نجح الربيع العربي وتداعياته في تدمير خمس دول عربية، وهدم معالمها الأثرية والتاريخية التي يصعب إعادتها، كذلك تدمير مدن بكاملها، ومنشآت تم بناؤها خلال 100 عام، وقتل قرابة "مليون عربي" وشرد أكثر من 14 مليون إنسان، ومزق النسيج الاجتماعي، ونشر ثقافة القتل والكراهية والانتقام.. بحسب تقارير الأممالمتحدة عن التقديرات الأولية لإعادة إعمار ثلاث دول عربية بلغت ألف مليار وثلاثمائة مليون دولار في سوريا، اليمن، ليبيا: سوريا 350 مليار دولار، اليمن 200 مليار دولار، ليبيا 480 مليار دولار.. العراق موضوع آخر ترامب يقول خسائرنا في العراق 3 تريليون دولار، فكم تبلغ تكاليف إعادة الإعمار؟! الشركات التي سوف تقوم بإعادة الإعمار في دول "الربيع العربي" شركات أمريكية وبريطانية وإسرائيلية تحت غطاء أمريكي أوروبي، وسوف تتسع دائرة الفائدة بين الدول الأوروبية، أما الشركات الصينية والروسية عليها تقبُّل الخسائر بروح رياضية وتتعايش مع الصراع القادم معايشة حسنة...! تركزت ثورات "الربيع العربي" عبر إعلامها المُعد سلفاً على الفساد والفقر وانعدام الحريات. لم يتطرقوا إلى (الهيمنة الغربية أو الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين) لأن الشارع العربي لو تم تحريكه في هذا الاتجاه ربما تغيرت خارطة المنطقة في اتجاه مخالف لما يريده صناع الربيع العربي. حقيقة تلك الثورات كما هي في مشاريعهم وتصريحات مخابراتهم عبارة عن "مشروع لإسقاط الدول العربية المستهدفة" من خلال تحريض الشارع العربي ضد الحكومات العربية التي كانت مدعومة من الغرب؛ لأنهم أصبحوا في نظرهم يشكلوا تهديداً حقيقياً للنظام الإستراتيجي العالمي، ويعرفوا جيداً ما يدور في دهاليز حكومات العالم الخفية. وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية أبو الغيط الربيع العربي ب(الدمار العربي) الذي دمَّر دولا عربية تم بنائها خلال مائة عام، وخلال ست سنوات تم تدمير تلك الدول. وفِي تقرير للأمم المتحدة قالت فيه: إن الاحتجاجات التي شهدتها عدة دول عربية في منطقة الشرق الأوسط خلال ما يعرف ب"الربيع العربي" كبدت المنطقة خسائر بلغت 614 مليار دولار منذ عام 2011. حتى عام 2015 هذه الانتفاضات التي بدأت في تونس أطاحت "بزعماء أربع دول عربية"، وأدت إلى حروب وفوضى وعنف بدرجات متفاوتة في ليبيا وسورياواليمن. الشارع اليمني لا يختلف كثيراً عن الشارع العربي عانى الكثير من فساد الجهاز الإداري والقضائي، وظلم جهاز الأمن الذي كان مجرد عصا بيد الدولة وأصحاب النفوذ لم يكن للمواطن العادي مكان في قوانين العسكر في أغلب الأحيان. السداد الأعظم في اليمن كان يُدرك أن جزءا كبيرا من الثروات يتم تقاسمها بين مراكز القوى المهيمنة في البلد في المقابل تم تهميش الأسر الكريمة، والعريقة في مختلف المناطق، هذا التجاهل من قبل الحكومة دفع الكثير من تلك الأسر إلى الوقوف ضد الحكومة، والخروج إلى الشارع انتقاماً من النظام، وليس إيماناً "بالربيع العربي". وبعد مرور ست سنوات عرف العالم أكذوبة "الربيع العربي" حتى البسطاء الذين خدعوا حينها، لم يكونوا راضين عن الأنظمة العربية أدركوا جميعاً حقيقية المُخطط ولسان حالهم يقول ليتنا بقينا في تلك المعاناة أفضل من الخراب والجوع، والدمار والتشرد والموت الذي أخذ منا أعزاء لنا كنّا نبني معهم أحلاما لم تتحقق. بعد كل ذلك نستطيع القول لمن يؤيد الربيع العربي المشؤوم "إن من أصعب الصعاب توضيح ما هو واضح"..!! @@@@@@@@@@@@@@@