تجددت المعارك بشكل عنيف، أمس، في الجبهة الشمالية والشرقية لسلسلة جبال كهبوب، بمديرية المضاربة ورأس العارة محافظة لحج، بالتزامن مع إحباط الجيش واللجان الشعبية محاولة تسلل مرتزقة العدوان السعودي صوب مديرية الوزاعية التابعة لمحافظة تعز والمحاذية لمضاربة لحج، فيما واصل المرتزقة انتحارهم على أبواب مدينة المخا من جهتي الشرق والجنوب، ولليوم ال16 على التوالي واليوم ال(32) يوماً من بدء ما تسمى عملية (الرمح الذهبي). ومن جهة أخرى تفاقمت الصراعات بين فصائل عملاء العدوان في مدينة تعز، مع ارتفاع حالات الانفلات الأمني في الأحياء الواقعة تحت سيطرتهم بذات المدينة. مصادر عسكرية ميدانية في الجبهات الواقعة على الشريط الإداري بين تعزولحج، أفادت "اليمن اليوم" بأن المرتزقة نفذوا، فجر أمس، زحفين كبيرين صوب سلسلة جبال كهبوب الإستراتيجية التي تبعد عن باب المندب بمسافة 30كم من الجهة الشمالية الشرقية للمضيق الدولي، مشيرة إلى أن الزحف تم من جهتي الشمال والشرق لكهبوب، حيث حاول المرتزقة التقدم صوب جبل ووادي صنفه، الذي يعتبر الحامية الشمالية لجبال كهبوب، بالتزامن مع محاولة تقدم أخرى صوب مدراس كهبوب، شرق الجبال الإستراتيجية، ودارت معارك عنيفة استمرت لأكثر من 6 ساعات متواصلة وتكللت بكسر الزحف وإجبارهم على التراجع بعد سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، فيما استشهد أحد أفراد الجيش واللجان الشعبية وأصيب 2 آخران. وطبقاً للمصادر فقد تقدم جرحى المرتزقة قائد ميداني لإحدى سرياتهم ويدعى "محمد الهودر" مع عدد من أفراد كتيبته، شرقي كهبوب. وتعتبر جبال كهبوب الإستراتيجية، إحدى الجبهات الأكثر استنزافاً للعدوان ومرتزقتهم وعتادهم العسكري منذ تطهيرها من قبل الجيش واللجان الشعبية على هذه السلسلة مطلع يوليو 2016م، كما تعتبر عقبة كؤدا أمام ما تسمى (الرمح الذهبي). وتلقى العدوان ومرتزقتهم ضربة موجعة في محيط هذه الجبال بتاريخ 7 يناير المنصرم، حيث دشن العدوان عملياتهم العسكرية التي أطلق عليها مصطلح "الرمح الذهبي" بتنفيذ هجوم كبير على جبال كهبوب، بقيادة قائد ما يسمى ب "اللواء الثالث حزم" التابع للعدوان العميد الركن عمر سعيد الصبيحي، والذي تقدم مع فرقة عسكرية تحت غطاء جوي مكثف إلى جبال الخمسة قرون، قبل أن يلقى مصرعه مع 20 من عناصره بعملية نوعية للجيش واللجان الشعبية، في جبل القرن الخامس، الأمر الذي دفع من تبقى من المرتزقة إلى الفرار والانسحاب لمسافة 20كم جنوباً، تاركين جثته ومن معه ليتم انتشالها بعد ذلك من قبل الجيش واللجان. وتكررت بعد ذلك محاولات المرتزقة للزحف نحو كهبوب والسيطرة على الجبال الإستراتيجية إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل وتكبدوا المزيد من القتلى والجرحى. جبهة "المضاربة-الوازعية" وإلى الشمال من كهبوب حيث السلسلة الجبلية الغربية لمديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج المحاذية لمديرية الوازعية التابعة لمحافظة تعز، قال ل "اليمن اليوم" مصدر عسكري أن مجاميع من المرتزقة حاولوا في وقت متأخر من مساء، أمس الأول، التقدم من جبال المضاربة نحو المناطق الجنوبية من مديرية الوازعية، وبينها منطقة الخنه التابعة لعزلة الأحيوق، ولكن سرعان ما أجبرهم الجيش واللجان على التراجع والعودة من حيث جاءوا. واستهدفت صليات من صواريخ الكاتيوشا تجمعات لآليات ومرتزقة العدوان في منطقة المنصورة التابعة لمديرية المضاربة ورأس العارة بمحاذاة الوازعية، محققة إصابات مباشرة في صفوفهم. انتحار متواصل على الساحل الغربي وفي جبهات الشريط الساحلي الغربي لتعز، واصل مرتزقة العدوان، أمس، محاولاتهم الفاشلة للاقتراب من مدينة المخا عبر المنفذين الجنوبي والشرقي، تحت غطاء جوي ومدفعي مكثف. مصادر محلية وعسكرية متطابقة أفادت "اليمن اليوم" بأن المرتزقة نفذوا خلال ساعات الصباح الأولى محاولة تسلل في منطقة الخضراء، 4كم جنوباً، بالتزامن مع محاولة مماثلة في ساحل جزيرة الزيادي المؤدي إلى ميناء المخا، وذلك بعد قصف تلك المناطق بسلسلة غارات جوية وقذائف المدفعية، إلا أن الأبطال كانوا لهم بالمرصاد، وتصدوا لهم بكل قوة موقعين فيهم المزيد من القتلى والجرحى. وطبقاً لذات المصادر فقد نفذ المرتزقة إثر ذلك قصفاً عشوائيا بالمدفعية على أحياء السويس والعروك والحالي والمغيني، شرق وجنوب المدينة، مستهدفين منازل المواطنين والممتلكات العامة والخاصة. تطورات الجبهات الأخرى وفي تطورات الجبهات الأخرى بمحافظة تعز، تجددت أمس المواجهات في منطقة الكدحة بمديرية المعافر، ومحيط قرية الصيار بمديرية الصلو، وتبة الدفاع الجوي، غرب مدينة تعز، مركز المحافظة. وذكرت مصادر محلية أن الجيش واللجان تصدوا لمحاولة زحف المرتزقة صوب قرية الصيار بمديرية الصلو، فيما أصيبت امرأة واثنان من أطفالها في قصف مدفعي لمرتزقة العدوان استهدف منطقة الحود بذات المديرية. غارات انتقامية ونفذ طيران تحالف العدوان السعودي، أمس، نحو 40 غارة على محافظة تعز، نالت مديرية المخا نصيب الأسد منها. وطبقاً لمصادر أمنية فقد استهدف الطيران مديرية المخا ب27 غارة قصف خلالها مدينة وميناء المخا ومنطقة يختل وجبل النار، فيما استهدف بخمس غارات شبكة الاتصالات في مفرق المخا مع مديرية موزع ودمرها بشكل كامل، بالإضافة إلى قصف ذات الطيران بخمس غارات مدارس العمري بمديرية ذوباب، وغارة على جبل الروي الإستراتيجي بمديرية المعافر، وألقى قنابل ضوئية في سماء مديرية الوازعية. صراعات العملاء وجرائمهم وفي سياق الصراعات بين الفصائل المسلحة الموالية للعدوان السعودي بمدينة تعز –مركز المحافظة- تواصلت، أمس، الاحتجاجات وقطع الطرقات وسط المدينة من قبل مسلحين ضمن من يطلقون على أنفسهم مصطلح "المقاومة" الممولين من قبل العدوان. مصادر محلية في مدينة تعز، أفادت "اليمن اليوم" بأن المسلحين قاموا، أمس، بقطع شارع جمال والتحرير الأسفل، وسط المدنية، وإحراق الإطارات وإطلاق الأعيرة النارية في الهواء، احتجاجاً على عدم ضم أسمائهم إلى كشوفات ما يسمى ب "الجيش الوطني" الموالي للعدوان. وذكرت المصادر أن المحتجين قاموا أيضا بإجبار أصحاب المحال التجارية على إغلاقها وإثارة الرعب بين الأهالي، ورددوا شعارات منددة بقياداتهم "المرتزقة" متهمين إياها بالتمييز وضم عناصر من القاعدة وآخرين موجودين خارج اليمن، معظمهم من حزب الإصلاح، إلى كشوفات مرتبات الموالين للعدوان. وأمس الأول، شهدت المدينة، احتجاجات مماثلة من قبل مسلحي المرتزقة، مطالبين بضمهم إلى كشوفات المرتبات وترقيمهم ضمن الجيش الذي شكله العدوان. وطبقاً للمصادر فإن الكشوفات تضم 30 ألف شخص في ما يسمى ب "الجيش" بالإضافة إلى 10 آلاف شخص في الأمن بمحافظة تعز، معظمهم من حزب الإصلاح. وفي السياق أقدم مسلحون آخرون على نهب سيارة "دينة" تابعة لمجموعة شركات هائل سعيد أنعم، بمدينة تعز. ووفقاً للمصادر فإن المسلحين قاموا بالتقطع للسيارة ونهبها مع حمولتها من البضائع واقتيادها إلى منطقة عصيفرة، وبعد ذلك تدخلت وساطة قامت بها قيادات في محور تعز، لاستعادة السيارة وحمولتها، إلا أن المسلحين أعادوا السيارة وأخذوا الحمولة المقدرة ثمنها بمبلغ 5 ملايين ريال، وقالوا إنهم أقدموا على ذلك بسبب عدم ترقيمهم ودفع مرتباتهم. وفي ذات السياق شهدت مدينة تعز، أمس، تظاهره ضد ما تسمى (كتائب أبو العباس) السلفية، على إثر حرب الشوارع بين مسلحي ذات الكتائب وآخرين من حزب الإصلاح يقودهم غزوان المخلافي بتاريخ 24 يناير المنصرم، والتي نتج عنها تفجير مقر الأمن السياسي واقتحام مبنى المحافظة وإدارة الأمن ومبنى وسجن البحث الجنائي، والسيطرة على قلعة القاهرة من قبل مسلحي السلفيين. التظاهرة قام بها، أمس، مجاميع من أبناء جبل صبر وما يسمى بكتائب "صقور الجبل" الموالين للعدوان، حيث تم تشييع جثمان الجندي حلمي الأسعدي الذي قُتل بنيران مسلحي أبو العباس، لحظة اقتحامهم إدارة أمن المحافظة. وجابت التظاهرة منطقة الباب الكبير "معقل أبو العباس" وقلعة القاهرة والأحياء الجنوبية من المدينة، مرددين هتافات "لا إله إلا الله، أبو العباس عدو الله"، فيما قام الأخير "أبو العباس" بنشر مدرعات وأطقم عسكرية أمام مدخل الباب الكبير وعدد من الأحياء الواقعة تحت سيطرته.