نفذت القوات الأمريكية عملية إنزال مظلي في منطقة قيفة محافظة البيضاء، وقتلت أمير تنظيم القاعدة في (رداع وقيفة) وعدداً من مساعديه، إلى جانب نساء وأطفال من أسر تلك القيادات. وأعلن الجيش الأميركي عن مقتل أحد جنوده وإصابة ثلاثة آخرين في المعركة. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى لصحيفة "نيويورك تايمز" إن كوماندوز أمريكي قتل وأصيب ثلاثة آخرون في معركة شرسة فجر الأحد مع متشددي تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في منطقة قيفة بمحافظة البيضاء. وهذه أول عملية برية عسكرية أمريكية في بلادنا منذ بدء العدوان السعودي قبل عامين، وأول عملية من نوعها منذ تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب قبل تسعة أيام، والذي تعهد بإستراتيجية جديدة للقضاء على القاعدة وداعش. وأوردت وكالة رويترز الانجليزية في خبر عاجل عن مسؤول أمريكي، أن الرئيس الأمريكي ترامب أعطى إذنا مسبقا بتنفيذ العملية العسكرية ضد القاعدة في اليمن. وأكدت رويترز على لسان ذات المصدر، أن الجيش الأميركي لم يعتقل أي شخص خلال الهجوم على القاعدة. وأوضحت "نيويورك تايمز" على لسان مصادر عسكرية وصفتها بالمسئولة أن وحدة الكوماندوز الأمريكية التي نفذت الهجوم البري من فريق SEAL السادسة البحرية. وروت مصادر قبلية من قيفة ل"اليمن اليوم" تفاصيل المعركة مؤكدة مقتل 57 شخص على رأسهم أمير تنظيم القاعدة في المنطقة عبدالرؤوف الذهب وشقيقه سلطان وآخر يدعى سيف النمس، و9 مدنيين بينهم 6 نساء و3 أطفال –إحداهم ابنة أنور العولقي- من أسرة عبدالرؤوف الذهب والنمس، فيما قتل أمريكي وجرح آخرون في الهجوم، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية. وأوضحت المصادر أن العملية بدأت الثانية فجراً بقصف جوي من قبل طائرات بدون طيار استهدف 3 منازل (منزل عبدالرؤوف الذهب وشقيقيه عبدالإله وسلطان، ومنزل سيف النمس ومنزل بجوارهما) في منطقة يكلا، كما تم قصف ثكنات حراسة متمركزة في قمم 3 جبال مطلة على المعسكر التابع لتنظيم القاعدة. وأضافت المصادر أنه تم إنزال مظلي بمروحيات الأباتشي عقب القصف وحدثت اشتباكات استمرت زهاء ساعة كاملة قبل أن تقوم القوات الأمريكية بإجلاء جنودها مخلفة وراءها طائرة أمريكية شاركت في الهجوم، وتولت طائرات أمريكية بدون طيار بعد ذلك قصفها وتدميرها بعد انتشال قائدها والذي أعلن الجيش الأمريكي أنه ضمن 4 أصيبوا في العملية وقتل آخر. وقال بيان القيادة المركزية للبنتاغون، إن 14 متشددا من فرع تنظيم القاعدة في اليمن، قتلوا في الهجوم البري. وأضاف بيان القيادة المركزية، أن طائرة عسكرية من نوع "أوسبري" ساعدت في العملية، تحطمت وسقطت في مكان قريب من الهجوم، وأصيب على إثرها الكوماندوز الرابع بجروح في الهبوط الاضطراري لتلك الطائرة، التي تم تحديدها من قبل مسؤول أميركي رفيع المستوى لصحيفة "نيويورك تايمز"، بأنها كانت غير قادرة على الطيران بعد الهبوط ودُمرت عمداً بغارات جوية أمريكية. وقال الجنرال جوزيف فوتل، رئيس القيادة المركزية للبنتاغون، في بيان: "نحن نشعر بحزن عميق لفقدان أحد أفراد النخبة. ولا بد من التضحيات في كفاحنا ضد الإرهابيين الذين يهددون الشعوب البريئة في جميع أنحاء العالم". وأوضحت مصادر "اليمن اليوم" أن تنظيم القاعدة شيع عصر أمس عبدالرؤوف الذهب وشقيقه سلطان، وسيف النمس و11 آخرين بينهم 6 نساء –زوجات عبدالرؤوف وشقيقه وسيف النمس و3 أطفال من أسرهم، فيما تم تنصيب عبدالإله الذهب شقيق عبدالرؤوف (أميراً لتنظيم القاعدة في رداع). وبحسب المصادر فإن عبدالإله نجا بأعجوبة، حيث خرج من المنزل قبل لحظات من القصف، وذهب إلى إحدى الثكنات العسكرية في أحد الجبال المطلة على المعسكر وعرف عنه (التخزينة) من وقت متأخر من المساء حتى الصباح. وفي رسالة على حسابه الرسمي على تليجرام -وهو منصة إلكترونية للتراسل المشفر- نعى تنظيم القاعدة من أسماه "المجاهد" عبدالرؤوف الذهب وآخرين قتلوا في الهجوم؛ دون أن تحدد عدد القتلى من أعضائها. يشار إلى أن مسلحي تنظيم القاعدة وبعد دحرهم من قبل الجيش واللجان الشعبية أواخر 2014م من قيفة انسحبوا إلى سايلة يكلا مترامية الأطراف وذات التضاريس الوعرة، وتمتد من مديرية ولد ربيع إحدى مديريات قيفة الثلاث (ولد ربيع، القريشية، آل غنيم) حتى أطراف مراد محافظة مأرب، وتحاددها غرباً مديرية بني ضبيان، محافظة صنعاء. ويسيطر التنظيم على كامل السائلة التي تحتضن أحد أكبر معسكرات الإرهاب في اليمن، وحظي المعسكر في الآونة الأخيرة بدعم كبير من قبل العدوان السعودي تحت مسمى دعم (المقاومة والجيش الشعبي) بقيادة عبدالرؤوف الذهب. وعين العدوان السعودي القيادي في التنظيم ناصر الحطام مسؤولاً مالياً للمعسكر، وتم استهدافه قبل 6 أشهر بقصف من طائرة أمريكية (بدون طيار) عندما كان يقود سيارته في العبر حضرموت قادماً من مأرب، وكانت السيارة تحتوي مبالغ مالية كبيرة، وفق ما أكدته في حينها مصادر قبلية. ويتنقل عبدالرؤوف الذهب بين مأرب ويكلا بين الحين والآخر، ويلتقي قيادات ما تسمى (الشرعية)، وكان آخر زياراته إلى مأرب قبل شهرين، وفق ما أكدته مصادر قبلية ل"اليمن اليوم". وفيما يشارك عدد من مسلحيه ضمن ما تسمى (المقاومة والجيش الوطني) في جبهات صرواح مأرب ونهم صنعاء يتولى (عبدالرؤوف) عمليات ما تسمى (المقاومة) في مناطق قيفة وتحديداً في العبل والمناسح وحمة صرار وصرار الجشم، والتي يتم الكشف عنها دائماً من قبل إعلام العدوان السعودي العربية والحدث والجزيرة القطرية، على أنها انتصارات للمقاومة والجيش الوطني في قيفة، حسب توصيفها. كما نفذت طائرات العدوان السعودي عشرات الغارات على تلك المناطق كإسناد جوي لمسلحي القاعدة والتي تطلق عليهم اسم (المقاومة). وأكدت ذات المصادر أن نائف القيسي، المعين من قبل الفار هادي محافظاً لمحافظة البيضاء والمدرج أمريكياً ضمن قائمة الإرهاب الدولي، نفذ عدة زيارات إلى معسكر يكلا، وأشرف على نقل أسلحة حديثة وذخائر بكميات كبيرة من مأرب إلى المعسكر لفتح جبهات واسعة في قيفة. يشار أن الخزانة الأمريكية أدرجت القيسي في قائمة الإرهاب الدولي بتهمة تورطه في دعم وتسليح معسكرات للقاعدة في محافظة البيضاء، كما أدرجت 3 آخرين معينين من قبل الفار هادي في مناصب هامة وهم (الحسن أبكر، قائد المرتزقة في محافظة الجوف) و(صالح الزايدي، قائد المرتزقة في جبهة صرواح مأرب سابقاً، الغيل محافظة الجوف حالياً) و(عبدالوهاب الحميقاني، مستشار الفار هادي). العملية الأمريكية تأتي في ظل إجماع دولي على تعاظم نفوذ تنظيمي القاعدة وداعش وتوسع نفوذهما جراء مشاركتهما ضمن الفصائل المدعومة سعودياً، وتحت مسمى (الجيش الوطني والمقاومة). وكانت الأممالمتحدة أكدت ذلك في أكثر من تقرير، كما حذر المبعوث الأممي إلى بلادنا إسماعيل ولد الشيخ من نفوذ القاعدة وداعش في المناطق التي تسيطر عليها ما أسماها القوات الموالية للتحالف بقيادة السعودية وحكومة هادي.
