سقط العشرات من مرتزقة العدوان السعودي أمس في مأرب بين قتيل وجريح، وتدمير أسلحة وذخائر بتصفيات بين المحسوبين على السعودية والمحسوبين على الإمارات، فيما سقط آخرون على يد الجيش واللجان الشعبية. وقالت مصادر عسكرية وقبلية ل "اليمن اليوم" إن شاحنة (ملغومة) محملة بالأسلحة انفجرت الساعة الثامنة والربع مساءً داخل ما يسمى معسكر (النصر) بالقرب من مقر المنطقة العسكرية الثالثة وسط مدينة مأرب، مركز المحافظة، أعقبها سلسلة انفجارات داخل المعسكر، ما ينبئ عن انفجار مخزن أسلحة وذخائر. وطوق المرتزقة المعسكر مانعين الاقتراب منه، إلا أن الحركة الكثيفة لسيارات الإسعاف تدل على حجم الضحايا من منتسبي المعسكر. وساد تبادل الاتهامات في مأرب منذ ضربة معسكر كوفل، "الجمعة"- حيث جميع الضحايا من المحسوبين على السعودية، وأن الإمارات امتنعت عن تشكيل غطاء جوي لهم أثناء محاولة الزحف على هيلان. وتوقعت المصادر أن يكون تفجير معسكر النصر "رداً على ضربة كوفل". إلى ذلك، كسر أبطال الجيش واللجان الشعبية أمس محاولة زحف يائسة نفذها المرتزقة على جبل هيلان الاستراتيجي. وقالت المصادر إن المرتزقة حاولوا مجدداً التقدم صوب تلة المقاطيع التي كانوا قد سيطروا عليها الخميس لنصف ساعة، قبل أن يجبروا على الانسحاب تاركين وراءهم جثث زملائهم. وشكلت عملية "معسكر كوفل" ضربة موجعة لتحالف العدوان السعودي ومرتزقتهم، حيث تم إحباط مخطط السيطرة على جبل هيلان الاستراتيجي وصرواح بشكل عام. وفي التفاصيل، جاءت الضربة الصاروخية (زلزال-1) على تجمع لمرتزقة العدوان داخل معسكر اللواء 312 المعروف بمعسكر (كوفل) الواقع في أطراف صرواح شرقاً، بعد 24 ساعة من انطلاق حملة عسكرية للمرتزقة تعد الأكبر للسيطرة على جبل هيلان الاستراتيجي كخطوة أولى للسيطرة على مديرية صرواح ومديريتي حريب القراميش وبدبدة والانطلاق صوب نهم. وجبل هيلان الاستراتيجي يمتد عبر سلسلة تباب على مسافة عدة كيلومترات، ولا يبعد عن المجمع الحكومي في مركز المحافظة (مدينة مأرب) سوى 13 كم، وهو ما يعطي قوات الجيش واللجان ميزة السيطرة والتصدي لمحاولات المرتزقة التحرك بأرتال عسكرية كبيرة إلى نهم أو إلى صرواح. وقال مصدر عسكري ل "اليمن اليوم" إن قصف معسكر كوفل تم بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، حيث كانت تلك المجاميع ضمن القوات التي تم استقدامها الأسبوع الماضي للمشاركة في عمليات واسعة للسيطرة على جبل هيلان وصرواح بشكل عام. وأكد المصدر أن الضربة أحبطت المخطط الذي كان المرتزقة قد بدأوه الخميس الفائت بمحاولات زحف على هيلان شاركت فيها قوات كبيرة وتم صدها، مشيراً إلى أن محاولاتهم المتكررة الجمعة، أو أمس السبت لا تشكل خطورة بعد ضربة كوفل. من جهته، قال مصدر قبلي موال للعدوان في مأرب في اتصال أجرته معه "اليمن اليوم" دون ذكر اسمه خشية على حياته إن العمليات الأخيرة تم إقرارها بناءً على اجتماعات مكثفة بين قيادات الشرعية والتحالف –حسب توصيفه- وتم جمع القوة الكافية لذلك خلال 3 أسابيع. وأضاف: تم تحديد ساعة الصفر فجر الخميس الماضي بعد وصول كل القوات المطلوبة إلى مناطق الزحف وأبرزها كوفل والمخدرة وماس، وعلى أساس أن تبدأ العملية بغارات جوية مكثفة لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات متواصلة يتبعها قصف صاروخي (كاتيوشا) ومدفعي مكثفين، ويتم بعد ذلك تقدم مشاة القوات المسلحة إلّا أن الغارات الجوية كانت كما لو أنه هجوم عادي، الأمر الذي أحبط المقاومة والجيش الوطني، حسب توصيفه. ولفت إلى أن قوات كبيرة تقدمت في وادي المخدرة وصولاً إلى تلة المقاطع إحدى التلال المرتبطة بجبل هيلان، وتم السيطرة عليها لكنهم اضطروا إلى الانسحاب لعدم وجود الغطاء الجوي المطلوب، ولخشيتهم من الخيانة تحت مسمى (القصف الخطأ). وعن ضربة معسكر كوفل، قال ذات المصدر إنها شكلت ضربة موجعة لا تقل عما تشكله نكسة هيلان. مشيراً إلى أن المعسكر مخترق بشكل كبير، حيث أن القصف أصاب هدفه بدقة عالية، وسط اتهامات للمحسوبين على الإمارات.