "إن دبلوماسيا بريطانيا في اليمن، أخبر بولوف وهو (ضابط سياسي بالسفارة الأمريكية) أن السعودية لها مصلحة في بناء خط أنابيب، بحيث إنها ستقوم بحمايتها وتشغيلها وتكون ملكا لها بالكامل، من حضرموت إلى ميناء خليج عدن، متجاوزة بذلك الخليج العربي ومضيق هرمز". وكان القائد في البحرية الأمريكية، الأميرال ألفريد ماهان قال ذات مرة في 1914، أن "كل من ينال من السيادة البحرية في المحيط الهندي سيكون لاعبا بارزا على الساحة الدولية". وأضاف: "هذا المحيط هو مفتاح البحار السبعة في القرن الحادي والعشرين، وسيتم تحديد مصير العالم من هذه المياه". ويلاحظ مايكل هورتون، كبير المحللين في شؤون اليمن في مؤسسة جيمس تاون: "أن إنشاء خط أنابيب عبر حضرموت سيمنح السعودية وحلفاءها من دول الخليج وصولا مباشرا إلى خليج عدن والمحيط الهندي حيث تقع جزيرة سقطرى، وستسمح لهم بتجاوز مضيق هرمز، الممر الاستراتيجي الذي يمكن أن يغلق ولو بشكل مؤقت إذا ما حصل صراع مع إيران في المستقبل". وتقول الباحثة كاثرين شاكدام، في تقرير لها بموقع "the duran"، من الملاحظ، أن جزيرة سقطرى تسمح لرصد مسار النفط العالمي، وغني عن القول إن هذه الجزيرة يطمع فيها أكثر من إمبراطورية... وعلى الرغم من أن الولاياتالمتحدة سعت منذ فترة طويلة للسيطرة عليها، فمن الممكن اليوم للسعودية أن تنجح في ظل حكم هادي، بالسيطرة عليها. وفي مارس 2015، أوضح مستشار الجيش الأمريكي والناتو أنتوني كوردسمان من مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية أن: "اليمن له أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة للولايات المتحدة، لما يشكله من استقرار للمملكة العربية السعودية أوسع من جميع دول الخليج العربية". وأشار كوردسمان: "أن أراضي وجزر اليمن تلعب دورا حاسما في حماية ممر عالمي آخر في الطرف الجنوبي الشرقي من البحر الأحمر أو ما يسمى باب المندب أو(بوابة الدموع)". وأوضح كوردسمان "أن وجود أي عدائية من الجو أو البحر في اليمن يمكن أن يهدد حركة المرور بالكامل عبر قناة السويس، فضلا عن تهديد التدفق اليومي من النفط والمنتجات النفطية الذي تشير تقديرات [إدارة معلومات الطاقة الأمريكية] بأنها ارتفعت من 2.9 [مليون برميل يوميا] في 2009 إلى 3،8 [مليون برميل يوميا] في عام 2013. كلمة الزعيم: بسم الله الرحمن الرحيم أرحب بالإخوة من محافظة سقطرى، هناك غيم في البلد، غيم موجود ليس في سقطرى، بل في كل أنحاء اليمن باتنفرج وباتنجلي إن شاء الله والفرج قريب، وهؤلاء العدوان والمنتفعين سيتهاوون أمام الرجال الشرفاء الوحدويين في شمال الوطن وفي جنوبه لا تقلقوا ولا تعيروهم اهتمام، اللي بيدعموهم قد أصبحوا ضايقين منهم، ومن صورهم ضايقين، من صورهم بسبب الابتزاز والفشل.. قدهم ضايقين منهم حتى أنهم خرّجوهم من الرياض ودفعوهم إلى عدن وإلى مأرب قالوا اخرجوا اختلستوا فلوسنا شليتوا أموالنا شليتوا ذخائرنا شليتوا مدرعاتنا أهلكنا اليمن بالغارات الجوية ما حققتوا أي شيء ولن تحققوا، وكما قال القائل إن اليمن مقبرة للغزاة فعلاً، هي مقبرة للغزاة، جبالها وسهولها وبحارها وجزرها مقبرة وعليهم أن يتعظوا وأن لا يكونوا مكابرين سواء الذين في الداخل أو الذين عادهم في الخارج أو الذين يدعمونهم لا يكونوا مكابرين، عليهم أن يمدوا يد السلام للسلام مع كل اليمنيين الشرفاء، عودة شرعية وما شرعية، هذا كلام فارغ من الذي عيقبلك تعود إلى كرسي السلطة وقد دمرت الشعب اليمني واستلمت مبالغ هائلة من النظام السعودي ومن دول الخليج مقابل الدم اليمني مقابل المسكن مقابل المصنع مقابل الطريق مقابل الجامعة مقابل المؤسسات مقابل الجسور، وسنكشف بالأرقام المبالغ التي استلمتوها من السعودية قبل الحرب وبعد الحرب لتخريب اليمن، هؤلاء هم في حقيقة الأمر، أنا أتحمل جزء من المسئولية لأني أنا أخرجتهم من تحت الطاولة إلى فوق الطاولة، وهم لا يستحقوا، وكما قال الشاعر "إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا"، هؤلاء متمردون على الوطن ليس عليّ أنا، أما أنا فتركت السلطة في 2012م بإرادة قوية لا يمكن أن أبقى في السلطة والدماء تسال ولا يمكن أن أعود إلى السلطة والدماء تسال ولا يمكن أفكر فيها، أنا أفكر في سلامة اليمن واليمنيين، أن يعيشوا آمنين في وطنهم. هؤلاء عمل انتحاري لكن سيحاسبوا والأموال الذي استلموها وأخذها هادي وابنه جلال سيعيدها وهي بالأرقام، التي أخذها من الملك عبدالله على متن طائرة خاصة من المملكة العربية السعودية قبل الحرب والفلوس التي استلمها لإصلاح الطائرات سيعيدها والفلوس التي استلمها للضمان الاجتماعي سيعيدها والفلوس التي استلمها لدعم الميزانية سيعيدها عاجلاً أمْ آجلاً، هذا إنسان تربية البريطانيين وهو استخبارات بريطانية، أنا ما كنت أريد أن أتكلم وأفصح عن بعض الحقائق لكن أجدها فرصة، أقول لكم هذا الحديث ولكل أبناء الوطن الشرفاء، هذا -هادي- بياع يقول سيبيع وسيؤجر سقطرى، وهذا أبعد عليه من عين الشمس، ويقول سيؤجر ميون أبعد عليه من عين الشمس، هادي بياع قلعة، تبيع من؟؟ هذا وطننا اليمن، وطن أنت من أبين من قرية في الوضيع، حتى لما جاءت الانتخابات وانتخبناك رئيساً للفترة الانتقالية لمدة عامين طرد أصحاب الوضيع اللجان التي جاءت للانتخاب، طردوها، ما قبلوه، الآخرون في كل المحافظات سمعا وطاعة وانتخبوه، فعلى كل حال إحنا نقدر تقديراً عالياً صمود سقطرى ورجال سقطرى وكلمه سقطرى وثقافة سقطرى، سقطرى في العين وسقطرى في القلب وفي عيوننا وغير قلقين عليها لأن فيها رجالا صادقين مخلصين لم ترتفع معنوياتهم إلّا بعد قيام الوحدة المباركة، تاجروا وساروا وجوا وهم في أمان، من أول كانوا مضطهدين داخل سقطرى بس للمناورات السوفيتية ومناورات الحزب الاشتراكي داخل سقطرى، والآن هو -هادي- يريد يؤجرها للمناورات، كم عمرك كم باتجلس كم عتجلس، كم يوم كم سنة، أنت مودع مودع رجع الفلوس نعيد بناء ما خربته الحرب عيد الفلوس التي استلمتها مقابل دماء الأطفال والنساء والمساكن في كل أنحاء الوطن، أعد الفلوس يا عبدربه منصور هادي أنت وابنك جلال ورفاقك رموز الفساد، أنت تقول أن عندك حكومة شرعية، الحكومة الشرعية هانا في صنعاء، هذا عقد اجتماعي وسياسي عملناه عام 1990م بين شطري الوطن وباستفتاء شعبي انتهى التشطير، وراءك بريطانيا وراءك الخليج ما بينفعوك، ملوا من صورتك. على فكرة ملوا من صورته قالوا له اطلع خرجوه من القصر ومن الفنادق قالوا له اطلع روح عدن روح بلادك روح شغلتنا، هذه هي الحقيقة التي أطمئن قبائل سقطرى، وبالثبات والصبر والتحمل والجلد سيندحر هذا العدوان وسينتهي وبإذن الله. إخواننا في سقطرى، هذه العاصمة صنعاء، عاصمتكم، عاصمة كل اليمنيين حوصرت سبعين يوما في الستينات من القرن الماضي، واستمرت الحرب في المحافظات الشمالية ثماني سنوات عندما جند لها النظام السعودي الذي كان يعتمد على تجنيد المرتزقة، وهذه هي المرة الأولى التي يدخل بجيشه وطائراته.. في الستينات من سنة 62 إلى سنة 70م جند مرتزقة مثلما يجند الآن مرتزقة في مأرب، في الجوف، في حرض، في ميدي، في تعز، في البيضاء، في الحديدة.. جندتهم المملكة بفلوس، بيع وشراء، وكما صمدنا في الستينات ثماني سنوات، الآن صار لنا سنتين ونحن ثابتين واقفين على أقدامنا وسنقف عشرات السنين ثابتين واقفين على أقدامنا وهاماتنا مرفوعة لن تنحني أبدا إلّا للخالق عز وجل، فأطمئن إخواننا في سقطرى وأشكركم وأرحب بكم ونحن معكم وقلوبنا معكم وأنتم في القلب، وشكراً. وكان الشيخ أحمد غالب بن يعقوب رئيس الاتحاد القبلي لسقطرى قد ألقى كلمة في بداية اللقاء.. أكد فيها أن أبناء سقطرى لا يمكنهم إنكار ما تحقق لهم بعد الوحدة في عهد الرئيس علي عبدالله صالح. ولا يمكن أن يكونوا جاحدين، مشيراً إلى أن غالبية أبناء سقطرى يلتزمون الصمت في ظل الوضع الراهن حتى لا يكونوا ملاحقين من قبل العدوان ومرتزقته. وقال بن يعقوب مخاطباً الزعيم: مثلما تقول الذي ما بغى يظهر يخلي نفسه كذا بطريقة حتى تروح الأزمة هذه، وإلا بصماتك والمشاريع التي وضعتها والمنجزات التي حققتها من بداية الوحدة حتى تركت الحكم ما حد ينكرها.. منجزاتك ومحبتك موجودة في رؤوس أبناء الجزيرة -صغيرا وكبيرا- سواء في العواصم أو في البادية وكلهم يبلغوك التحية وكلهم مع الزعيم، الوضع الآن الذي فينا نحن نحصل بعض منهم ونقول لهم أن يكونوا هادئين ما يظهروا على أساس الجانب الآخر ما يتخذ ضدهم أي إجراءات. بعضنا قد أخذوا علينا نظرة، ولكن احنا عادي ما فيش حاجة سوينا قلق ولكن بصماتك ومنجزاتك من بداية الوحدة من المشاريع والمطار والطرق والبنية التحتية لا زالت موجودة ما حد ينكرها صغير وكبير معترفين بها ودائما يذكرونك بالخير، صغيرا وكبيرا، في الحضر والبادية الكل مع الزعيم، ونحنا نتشرف بمقابلتك وأردنا نشوفك ونسلم عليك وندعو الله أن يحفظك ويرعاك لليمن وللشعب اليمني كامل، الله يحييك ويسلمك. كما ألقى الأخ هاشم سعد السقطري وكيل أول محافظة سقطرى كلمة جاء فيها: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله. نشكر الزعيم الرئيس السابق علي عبدالله صالح على استقباله لنا، استقبال أبنائه وإخوانه وأهله أبناء سقطرى، نشكرك الشكر العميق رغم أنه من البداية نطالبك تقابلنا لكن اليوم أتحت لنا فرصة نلتقي بك، فسقطرى شهدت منجزات عظيمة في عهدك الميمون من مشاريع تنموية من مطار وميناء ومدارس وصحة هذا ما حد ينكره إلا إنسان جاحد، لهذا لا زلنا نكن لك الاحترام، فأبناء سقطرى لا زلنا مناضلين من بداية الأمر ضد العدوان نحن عملنا رأينا واتخذنا قرارنا نكون ضد العدوان، صحيح منا مسئولون يتبعون هادي، لكن غالبية أبناء سقطرى لا زلوا مع الزعيم وضد العدوان، لهذا سنكون معك يا زعيم سنظل واقفين معك بالروح وبالدم نفديك يا علي. @@@@@@@@@@@@@ في برقية تهنئة لأمين عام الأممالمتحدة أنطونيو غوتيريش الزعيم: معاناة شعبنا تجاوزت كل الحدود وتنتظر واجبكم الإنساني بعث الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام، الخميس برقية تهنئة لمعالي السيد أنطونيو غوتيريش بمناسبة تسلمه مهام منصبه كأمين عام للأمم المتحدة، عبر خلالها عن آمال الشعب اليمني الكبير في أن يكون للمنظمة الدولية دور إيجابي لوقف العدوان الغاشم والمتواصل على بلادنا منذ مطلع العام 2015م، فضلاً عن حصار خانق وفي ظل صمت دولي مزرٍ. نص البرقية: معالي السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة الأكرم يطيب لي أن أبعث إلى معاليكم بأسمى آيات التهاني القلبية بمناسبة تسلّمكم مهام منصب الأمين العام للأمم المتحدة، بعد اختياركم لهذا المنصب الأممي الرفيع الذي تتبوأونه عن جدارة، انطلاقاً مما تتمتعون به من خبرة وتجربة لاشك أنهما ستساعدانكم على تحقيق الأهداف والغايات التي تمثلها أكبر منظمة أممية تتحمّل على عاتقها مسئولية حفظ السِّلم والأمن الدوليين، وتجنيب البشرية ويلات الحروب والصراعات، وتحقيق التنمية المستدامة، والدفاع عن حقوق الإنسان، خاصة وأن العالم اليوم أشد ما يكون حاجة إلى رؤى تؤسس لسلام وطيد وأمن واستقرار دائمين. إن اختياركم لهذا المنصب الرفيع في هذه المرحلة التاريخية المفصلية من تاريخ البشرية التي تتسم بالتعقيد يجعل دوركم محط آمال آلاف الملايين من البشر، في إصلاح مسار المنظمة وفي حماية وتحصين ميثاق الأممالمتحدة والقوانين الإنسانية الدولية وميثاق حقوق الإنسان وغيرها من المواثيق الدولية من الاختراقات والانحراف بها. وإنني أجدها فرصة سانحة للتعبير عن سعادتي باللقاء معكم في صنعاء يوم الثامن عشر من شهر مايو 2008 أثناء زيارتكم للجمهورية اليمنية، حيث كان لقاءً حميمياً شكّل بداية لصداقة دائمة بيننا، أرجو أن تتعمّق أكثر. الصديق العزيز: لعلكم تتابعون مجريات الأمور وسير الأحداث المؤلمة والمأساوية التي تشهدها الجمهورية اليمنية وخاصة بعد تعرّضها لأبشع عدوان همجي عرفته البشرية يشنه بكل وحشية نظام آل سعود والمتحالفون معه منذ 26 مارس 2015 إلى جانب فرض حصار شامل وجائر على 27 مليون يمني -براً وبحراً وجواً- منعوا خلاله وصول الإمدادات الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية وكل الاحتياجات الضرورية لحياة البشر، بما فيها المساعدات الإنسانية الدولية، في مخالفة صريحة وواضحة لميثاق الأممالمتحدة وكل القوانين الدولية والإنسانية، ولميثاق ومبادئ حقوق الإنسان. إن الغارات الجوية التي يشنها العدوان يومياً بالصواريخ والقنابل المحرّم استخدامها دولياً، قد تسبّبت بقتل آلاف الأطفال والنساء والشيوخ والشباب والعجزة والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، ودمّر المنازل والتجمّعات السكانية الآهلة بالسكَّان، والأسواق الشعبية، وارتكب مجازر إبادة جماعية والتي كان من أهمها تلك المجزرة البشعة التي ارتكبها أثناء قصف قاعة العزاء في العاصمة صنعاء يوم الثامن من أكتوبر 2016 وراح ضحيتها أكثر من 140 شهيداً وأكثر من 600 جريح، بالإضافة إلى تدمير كل البنى التحتية من الطرق والجسور والمصانع والمزارع والمدارس والجامعات والمستشفيات.. وغيرها، وكل ذلك حدث ويحدث على مرأى ومسمع من الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي وكل دول العالم، الذين لم يحرّكوا ساكناً أو يتخذوا موقفاً أو يصدروا أي قرار يوقف العدوان وينهي الحصار اللذين مضى عليهما ما يقارب العامين، بالإضافة إلى ذلك فقد تعرضت الأراضي اليمنية لغزو واحتلال من قِبل قوات أجنبية بما فيها قوات من المرتزقة وشذاذ الآفاق من كولومبيا وأستراليا وفرنسا وبريطانيا والسلفادور والمكسيك والجنجويد الذين تم استئجارهم بالمال الخليجي لتدنيس أرض اليمن وقتل اليمنيين بدم بارد، الأمر الذي جعل الشعب اليمني يظن بأن منظمة الأممالمتحدة تبارك هذا العدوان وأدواته، إن لم تكن ضالعة فيه. الصديق العزيز السيد أنطونيو غوتيريش: إن دماء الأطفال والنساء والشيوخ والشباب وكل ضحايا العدوان والحصار على اليمن تناشد ضمائركم الحيّة وتناشد كل القوى الخيّرة في العالم والمحبة للسلام، أن يكون لكم ولمنظمة الأممالمتحدة موقف حازم وصارم لوقف العدوان وإنهاء الحصار والتخفيف من المعاناة التي يتجرّعها اليمنيون تحت مبررات واهية وذرائع غير مقبولة، صحيح أن خلافات حادة اندلعت بين اليمنيين، كان يمكن حلها بالحوار، ولكن النظام السعودي أفشل الحوار ومنح نفسه حق التدخّل في الشئون اليمنية من خلال استغلال قرار مجلس الأمن الدولي تحت رقم 2216 الصادر بشأن الأزمة اليمنية، وأجاز لنفسه ولمن تحالف معه شن حرب وعدوان غير مسبوق على دولة مستقلة وذات سيادة بمؤسساتها الدستورية، المعنية بحل مشاكل اليمنيين، مع أن ذلك القرار الدولي لم يجز شن حرب على شعب كامل وتدمير وطن بكل مقدراته، ولم يجز أن تقوم دولة عضو في الأممالمتحدة بالعدوان والحرب على دولة مستقلة هي الأخرى عضو في الأممالمتحدة، بل إنها من أوائل الدول المؤسسة لمنظمة الأممالمتحدة، وأن يتجاوز النظام السعودي كل القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية والثنائية، بشن الحرب والقتل والتدمير ولمدة عامين متواصلين. لقد كان اليمنيون وبالذات الأطراف المتنازعة، يُجرون حواراً فيما بينهم برعاية ودعم من الأممالمتحدة، بهدف مناقشة كل قضايا الخلاف، والتوصّل إلى حلول تكفل الخروج الآمن من أزمتهم بسلام، وبما يحفظ لليمن وحدتها وأمنها واستقرارها، ويكفل لكل الأطراف حق المشاركة الوطنية في تحمّل مسئولية قيادة البلد والوصول به إلى شاطئ الأمان، غير أن نظام آل سعود الأرعن أفشل الحوار وقام بالعدوان بدون أي مبرّر أو مسوّغ قانوني أو أخلاقي. إن معاناة الشعب اليمني تجاوزت كل الحدود وتزداد كل يوم مأساوية، وخاصة في الجوانب الإنسانية التي تتفاقم يوماً إثر يوم، وأصبح الشعب اليمني مهدّداً بارتفاع حاد في معدلات المجاعة التي شملت أكثر من منطقة بسبب نقص الغذاء والدواء والرعاية اللازمة للأطفال والفقراء والمرضى، إلى جانب زيادة معدلات الوفيات بسبب عجز المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية التي تعرضت للقصف والتدمير بواسطة الغارات الجوية لدول التحالف، بما فيها مستشفيات منظمة أطباء بلا حدود، والتي عجزت -نتيجة للعدوان- عن أداء مهامها في الرعاية والتطبيب، وبسبب إغلاق المطارات والأجواء وتدمير الموانئ ومنع رحلات الطيران المدني من الوصول إلى مطار صنعاء أو السفر منه، الأمر الذي فاقم مشكلة المرضى ذوي الأوضاع الصحية الخطيرة الذين يحتاجون للسفر إلى الخارج للعلاج وإنقاذ حياتهم من الموت. إننا نخاطبكم باسم الضمير الإنساني، ومن منطلق ما يفرضه عليكم واجبكم الأممي والأخلاقي والإنساني بأن تتحمّلوا مسئوليتكم كأمين عام للأمم المتحدة معقود عليه الأمل أن يعمل على أن تُصدر الأممالمتحدة القرارات الحازمة التي من شأنها إيقاف إبادة الشعب اليمني، وأن لا تقف منظمتكم الموقّرة موقف المتفرّج أمام إصرار وإمعان النظام السعودي في قتل الشعب اليمني وتدمير مقدرات وطنه. السيد الأمين العام: نحن نثق بالإنسان وقدرته على مواجهة العقبات، ويتقاسم اليمنيون معكم الرغبة الحقيقية في إصلاح مناهج أداء هذه المنظمة التي عليها أن تحقّق التوازن الخلّاق بين الاعتراف بالقوة والاعتبار للقيم الإنسانية واحترام حق الشعوب في السيادة، والسعي إلى العدالة والسيادة، ونتمنى أن يكون كفاحكم محطة في تاريخ هذه المنظمة التي يحتاجها العالم فعالة وعادلة، وتجسّد الالتزام بالمواثيق الدولية. نتمنى لكم التوفيق والنجاح، مؤكدين أننا في المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصاره سنكون خير عون في العمل من أجل الأمن والاستقرار في اليمن، وكذا أمن واستقرار المنطقة والعالم. وتفضلوا بقبول أسمى اعتباري واحترامي... الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية الأسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام صنعاء: 6 يناير 2017 الموافق: 8 ربيع الثاني 1438