تحول جبل النار، شرق مدينة المخا على الساحل الغربي لمحافظة تعز، إلى أشبه بكتلة لهب حارقة تشوي كل من يحاول الاقتراب منه وتحول مدرعاتهم إلى قطع متفحمة، مضيفاً إلى ردهات المستشفيات في عدنالمحتلة عشرات الجثث والأجساد المتفحمة. وفي تفاصيل اليوم الثالث والخمسين لرمح العدوان المنكسر في الشريط الساحلي الغربي لتعز، صد الجيش واللجان الشعبية، أمس، زحفين كبيرين للمرتزقة نحو جبل النار من جهة الغرب بعد ساعات من كسر زحف مماثل من جهة الجنوب وتطهير عدد من مواقع المرتزقة. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر عسكرية ميدانية، بأن حلف العدوان دفع، أمس، بالعشرات من مرتزقة تتقدمهم المدرعات الحديثة والأطقم العسكرية للزحف صوب جبل النار، من جهة الغرب، تحت غطاء مدفعي مكثف وإسناد جوي من قبل المقاتلات الحربية ومروحيات الأباتشي، ودارت معارك عنيفة عدة ساعات تكللت بكسر هجوم المرتزقة وتكبيدهم عشرات القتلى والجرحى. وأسفرت المعارك عن إحراق 4 أطقم عسكرية تحمل معدلات 12.7 بمن عليها من المرتزقة، وتدمير 3 مدرعات حديثة، وسقوط عدد كبير من المرتزقة قتلى وجرحى، بالإضافة إلى اغتنام منصة إطلاق صواريخ كاتيوشا فردية وكمية من الأسلحة والذخيرة، وإجبار من تبقى من المرتزقة على الفرار والعودة إلى مواقعهم. المصادر ذاتها أشارت إلى أن هذا الزحف للمرتزقة جاء بعد ساعات قليلة من زحف مماثل صوب جبل النار من جهة الجنوب، حيث نفذ المرتزقة في وقت متأخر من مساء، أمس الأول، زحفاً كبيراً غرب جبل النار، بالتزامن مع عملية "إغارة" للجيش واللجان على مواقعهم، وحدث التحام مباشر بين الطرفين عجزت خلاله مروحيات الأباتشي من إنقاذ مرتزقتها من نيران الجيش واللجان الشعبية، الذين تمكنوا بصمودهم وبسالتهم من التحكم بسير المعركة رغم الفارق الكبير في العدد والعتاد مقارنة بالترسانة الحربية التي يمتلكها العدوان ومرتزقته. وطبقاً للمصادر فقد نجح الأبطال في اختراق صفوف المرتزقة وتشتيتها والسيطرة على عدد من المواقع التي كانوا قد وصلوا إليها خلال الأيام الماضية، جنوب جبل النار، وإيقاع قتلى وجرحى في صفوهم، وإحراق 3 آليات بمن فيها، وتدمير مدرعة وآلية نوع "ونش". الزحفان الفاشلان للمرتزقة سبقها العدوان بغارات مكثفة من قبل المقاتلات الحربية لجبل النار ومعسكر خالد بن الوليد، بلغت منذ مساء أمس الأول وحتى ظهيرة أمس الثلاثاء نحو 30 غارة، بخلاف التمشيط المتواصل لتلك المناطق من قبل مروحيات الأباتشي. وكانت "اليمن اليوم" قد نشرت في تقريرها، الصادر أمس الثلاثاء، نقلاً عن مصادر عسكرية في ذات الجبهة، أن الجيش واللجان رصدوا تعزيزات كبيرة للمرتزقة وصلت السبت والأحد الماضيين إلى منطقة الخضراء، جنوب مدينة المخا، تمهيداً لنقلها إلى شرق المدينة ضمن الاستعداد لعملية زحف كبيرة صوب جبل النار. ودكت القوة الصاروخية للجيش واللجان، أمس الأول، عدداً من الآليات التابعة للمرتزقة بعد لحظات من وصولها إلى مواقع للمرتزقة شرق المدينة، وأسفر القصف عن تدمير 3 آليات للمرتزقة وسقوط طواقمها قتلى وجرحى. ومنذ الاثنين قبل الماضي الموافق (20 فبراير المنصرم) وحلف العدوان يدفع بمرتزقته لتنفيذ زحوفات فاشلة صوب جبل النار –شرق مدينة المخا-، غير مبالٍ بمحارقهم وأعداد القتلى والجرحى في صفوفهم. وفي الجبهة الشمالية لمدينة المخا وتحديداً جبهة "يختل" أفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري أن الهدوء ساد الجبهة، أمس الثلاثاء، فيما يواصل التحشيد للمرتزقة والآليات العسكرية من قبل العدوان بذات المنطقة. وكان الجيش واللجان قد دمروا، أمس الأول، مدرعتين للمرتزقة لحظة محاولة التمدد شمال يختل، الأمر الذي أجبر المدرعات الأخرى على الفرار والعودة إلى قرية يختل. في غضون ذلك، سقط قتلى وجرحى من المرتزقة ودُمرت آليات لهم بقصف صاروخي استهدفها في مديرية ذوباب المحاذية لمديرية المخا من جهة الجنوب. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن صليات من صواريخ الكاتيوشا استهدفت رتلاً عسكرياً للمرتزقة في منطقة الحريقية، محققة إصابات مباشرة في الآليات والأفراد، لافتاً إلى أن تلك الآليات كانت في طريقها لتعزيز مواقع المرتزقة في جبهة المخا. وإلى الشمال الشرقي من باب المندب، استهدف الجيش واللجان الشعبية بقذائف الهاون آليات عسكرية للمرتزقة حاولت التقدم نحو جبال كهبوب الإستراتيجية الواقعة في النطاق الجغرافي لمديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج، موقعين فيهم قتلى وجرحى. وعلى مدى 53 يوماً متواصلة والجيش واللجان ينفذون ضربات خاطفة وموجعة ضد المرتزقة وعتادهم العسكري على امتداد الشريط الساحلي من جنوب مديرية ذوباب، وحتى مدينة المخا. تطورات الجبهات الأخرى الجبهات الأخرى بمحافظة تعز، هي أيضاً لم تكن بعيدة عن انتصارات الجيش واللجان الشعبية، حيث تمكن الأبطال من تأمين تبة "السنمات" في منطقة الكدحة بمديرية المعافر، إثر معارك مع مسلحي الإصلاح والقاعدة والسلفيين أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف المرتزقة، فيما تم إفشال محاولة تسلل لعناصر من المرتزقة في محيط جبل هان، ومنطقة العنين بجبل حبشي، غرب مدينة تعز، بالتزامن مع صد محاولة مماثلة لعناصر أخرى من المرتزقة باتجاه منطقة الصيار بمديرية الصلو.