11 فبراير.. من هنا كانت البداية خرج الشباب بحلم ثورة تحقق مطالبهم مندفعين نحو التغيير، وكان الشباب يتساءل ما الذي يتوجب علينا فعله لتنفيذ هذا التغيير وتكون ثورة ممثالة لثورات الربيع العربي في تونس ومصر؟ فأجابتهم مكرفونات المساجد وأخرى عُلقت على ساحة الجامعة ليصدح صوت الماكرين "إسقاط النظام" ونصبت الخيام واللوحات المكتوب عليها "ارحل" فهتف من تواجد هناك "ارحل" وسميت بساحة تغيير، وبهذا ظنوا أن التغيير آت. لا أعلم لماذا يحتفي البعض بذكرى 11 فبراير وما هو الانجاز الذي حققته هذه النكبة؟ وكيف لازالوا مؤمنين بأنها ثورة، 11 فبراير هي من أتاحت للحوثيين (أنصار الله) اول دخول إلى صنعاء. أول مشاركة سياسية واجتماعية رسمية في صنعاء لأفراد تنظيم القاعدة كانت في 11 فبراير بعد أن نُصبت خيمة خاصة بهم في الساحة. حظي التجمع اليمني للإصلاح المؤيد والمشارك بالعدوان على اليمن وتدميرها منذ عامين..على نصيب كبير من السلطة التي وصلوا لها عبر دماء الشباب وذلك بسبب 11 فبراير..هذا من يحمل الإصلاح السبب لما وصلنا له اليوم. تسليم السلطة الاضطراري لعبده ربه كرئيس للدولة جاء بسبب سخط 11 فبراير.. تفكيك الجيش وإضعاف الجهاز الإداري للدولة جاء بعد 11 فبراير.. الانقلاب على الديمقراطية ورفض القبول بالطرف الآخر جاء ب11 فبراير.. أول صاروخ انفجر في صنعاء كان على جامع النهدين كمحاولة اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح كان أحد أحداث 11 فبراير.. أول دماء يمنية سالت على الرصيف بشأن نزاع سياسي جاءت بعد 11 فبراير.. تزعزع الأمن وحالات الطوارئ وأصوات الرصاص وعمليات الاغتيالات المتتابعة لم تكن إلا تداعيات 11 فبراير.. مخطط تقسيم اليمن كان أحد مخرجات 11 فبراير.. والكثير الكثير من المصائب التي توالت على هذا الشعب وهذا الوطن بعد أحداث فبراير 2011 المشؤوم والتي وصلنا بسببها إلى ما نحن عليه اليوم، ولازال البعض يتفاخر كونه أحد المشاركين في هذه النكبة وكله إصرار أنها ثورة ستتجدد!! عزيزي الفبرايري المتفاخر بكونك ساذجا هل حاولت أن تسأل نفسك بكل جدية إذا كانت ثورة حقيقة وليست مؤامرة لتدمير اليمن بالرغم من معرفتك للأوضاع وحال بلادنا من بعد 11 فبراير إلى اليوم. إلا أنك تتجاهل هذا الإثبات! وإذا رأيت نفسك ضحية للمتسلقين الذين وصلوا لهدافهم التي حققتها تضحياتك والشباب أمثالك، اسأل نفسك مرة أخرى لماذا لا زلت متمسكاً بانتمائي إلى هذه النكبة وإذا لم تجد إجابة فانظر إلى حال وطنك اليوم وستدرك ما سببته أحداث فبراير، سترى نفسك ساذجا للغاية وهذا لا يهم المهم أن لا تبقى على سذاجتك. توكل كرمان في تركيا حصلت بعد أحداث فبراير على جائزة نوبل للسلام وكانت واضحة جداً مطالبها، فنوبل للسلام وقناة تبث من تركيا والعقار والتجارة التي تملكتها بعد فبراير هي أهدافها التي شاركت لأجلها بعد 11 فبراير، فلها الحق أن تقول ثورة تتجدد ولا عتب عليها إن قالت الثورة مستمرة فمصلحتها مستمرة أيضاً. محمد اليدومي يعيش برفاهية وترف في أحد فنادق الرياض يعطي الإحداثيات لقتل أبناء وطنه، ويستلم مقابل عمالته مبالغ طائلة من السعودية ولا يشهد القتل والدمار الذي يحدث في وطنه اليوم، وليس متضرراً من كل هذا فله الحق أن يقول ثورة تتجدد.. والكثير ممن كانوا يقفون خلف الشباب في المسيرات ليدفعوهم للموت في سبيل تنفيذ أجندتهم الخاصة يطلقون عليها ثورة لأنها حققت مطالبهم وأجندتهم فلذلك يقولون ثورة تتجدد.