كسرت قوات الجيش واللجان الشعبية زحفاً جديداً وواسعاً على المخا تواصل منذ الخميس حتى مساء أمس، وكلف مرتزقة العدوان خسائر فادحة في الأرواح والآليات. وقال العقيد عزيز راشد -متحدث رسمي بأسم الجيش-في اتصال أجرته معه «اليمن اليوم» أمس إن ظروف المعركة أجبرت الجيش واللجان الشعبية على اتخاذ تكتيك يبطل مفعول الغطاء الجوي والبحري للعدوان، حيث تم الارتفاع إلى مواقع إستراتيجية وفق خطة لجر مرتزقة العدوان إلى كماشة محكمة في محيط المدينة. وأضاف أن طيران العدوان (الطيران الحربي ومروحيات الأباتشي) شكل جسراً جوياً، فضلاً عن القصف المتواصل من البارجات الحربية مستهدفة كل كائن متحرك في المخا وفق سياسة (الأرض المحروقة)، قبل أن تتقدم جحافل المرتزقة وتسيطر على مبنى إدارة الأمن في الأجزاء الشرقية لمدينة المخا. موضحاً أن معارك عنيفة دارت مساء أمس في محيط مبنى إدارة الأمن والمجمع الحكومي، بعد أن تمكن الجيش واللجان من استدراج المرتزقة إلى ما يشبه الكماشة، والانقضاض عليهم في محيط المبنيين، الأمر الذي أصابهم بحالة من التخبط فلجأوا إلى صنع انتصار وهمي من خلال التقدم في الخط الدائري صوب ميناء المخاجنوباً. وقلل العقيد راشد من أهمية تقدم مرتزقة العدوان السعودي صوب المخا في ظل السيطرة التامة للجيش واللجان الشعبية على كامل الجبال والتباب الإستراتيجية شرق المدينة، وتحديداً جبل النار ومعسكر خالد، وتواجدهم بقوة في بقية مناطق المخا، فضلاً عن السيطرة التامة على جبال العمري جنوباً. وتحدث ل«اليمن اليوم» شهود عيان عن نسف آليات واندلاع ألسنة اللهب في عربات مدرعة تابعة للمرتزقة حاولت التقدم في الطريق المؤدي إلى المدينة السكنية بغرض تطويق مدينة المخا. وفي وقت متأخر من المساء أكدت مصادر عسكرية ل«اليمن اليوم» دحر المرتزقة من مبنى إدارة الأمن والمجمع الحكومي إلى 3 كيلو شرق المدينة وتحديداً إلى الميزان المحوري وتكبدهم خسائر فادحة ويقع مبنى إدارة الأمن والمجمع الحكومية على المدخل الشرقي للمدينة. وعقب ذلك أكد مصدر عسكري لقناة المسيرة أن الجيش واللجان كسروا الزحف تماماً ودحروا المرتزقة حتى من مناطق الجديد والكدحة. وتأتي عودة المرتزقة مواصلة التقدم شمالاً وبمحاذاة البحر صوب مدينة المخا بعد فشلهم الأربعاء والخميس من التقدم شرقاً والسيطرة على جبل النار ومعسكر خالد، وكذا فشلهم في إحداث خرق في جبال العمري جنوباً. وبحسب المصادر العسكرية فقد لقي أكثر من 50 مرتزقاً مصارعهم وجرح العشرات بينهم 31 قتيلاً في معركة تبة الدفاع الجوي، وهي المعلومة التي أكدتها أيضاً وسائل إعلامية تابعة للحراك الجنوبي. وبالتزامن تصدى أبطال الجيش واللجان الشعبية لمحاولات المرتزقة التقدم صوب معسكر وجبال العمري شمال شرق مدينة ذوباب رغم الغارات المتواصلة وبمشاركة مروحيات الأباتشي. وقالت ل»اليمن اليوم» مصادر عسكرية ميدانية متطابقة إن الجيش واللجان تصدوا، أمس الجمعة وأمس الأول الخميس، بقوة لزحوفات جديدة نفذتها مجاميع كبيرة من مرتزقة العدوان صوب جبال العمري في مديرية ذوباب، والمناطق الجنوبية لمديرية المخا، المحاذية لذوباب من جهة الشمال، مشيرة إلى أن المرتزقة حاولوا التقدم بإسناد جوي مكثف صوب العمري بلغ نحو 48 غارة جوية احتوت في بعضها على قنابل عنقودية وفسفورية محرمة دولياً وأكثر من 30 صاروخا بينها صواريخ نوع كروز أطلقتها البوارج الحربية الراسية في الممر الدولي بالبحر الأحمر، على معسكر وجبال العمري المطلة على خط إمداد المرتزقة من باب المندب، جنوباً، إلى مناطق الجديد والكدحة، شمال المديرية. وأكدت المصادر أن الأبطال قصفوا بصليات من صورايخ الكاتيوشا تجمعات لآليات ومرتزقة العدوان لحظة وصولها مثلث ذوباب، محققة إصابات مباشرة في صفوفهم. انتقام جوي الخسائر المتتالية للمرتزقة في الأطراف الجنوبية لمديرية ذوباب، دفعت العدوان إلى الانتقام من خلال الاستهداف الجوي لمنازل المواطنين في مناطق متفرقة بالمديرية. وقال ل»اليمن اليوم» مصدر محلي مسؤول: إن 6 مواطنين استشهدوا وأصيب 7 آخرون صباح أمس، بغارات استهدفت منازلهم في منطقة العسيلة بقرية يختل، فيما استشهد أفراد أسرة المواطن سعيد شعنون بقصف جوي استهدف منزلهم بمنطقة واحجة الواقعة ما بين ذوباب والمخا. وأمس الأول «الخميس» استشهد مواطن وأصيب 7 آخرون بينهم امرأة بقصف طيران العدوان منازلهم في منطقة الخضيرة بالمخا. كما استشهد، أمس، 6 أطفال و3 نساء وأصيب 4 آخرون بغارات لطيران العدوان على منزل مواطن في منطقة الزويم بمديرية الوازعية، وفي تمام الساعة التاسعة مساءً استهدفت طائرات العدوان سيارة المواطن عبده راشد في منطقة «شعبو» بمديرية الوازعية على متنها 13 مسافراً ما أدى إلى استشهادهم جميعاً وتفحم جثثهم. جبهات الوازعية وعلى صلة بمعارك الشريط الساحلي الغربي لمحافظة تعز، حقق أبطال قواتنا المسلحة، الجيش واللجان الشعبية، انتصارات صادمة للعدوان ومرتزقته خلال ال48 ساعة الماضية. وفي هذا الصدد أفادت «اليمن اليوم» مصادر عسكرية ومحلية متطابقة، بأن الجيش واللجان تصدوا، الخميس، لمحاولة زحف نفذها مرتزقة العدوان من جبال الخزم والمنصورة في مرتفعات المضاربة ورأس العارة محافظة لحج صوب جبل الشبكة «الصيبارة» الواقع جنوب مديرية الوازعية، بغطاء جوي مكثف من قبل طيران العدوان، مشيرة إلى أن المرتزقة تقدموا إلى مقربة من الأطراف الجنوبية لجبل الشبكة، قبل أن يفاجأوا بصد عنيف من قبل الجيش واللجان الذين أجبروهم على التراجع إلى داخل المضاربة ورأس العارة، محمَّلين بجثث القتلى وأجساد الجرحى. وأكدت المصادر أن قائد المرتزقة ويدعى أحمد سيف الكريح، لقي مصرعه مع عدد من مرافقيه جراء انفجار لغم في العربة المدرعة التي كانت تقلهم جنوب الوازعية، كما تم تدمير طقم وعربة مدرعة بصواريخ موجهة لحظة الهجوم على جبل الشبكة. وساد هدوء نسبي ذات الجبهة، أمس الجمعة، عدا تنفيذ طيران العدوان أربع غارات استهدفت جبل الشبكة، بخلاف الغارات الأخرى التي شنها على الجبل، أمس الأول، والتي بلغت خلال اليومين نحو 30 غارة. واستشهدت امرأتان وطفلان وأصيب 4 آخرون بغارة سعودية استهدفت منزلهم في منطقة الزويم. وإلى شمال مديرية الوازعية، وتحديداً الجبهات الواقعة بمحاذاة مديرية المعافر، حيث أفاد «اليمن اليوم» مصدر عسكري أن الجيش واللجان تمكنوا أمس من تأمين الخط الدفاعي بالكامل في منطقة الحناية المحاذية للمعافر، والسيطرة على 5 مواقع كان المرتزقة يتمركزون فيها ويستهدفون قرى ومناطق الوازعية من جهة الشمال. وبالتزامن مع ذلك صد الجيش واللجان الشعبية هجوماً للمرتزقة صوب جبل الضعيف في الشمال الشرقي للوازعية بمحاذاة مديرية الشمايتين «المعافر» وأجبروهم على التراجع موقعين فيهم عددا كبيرا من القتلى وجرحى. الجبهات الأخرى بتعز إلى ذلك لقي عدد من المرتزقة مصرعهم وأصيب آخرون بعمليات نوعية للجيش واللجان استهدفتهم في جبهات شمال وشرق مدينة تعز، مركز المحافظة، ومحيط جبل هان، غرب المدينة. وذكرت مصادر عسكرية متطابقة أن 18 مرتزقاً لقوا مصرعهم، الخميس، في عصيفرة ووادي صالة، بمدينة تعز وجبل هان المطل على منطقة الضباب، غرب المدينة، جراء محاولات تسلل للمرتزقة صوب مواقع الجيش واللجان في تلك المناطق.
