استهدفت طائرة أمريكية بدون طيار، أمس، طقما تابعا لتنظيم القاعدة، يتمركز في أحد مواقع مرتزقة وعملاء العدوان السعودي بمحور بيحان-عسيلان، محافظة شبوة، وقتلت كل من كان على متنه، فيما تتوالى تداعيات الإنزال المظلي للقوات الأمريكية في منطقة يكلا محافظة البيضاء أمس الأول. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أمس أن طائرة بدون طيار قتلت 2 من عناصر القاعدة بقصف طقم تابع للتنظيم في بيحانشبوة، وفق ما نشرته وكالة رويترز. وتعتمد الولاياتالمتحدةالأمريكية عدسات مزدوجة في الرؤية إلى التنظيمات الإرهابية، حيث تشارك السعودية في حربها المتواصلة على بلادنا، والتي تعتمد بشكل كبير على مسلحي تنظيمي القاعدة وداعش، وتهاجم في الوقت نفسه بعض قيادات التنظيم وفي الجبهة التي تصطف فيها أمريكا نفسها، وحصدت أرواح عدد منهم بغارات من طائرات بدون طيار في البيضاءوشبوةومأرب والجوف، وقبل ذلك في حضرموت وأبين. إلى ذلك وفي تأكيد لما نشرته "اليمن اليوم" كشف العميد محسن خصروف، مدير دائرة التوجيه المعنوي في قوات المرتزقة أن (عبدالرؤوف الذهب) قيادي في صفوف ما أسماها (المقاومة) وأن حكومة الشرعية –حسب توصيفه- أسندت إليه مؤخراً مهامَ كبيرة قبل أن تقتله القوات الأمريكية. وقال خصروف في حديث تلفزيوني مع قناة الحدث السعودية، بأن عبدالرؤوف الذهب الذي قتل مع آخرين من قيادات القاعدة ومدنيين بعملية أمريكية، فجر الأحد، كان "أحد قيادات المقاومة الشعبية بمحافظة البيضاء، وأنه كان يرتب مع الشرعية في الآونة الأخيرة لاستعادة مدينة رداع من قبضة الحوثيين"، حد توصيفه. وفيما نعى تنظيم القاعدة عبدالرؤوف الذهب واصفاً إياه ب (المجاهد) وأن مقتله يخدم الحوثيين، ادعى خصروف عدم ارتباط الذهب بالقاعدة وقال: ربما كان بعض أقاربه ينتمون للقاعدة، لكن وبحسب اطلاعي الشخصي فهو شيخ قبلي لا توجد له أي صلات مع أي تنظيمات متشددة. ونفذت القوات الأمريكية قصفا جويا وإنزالا مظليا في منطقة يكلا الواقعة تحت السيطرة الكاملة لتنظيم القاعدة منذ أن دحرهم الجيش واللجان من رداع وقيفة نهاية العام 2014م، وأسفرت العملية عن مقتل عبدالرؤوف الذهب وشقيقه سلطان وسيف النمس، وعدد آخر من مسلحي القاعدة، إلا أنها قتلت أيضاً 9 مدنيين 7 نساء و3 أطفال، بينهم ابنة أنور العولقي، والتي تسكن هي ووالدتها لدى أخوالها أولاد الذهب منذ مقتل والدها بغارة أمريكية عام 2011م، أثناء ما كان في محافظة شبوة. وكشفت "اليمن اليوم" في عددها الصادر أمس على لسان مصادر قبلية من قيفة ومأرب أن عبدالرؤوف الذهب يتولى قيادة عمليات ما تسمى (المقاومة والجيش والوطني) في بعض مناطق قيفة، وتحديداً حمة صرار والبعل وصرار الجشم، ومناطق أخرى، وبإسناد جوي سعودي تفصح عنه دائماً قناة الحدث السعودية ومختلف وسائل إعلام العدوان. كما كشفت عن تنقلاته الدائمة بين منطقة يكلا التي تحتضن أكبر معسكرات تنظيم القاعدة في اليمن، ومدينة مأرب للقاء قيادة مرتزقة العدوان. وكانت حكومة الفار هادي، عينت القيادي في القاعدة ناصر الحطم المقرب من عبدالرؤوف الذهب مسؤولاً مالياً لجبهات قيفة ورداع، إلَّا أن طائرة أمريكية بدون طيار استهدفته وقتلته أثناء ما كان على متن سيارته في منطقة العبر محافظة حضرموت في طريقه من مأرب إلى يكلا، وكان بحوزته مبالغ مالية باهظة، وفق ما كشف في حينه قبل 6 أشهر. إلى ذلك، تناقلت وسائل إعلام موالية للعدوان السعودي وعلى رأسها وسائل إعلام حزب الإصلاح والحراك الجنوبي بيانا منسوب لتنظيم القاعدة، قالت فيه إن هذه العملية العسكرية للقوات الأمريكية على قرية يكلا تأتي في سياق عمليات عسكرية تخدم جماعة الحوثيين. وفي إشارة إلى سلسلة ضربات جوية نفذتها طائرات أمريكية بدون طيار واستهدفت مسلحين من تنظيم القاعدة يشاركون ضمن فصائل مرتزقة وعملاء العدوان في شبوةوالبيضاءومأرب والجوف، قال بيان تنظيم القاعدة "إن العملية العسكرية في يكلا تأتي في سياق حملة أمريكية لم تهدأ منذ أشهر، وتستهدف المجاهدين في البيضاء، ويهدف الأمريكان من خلالها إلى إفراغ المنطقة من المجاهدين ليبسط الحوثيون سيطرتهم عليها"، حد البيان. وأشار إلى أن "هذه العمليات تكررت مراراً خلال العامين الماضيين في رداع ومنطقة الصعيد بشبوة، مما يدل على النوايا الأمريكية المبيتة لخدمة الحوثيين والتمكين لهم على الأرض". يشار إلى أن جماعة الحوثيين (أنصار الله) وعبر حكومة الإنقاذ الوطني، أدانت بأشد العبارات هذه العملية الأمريكية في يكلا، وحمَّلت الفار هادي وحكومته كامل المسؤولية، واعتبرت العملية إرهاب دولة، وانتهاكا واسعا للسيادة اليمنية، ومحاولات لحرف الأنظار الدولية عن جرائمها. البرلمان يدين وفي السياق دان مجلس النواب الجريمة الكبرى التي ارتكبتها قوات المارينز الأمريكية فجر أمس الأول بمنطقة يكلا- قيفة محافظة البيضاء، والتي لم تنحصر ضحاياها على عناصر القاعدة، بل طالت نساء وأطفالا. وعد المجلس هذه الفعل الإجرامي واحدة من صور إرهاب الدولة الذي تمارسه الولاياتالمتحدةالأمريكية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة بهذا العمل تجاوزت مفهوم انتهاك السيادة اليمنية، باستهدافها المباشر وقتلها مواطنين يمنيين على ذلك النحو غير المسبوق. وحسب بيان الإدانة فإن هذا الفعل الإجرامي المدان من قبل كافة أبناء الشعب اليمني يأتي لصرف أنظار المجتمع الدولي والعالم عن الجرائم اليومية التي ترتكبها دول تحالف العدوان بقيادة المملكة السعودية، بإسناد مباشر من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وإخفاقهم المتواصل في كسر إرادة وصلابة الشعب اليمني، مشيرا إلى أن هذه الجريمة الكبيرة محاولة مكشوفة لإضفاء المصداقية على تصريحات الإدارة الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب. وحمل مجلس النواب مرتزقة العدوان مسؤولية استمرار انتهاك سيادة الجمهورية اليمنية، وإعطاء الضوء الأخضر للعدوان الظالم وللولايات المتحدةالأمريكية، في الإمعان بارتكاب المجازر اليومية بحق أبناء الشعب اليمني. وجدد مجلس النواب التأكيد على التزام الجمهورية اليمنية بتعهداتها في مكافحة الإرهاب باعتبارها من الدول التي عانت من هذه الآفة خلال الفترة الماضية، وفي هذه اللحظة التي تشهد استمرارا في استقدام الإرهابيين من عدد من دول المنطقة، وتقديم الدعم اللازم لهم لقتل أبناء الشعب اليمني.