واصل حلف العدوان السعودي، أمس، جرائمه بحق المدنيين في الساحل الغربي، بالتزامن مع الضربات الموجعة التي يوجهها الجيش واللجان الشعبية في ذات الساحل والجبهات الأخرى بمحافظة تعز وتلك الواقعة إلى الشريط الإداري مع محافظة لحج، مضيفاً إلى رصيدهم المزيد من القتلى والجرحى، ومن جهة أخرى زادت بشكل كبير حالات الانفلات الأمني وعمليات القتل والاغتيالات في الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل الموالية للعدوان بمدينة تعز، مركز المحافظة. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر محلية، بأن طيران العدوان السعودي نفذ أمس عدة غارات استهدفت مناطق متفرقة في مديرية مقبنة التي كانت تشهد مهرجاناً جماهيرياً للعشرات من أبناء تعز. وأشارت المصادر إلى أن إحدى الغارات استهدفت سيارة مواطنين مشاركين في المهرجان ما أدى إلى استشهاد جميع من فيها وعددهم 6 وتفحمت جثثهم بشكل كامل، نافية ما تناولته وسائل الأعلام الموالية للعدوان بأن الغارة استهدفت موكب محافظ المحافظة الأستاذ عبده الجندي. وأكدت المصادر أن الشهداء الستة جميعهم مدنيون قدموا إلى مقبنة للمشاركة في المهرجان، واستهدفتهم طائرة العدوان لحظة مغادرة ساحة المهرجان بعد انتهاء الفعالية، موضحة بأن المحافظ الجندي كان قد غادر مع مرافقيه. وشهدت منطقة البرح بمديرية مقبنة، صباح أمس، مهرجاناً جماهيرياً نظمته قيادة المحافظة والسلطة المحلية بالمديرية، رفضاً للعدوان ووفاءً للشهيد الشيخ محمد هائل سنان، مدير مديرية مقبنة، وإعلاناً للنفير العام ضد الغزاة والمرتزقة. حضر المهرجان المحافظ عبده الجندي وقائد المنطقة الرابعة أبو علي الحاكم، وقيادات في السلطة المحلية وشخصيات اجتماعية وعشرات المواطنين. يذكر بأن الشيخ محمد هائل سنان مدير مديرية مقبنة، استشهد بتاريخ 20 فبراير الماضي، جراء غارة جوية استهدفت سيارته في جبل النار شرق مدينة المخا. وشملت الغارات التي شنها، أمس، طيران العدوان السعودي على مديرية مقبنة وبلغت في مجملها 8 غارات، مناطق "البهلول، وجوار محطة الكهرباء، واللصبة ومحطة الشيبري والعريش. وقبيل ذلك بساعات قليلة استشهد 4 مواطنين بغارة لطيران العدوان استهدفتهم في قرية الثوباني، جنوب جبل النار بمديرية المخا. وطبقاً لمصادر محلية فقد قصف طيران العدوان شاحنة خضروات على الطريق العام بقرية الثوباني ما أدى إلى تدميرها واستشهاد السائق و3 أشخاص كانوا على متنها. وتأتي هذه الجرائم بعد يوم من مجازر مماثلة ارتكبها ذات الطيران بحق المدنيين والمسافرين ولاجئين صوماليين في الساحل الغربي، حيث قصف الطيران 5 شاحنات تحوي "خضروات وأرز وأسمنت وقمح" في الخط العام بمديرية التحيتا، محافظة الحديدة متسبباً باستشهاد سائقيها ومرافقيهم، فيما استشهد 5 مواطنين بقصف الطيران سيارة نوع "باص" كانوا على متنها في ذات الطريق، كما استشهد وفقد 7 صيادين وجرح 8 آخرون بغارة استهدفت قاربهم قبالة مديرية الدريهمي بالحديدة، بخلاف الشهداء والجرحى من اللاجئين الصوماليين الذين استهدفتهم مروحية الأباتشي التابعة للعدوان أثناء مرور سفينتهم قبالة الحديدة في طريقها من مخيم خرز بمحافظة لحج إلى السودان، مودية بحياة 44 وإصابة 25 ونجاة 70 آخرين. اللجنة الدولية للصليب الأحمر وفي السياق وضمن ردود الفعل الدولية على مجزرة اللاجئين الصوماليين التي ارتكبها طيران العدوان السعودي في وقت متأخر من مساء الخميس، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن إصابتها بالصدمة جراء الهجوم الذي شُن على سفينة مدنية تحمل حوالي 150 شخصاً، لاجئين صوماليين، من بينهم نساء وأطفال، قبالة ميناء الحديدة. وقالت اللجنة في بيان صادر عنها، إن الهجوم خلف 33 قتيلاً و29 جريحاً، بينما لا يزال ركاب آخرون في عداد المفقودين وتتكفل السلطات المحلية برعاية غيرهم من الناجين، وقد وصل موظفو اللجنة الدولية إلى الميناء لمساعدة الناجين وتقديم الدعم للمستشفيات المحلية. وقال السيد "إيريك كريستوفر ويس"، مندوب اللجنة الدولية الذي وصل إلى مكان الحادث: "لقد كان مشهداً يدمي القلوب. رأيت العديد من الرجال والنساء والأطفال ما بين قتيل ومصاب بجروح خطيرة. وقال لنا الناجون إن العديد من الركاب لاجئون من الصومال أو اليمن، كانوا يفرون من النزاع." وذّكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالقانون الدولي الإنساني الذي يؤكد عدم الهجوم على المدنيين، مشيرة إلى أنه "يجب أن تبذل الأطراف المتحاربة كل ما في وسعها للتحقق من أن الأهداف المتوخاة أهداف عسكرية". ويجب أيضاً أن تتخذ كل التدابير الممكنة للبحث عن الجرحى والمرضى والغارقين وجمعهم وإجلائهم. وقال السيد "دومينيك ستيلهارت"، مدير دائرة العمليات باللجنة الدولية: "ندين هذا الهجوم بشدة، ونشعر بالأسى لوقوع هذه الخسائر الأليمة في الأرواح. لقد كان هؤلاء الأشخاص يفرون من النزاع بحثاً عن السلامة وعن حياة أفضل. ندعو الأطراف المتحاربة إلى إجراء تحقيق فوري في ما حدث". مستجدات المعارك إلى ذلك واصل، أبطال الجيش واللجان الشعبية عملياتهم النوعية والضربات الصاروخية ضد الغزاة ومرتزقتهم في الساحل الغربي وعدد من الجبهات الأخرى بتعزولحج. مصادر عسكرية ميدانية، أفادت "اليمن اليوم" بأن القوة الصاروخية للجيش واللجان استهدفت، أمس، بصارخ محلي الصنع من طراز "صمود" تجمعاً للمرتزقة وآلياتهم في موقع الدفاع الجوي، 10كم شرق مدينة المخا، مشيرة إلى أن الصاروخ أصاب هدفه بدقة واشتعلت النيران بكثافة في الموقع بالإضافة إلى اندلاع انفجارات كبيرة في مخزن للأسلحة بذات المكان. وتأتي هذه العملية بعد يوم من استهداف تعزيزات كبيرة للمرتزقة وصلت، الخميس، إلى شرق المدينة، قبل أن يباغتها صاروخ باليستي وصاروخ أورغان، مكبدين الغزاة والمرتزقة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وفي السياق نفذ الأبطال عمليات هجومية خاطفة للمرتزقة شمال مدينة المخا، وأوقعوا فيهم قتلى وجرحى، من بين القتلى، وفقاً لمصدر عسكري، قائد ميداني يدعى محمد عبدالحق الحوشبي، ومرافقيه. وقصفت مدفعية الجيش واللجان تجمعات لآليات ومرتزقة العدوان، غرب جبل حوزان، الواقع شمال مديرية ذوباب، وبالقرب من منطقة الجديد بذات المديرية، وتم تدمير آلية للمرتزقة ومصرع طاقمها في الجديد، بخلاف الخسائر الأخرى في صفوف المرتزقة والياتهم غرب جبل حوزان. ونفذت البوارج الحربية للعدوان قصفاً هستيرياً على مناطق متفرقة في يختل ومحيطها وعدد من المزارع، شمال مدينة المخا، بالتزامن مع سلسلة غارات جوية للمقاتلات الحربية ومروحيات الأباتشي استهدفت جبل النار وعدداً من التباب المجاورة له، شرق المدينة، وقرية يختل ومنطقة الزهاري، شمال المدينة، ومعسكر خالد ومفرق المخا بمديرية موزع، وجبل حوزان ومعسكر العمري بمديرية ذوباب. وفي جبهة كهبوب، شمال شرق باب المندب، لقي قائد ميداني للمرتزقة مصرعه مع 8 آخرين من مرافقيه أثناء استهداف مدرعتهم بصاروخ حراري، جنوب كهبوب. وقال ل" اليمن اليوم" مصدر عسكري إن العقيد المرتزق ناصر الهريش قُتل مع مرافقيه ودُمرت آليتهم العسكرية بشكل كامل. وتتبع جبال كهبوب الاستراتيجية مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج، وتقع ضمن محور "باب المندب-المخا". في غضون ذلك دمر الجيش واللجان آلية للمرتزقة كانت متمركزة أسفل تبة علقة بأطراف منطقة الكدحة التابعة لمديرية المعافر بمحافظة تعز، فيما سقط قتلى وجرحى من المرتزقة بقصف مدفعي استهدف تجمعاتهم في جبل جرة وعصيفرة بمدينة تعز، مركز المحافظة، بالتزامن مع خسائر في صفوف المرتزقة جراء تجدد المعارك في منطقة الشق، شرق جبل صبر، ومديرية الصلو. جديد تناحر العملاء تصفيات بين المرتزقة وقتل خارج القانون تطال تجاراً ومواطنين من جهة أخرى تعيش الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة الموالية للعدوان السعودية في مدينة تعز، حالة من الانفلات والخوف والرعب، جراء تزايد عمليات قتل مواطنين وتجار، والتصفيات والتناحرات بين تلك الفصائل. وفي هذا الصدد، أقدم أحد المسلحين في ما تسمى "المقاومة" على قتل نجل مالك مطعم وإصابة مواطنين آخرين جراء رفض مالك المطعم تسليمه حبة دجاج دون أن يدفع ثمنها. وذكرت مصادر محلية أن المسلح أطلق النار على المطعم الواقع بالقرب من مستشفى الثورة، ظهر أمس الأول "الجمعة" ما أدى إلى مقتل الطفل "بكر محمد الصبري 13 عاماً" أمام مرأى والده وإصابة اثنين كانا بجانبه أحدهما يرقد حاليا في العناية المركزة بمستشفى الثورة. ويقع حي مستشفى الثورة بمدينة تعز تحت سيطرة مسلحي حزب الإصلاح الموالين للعدوان. ومساء الخميس أطلق مسلحان يستقلان دارجة نارية النار على أحد الشباب أثناء تواجده مع رفاقه في جولة الإخوة، ما أدى إلى وفاته على الفور، فيما لاذ الجناة بالفرار. وفي ذات اليوم قُتل شاب يدعى "ماجد الشريحي" برصاص جنود نقطة عسكرية تابعة لكتائب أبو العباس "السلفية" في نقطة الهنجر، غرب المدينة. والقتيل يعد أحد الشباب المنضوين في ما تسمى "المقاومة". يأتي هذا فيما واصل تجار الجملة في حي الحصب، غرب المدينة، أمس، إغلاق محلاتهم والإضراب عن العمل، لليوم الثالث على التوالي، إثر مقتل أحد زملائهم على أيدي عصابة مسلحة موالية للعدوان. وطبقاً لمصادر محلية فقد أطلق 3 مسلحين النار على التاجر إبراهيم الشرعبي، في حي الحصب، مقابل معرض سيارات الزعيمي، عصر الأربعاء، بسبب رفضه إعطاءهم مبلغا ماليا حاولوا ابتزازه منه بقوة السلاح، فأردوه قتيلاً أمام مرأى ومسمع المواطنين المارة. والخميس الماضي، أيضاً، اعتدى مسلحون موالين للعدوان على مشرف مشروع الإغاثة في مدينة تعز والتابع لمنظمة اليونيسف، ما دفع المنظمة إلى سحب لجانها والتهديد بإيقاف المشروع. وأشارت المصادر إلى أن المنسق الميداني لتوزيع الإعانة الشهرية المقدمة من اليونيسف، علي سعيد المقرمي، تعرض وفريقه للاعتداء ، وتمت محاصرة منزله في حي زيد الموشكي من قبل مسلحين يتبعون شخصاً يدعى باسم مهيوب المخلافي. وأوضحت أن الاعتداء تم لرفض المقرمي إضافة المخلافي ومسلحيه ضمن البرنامج المخصص للأسر المحتاجة. التصفيات بين العملاء وفي سياق التصفيات المتبادلة بين الفصائل الموالية للعدوان، اغتال مسلحان يستقلان دراجة نارية أحد أفراد كتائب حسم "السلفية" في منطقة سوق الصميل، وسط مدينة تعز، بينما، نجا قائد ما تسمى "المقاومة" الموالية للعدوان في مديرية الصلو ويدعى مجيب الرحمن عبدالقوي الصلوي، من عملية اغتيال نفذها أحد المسلحين في منطقة الصعيد بذات المديرية، بإطلاق النار على سيارة الصلوي ما أدى إلى إصابة نجله صبر ومدير المديرية الموالي للعدوان العقيد محمد حمود، وانقلاب السيارة التي كانوا على متنها.
