تحول الشريط الساحلي الغربي لمحافظة تعز إلى وحل يستحيل على الغزاة ومرتزقتهم النجاة منه، فما تكبده العدوان والمرتزقة من خسائر في الأرواح والعتاد العسكري بهذه الجبهة خلال أقل من شهرين، يفوق ما تكبدوه في ذات الشريط على مدى 2016م والأشهر الثلاثة الأخيرة من 2015م. وفي جديد محارق الغزاة والمرتزقة في هذا الشريط، واصل أبطال الجيش واللجان الشعبية، أمس، العمليات النوعية، في جبهات المخا وذوباب. وأوضحت مصادر عسكرية ميدانية في جبهة المخا ل"اليمن اليوم"، أن الجيش واللجان شنوا فجر أمس، هجوماً على تجمع للمرتزقة والياتهم العسكرية غرب قرية "الثوباني" الواقعة جنوب جبل النار، وتكلل الهجوم بدحر المرتزقة من الموقع وتدمير آلية واغتنام كمية من الأسلحة والذخيرة وإيقاع قتلى وجرحى من المرتزقة، فيما لاذ البقية بالفرار باتجاه حي البليلي، شرق المدينة. وذكرت المصادر أن المرتزقة حاولوا التقدم مجدداً في الأجزاء الغربية لجبل النار مظللين بمروحيات الأباتشي، إلا أن الأبطال تصدوا لهم وأجبروهم على التراجع موقعين فيهم قتلى وجرحى وخسائر إضافية في العتاد العسكري، مشيرة إلى أن زحف المرتزقة تم بإسناد من مروحيات الأباتشي وسلسلة غارات نفذتها المقاتلات الحربية واستهدفت جبل النار ومعسكر خالد بن الوليد ومفرق المخا مع مديرية موزع ومناطق متفرقة في المخا. ووزع الإعلام الحربي، أمس، مشاهد جديدة لتدمير مدرعتين والية عسكرية للمرتزقة شرق المخا. وتظهر المشاهد استهداف آلية كانت ضمن رتل عسكري للمرتزقة وبجوارها عناصر من المرتزقة، حيث أدت الضربة إلى تدميرها ومصرع طاقمها، كما أحدثت الضربة هلعاً في صفوف المرتزقة، وأرغمتهم على الفرار من المنطقة خوف أن يلاقوا ذات المصير. وفي مشهد آخر تظهر مدرعة حديثة خلَّفها المرتزقة عقب فرارهم، أضرم الأبطال النار فيها. أما في المشهد الثالث فيتم إحراق مدرعة بالطريقة نفسها ، ويتم تصيد هذه المدرعات رغم تطورها ومتانتها. وتعد هذه المشاهد جزءا بسيطا من خسائر الغزاة والمرتزقة إثر عمليات نوعية ينفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية منذ أيام شرق مديرية المخا، فضلاً عن عمليات مماثلة شمال المخا تكللت بتطهير منطقة يختل. وعلى مدى 12 يوماً وحلف العدوان يدفع بمرتزقته مجاميع تتقدمهم عشرات العربات المدرعة والأطقم والدبابات، لمحاولة احتلال جبل النار الاستراتيجي، بغطاء جوي مكثف عبر المقاتلات ومروحيات الأباتشي وطائرات الدرونز، ورغم الفارق الكبير في التسليح والعدد والعتاد الذي يمتلكه المرتزقة وبين الجيش واللجان الذين يتحركون أفراداً بأسلحتهم المعروفة "القناصة، الرشاشات وقاذفات الكورنيت" إلا أن الأبطال استطاعوا دحر جميع زحوفات المرتزقة وتلقينهم دروساً لن ينسوها في الشجاعة والتكتيك العسكري، حيث تم خلال هذه الفترة ال12 يوماً، تدمير وإحراق وإعطاب نحو 60 آلية ما بين "مدرعات وأطقم ودبابات وناقلات جند" بخلاف عشرات القتلى والجرحى من المرتزقة باعتراف مصادر طبية في مستشفيات عدنالمحتلة. اشتباكات بين العملاء في غضون ذلك سقط قتلى وجرحى من المرتزقة جراء اشتباكات بين مسلحيهم في مدينة المخا. وذكرت مصادر محلية متطابقة ل"اليمن اليوم" أن مسلحين من حزب الإصلاح بقيادة عمر دوبلة، اشتبكوا مع آخرين بقيادة خالد يوسف العزيبي، وسقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين. ومن بين القتلى، وفقاً لذات المصادر، عمر دوبلة وشخص آخر من فصيل العزيبي ونحو 7 جرحى من الطرفين. وأشارت المصادر إلى أن سبب الخلاف بين الطرفين يعود إلى خلافات بينهم على منهوبات من منازل المواطنين في المدينة، بالإضافة إلى قيام دوبلة مع عناصره باقتحام مخازن القمح التي كان من المقرر توزيعها على المواطنين، فتصدى له مسلحو العزيبي واندلعت اشتباكات بالأسلحة المتوسطة بين العملاء المنقسم ولاؤهم للسعودية والإمارات. يذكر أن خالد العزيبي قامت الإمارات بتسليمه إدارة أمن مديرية المخا، الأمر الذي أثار غضب الطرف الآخر الموالي للسعودية، ممثلاً بعناصر حزب الإصلاح الذين انضموا للمرتزقة لحظة دخولهم المخا مطلع فبراير الماضي، ومارس الطرفان عمليات السلب والنهب لمنازل المواطنين وعمليات الاعتقالات التعسفية لعشرات الشباب من أبناء المخا، بعضهم لم يعرف مصيرهم حتى اللحظة. جبهة ذوباب وفي جبهات مديرية ذوباب، المحاذية لمديرية المخا من جهة الجنوب بذات الشريط الساحلي الغربي، لقن أبطال الجيش واللجان الشعبية، أمس، المرتزقة درساً جديداً في البسالة والتكتيك العسكري، مضيفين إلى رصيدهم كمية من الآليات المحترقة والجثث المتفحمة. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري، إن العدوان بعد أن فشل في تحقيق أي تقدم بالجبهات الشرقية والشمالية لمديرية المخا، حاولوا، أمس، إحداث اختراق مفاجئ في مواقع الجيش واللجان والتقدم نحو جبل "حوزان" شمال مديرية ذوباب، تحت غطاء جوي عبر المقاتلات الحربية ونيران السفن الحربية، لافتاً إلى أن الجيش واللجان تصدوا بقوة لهجوم المرتزقة وأفشلوا مخططهم في السيطرة على جبل "حوزان" وأجبروهم على التراجع بعد أن كبدوهم 4 مدرعات نوع "الأسطورة" وطقما عسكريا وعربة تحمل رشاش عيار 23، بالإضافة إلى اغتنام 3 آليات أخرى وإحداث مقتلة كبيرة في صفوف المرتزقة. وطبقاً للمصدر فقد قاد المرتزقة في هذا الهجوم، العميد عبدالغني الصبيحي، قائد ما يسمى ب"لواء زايد" الذي أنشأه العدوان، والذي كان أيضاً قائداً للمرتزقة بجبهة ذوباب، مطلع 2016م وتعرضت قواته، حينها، لانتكاسات كبيرة أمام الجيش واللجان الشعبية. وحصلت "اليمن اليوم" على أسماء 4 من قتلى المرتزقة خلال محاولتهم الزحف صوب جبل "حوزان" وهم (الملازم هواش فارع الكعلولي، عبده علي مشهور الأغبري، وثيق محمود زفيتي، محمود المليجي الكعلولي) وجميعهم من منتسبي ما يسمى "لواء زايد"، كما حصلت الصحيفة على أسماء عدد من الجرحى وهم: (معين عوض سويد، قائد علي العريم، محمود عبده طه، رشيد محمد حسين جبيحي) وجميعهم من أبناء المضاربة وراس العارة بمحافظة لحج. 40 غارة جوية وحاول حلف العدوان إسناد مرتزقته بسلسلة غارات جوية تجاوزت ال 40 غارة منذ مساء أمس الأول " الجمعة" وحتى عصر أمس السبت، استهدف خلالها جبال ومعسكر العمري وجبل حوزان بمديرية ذوباب، وجبل النار ومعسكر خالد ومفرق المخا ومنطقة النجيبة، بمديرية المخا، ووادي رسيان والكسارة بمديرية مقبنة، ومنطقة الكناية ووادي جسر الهاملي بمديرية موزع. وقصف الطيران بإحدى غاراته منزل المواطن عبده علي الجمالي القمري في وادي جسر الهاملي بمديرية موزع متسبباً باستشهاد 3 نساء، فيما استهدف بصاروخ لم ينفجر تجمعا للنساء حول بئر ماء في منطقة الكناية بذات المديرية. عودة المعارك في كرش وبعد أسبوع من الهدوء، عادت المواجهات العنيفة، أمس، إلى جبهة "كرش-الشريجة" بمديرية القبيطة. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري، بأن المعارك تجددت في جبهات غرب مدينة كرش، حيث حاول المرتزقة التسلل باتجاه تبة "باصهيب" والتبة "الحمراء"، تحت غطاء مدفعي مكثف. كسر زحف في المعافر في غضون ذلك اندلعت مواجهات عنيفة بين الجيش واللجان الشعبية وبين مسلحي الإصلاح والقاعدة والسلفيين في منطقة الكدحة بمديرية المعافر، إثر زحف فاشل للمرتزقة باتجاه قرية المزجاجة وجبل الخزان. كما دارت معارك مماثلة في محيط قرية الصيار، كبرى قرى مديرية الصلو، جراء محاولات متكررة للمرتزقة للتقدم نحو القرية.