حذرت مصادر طبية من انتشار شحنات من الأدوية المخدرة "أدوية التخدير" في الأسواق المحلية، وبشكل ينذر بكارثة جراء تداولها في الصيدليات دون أي رقابة من الجهات المختصة بوزارة الصحة. وأوضحت المصادر أن كميات كبيرة من الأدوية المخدرة دخلت البلاد باسم وزارة الصحة بدون جمارك ومعفية من الضرائب وجميع الرسوم إلا أنها لم تورد إلى مخازن الوزارة وإنما إلى مخازن بعض التجار، الذين أنشأوا مؤخراً شركات لهذا الغرض. وحصلت "اليمن اليوم" على وثائق تثبت دخول 6 حاويات "40 قدما" محملة ب24 صنفاً من الأدوية البشرية ومن ضمنها أدوية مخدرة ومؤثرات عقلية تصل قيمتها إلى مليونين و400 ألف دولار، ولا تقل قيمة بيعها عن 6 ملايين دولار، لم يخسر التجار الذين وُردت إلى مخازنهم ريالا واحدا من قيمة هذه الشحنة التي دخلت باسم الوزارة. وتشير الوثائق إلى مجموعة من أصناف الأدوية المخدرة، بينها مخدر "بي ثي دين" بعدد 45 ألفا و810 أمبولات، ومخدر "ديزبام" بعدد 500 ألف و800 أمبولة، ومخدر "ميدازولام" بعدد 50 ألفا و880 أمبولة، بالإضافة إلى أصناف أخرى بكميات مهولة. وأكدت مصادر طبية أن هذه الكميات من أدوية التخدير الإيرانية تفوق احتياج بلادنا لسنوات عدة في الجانب الطبي، مشيرة إلى أن بيعها بهذا الكم في الصيدليات والأسواق دون رقابة من الصحة يعد خطورة كبيرة، مشددة في نفس الوقت، أن هذه "المخدرات" ممنوع بيعها مباشرة للزبائن في الصيدليات ولا يسمح باستعمالها سوى في المستشفيات الحكومية، خصوصاً وأن بعضها تستخدم كنوع من المخدرات الخطرة والإدمان والتي تتسبب جرعة زائدة منها بالوفاة المباشرة، وهو ما ينذر بكارثة وسط المجتمع وخصوصاً وسط الشباب. إفراج رسمي كمية الوثائق التي حصلت عليها "اليمن اليوم" بخصوص هذه الشحنة، تحتوي على مذكرة من قطاع التخطيط في وزارة الصحة موجهة إلى مدير عام الهيئة العليا للأدوية بتاريخ 23 أغسطس 2016م، وهي عبارة عن مطالبة بالإفراج عن شحنة الأدوية المخدرة التي أشارت الوثيقة إلى أنها خاصة "بالمتضررين من الأحداث" تحتوي المذكرة على توجيه من مدير عام الهيئة، حينها، إلى إدارة المخدرات في الهيئة، بالإفراج عن الكمية من الأدوية "المؤثرة والمخدرة" كونها "هبة للجرحى". تفتيش ومصادرة من جهتنا في "اليمن اليوم" تواصلنا مع وكيل وزارة الصحة لقطاع الطب العلاجي، الدكتور ناصر العرجلي، الذي أكد دخول شحنة الأدوية المؤثرة والمخدرة على متن 6 حاويات تحت مسمى معونات وهبات للشعب اليمني عبر وزارة الصحة. وقال العرجلي: "تم إدخال هذه الشحنة عبر أشخاص كانوا في قطاع التخطيط بوزارة الصحة، دون علم قيادة الوزارة أو القطاع المعني بهذا الأمر وهو قطاع الطب العلاجي"، لافتا إلى أن قطاع الطب العلاجي لم يعلم بهذه الشحنة "لا من قريب ولا من بعيد". وشدد العرجلي على أن الطب العلاجي هو المسؤول عن دخول واستقبال الأدوية والمعونات العلاجية لليمن، مشيراً إلى أن الكمية المذكورة التي دخلت على أساس أنها معونات مقدمة للصحة، لم تورد إلى مخازن الوزارة والطب العلاجي المعني بالأمر. الدكتور ناصر العرجلي أكد في سياق حديثة ل"اليمن اليوم" أن قيادة الوزارة ممثلة بالوزير الدكتور محمد سالم بن حفيظ تولي هذه القضية جل اهتمامها وقد تم تشكيل لجنة للنزول إلى الصيدليات والمخازن والأسواق الدوائية، للتفتيش على هذه الأدوية ومصادرتها والتحفظ عليها في مخازن وزارة الصحة التي ستتولى بعد ذلك صرفها مجاناً للمرضى وبحسب احتياجات المستشفيات الحكومية لذلك، وكذلك سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مرتكبي تلك المخالفات، لافتاً إلى أن اللجنة التي ستكون بإشراف منه، ستبدأ النزول إلى الأسواق اليوم الثلاثاء أو غداً الأربعاء. وأكد العرجلي أن شحنة الأدوية المذكورة تحوي أصنافا "مخدرة وخطيرة وتداولها بهذا الشكل يعد جريمة كبرى يعاقب عليها القانون".