شهدت مدينة المكلا أمس السبت عصياناً مدنياً دعا إليه مجلس الحراك السلمي بالمحافظة تنديداً لما شهدته مدينة عدن في الثلاثة الأيام الماضية من أحداث عنف أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف الحراك. وقال مراسل "اليمن اليوم" إن مجموعة من شباب الحراك الغاضبين قاموا ومنذ الصباح الباكر بقطع الطرقات وإحراق الإطارات والمواد المشتعلة، نتج عنها شل الحركة تماماً في معظم أرجاء المدينة حتى المساء. ونقل مراسل الصحيفة عن مصدر أمني أن مصادمات نشبت بين أنصار الحراك والأمن المركزي ما أدى إلى إصابة 2 من الحراك و4 من أفراد الأمن تراوحت إصابتهم ما بين الخطيرة والمتوسطة. وأضافت المصادر أن غاضبين محتجين من أنصار الحراك أضرموا النار باثنين من مقرات التجمع اليمني للإصلاح رداً على ما قالوا أنها مشاركة لعناصر من الحزب في أعمال قتل طالت متظاهرين سلميين في مدينة عدن الخميس الماضي. وأضافت المصادر أن العشرات من المحتجين الشباب اقتحموا مقر الإصلاح في الدائرة (141) في المكلا ونهبوا محتوياته، كما اقتحم آخرون مقراً للإصلاح الدائرة (142) بمنطقة الديس وإحراق مبنى آخر يتبع الإصلاح يسمونه المعهد. وفي غيل باوزير شهدت مصادمات وصفت بالعنيفة بين قوات أمنية وغاضبين من الحراك أسفرت عن مقتل عوض عبدالقادر باسلامة وإصابة آخر من الحراك. وعلى ذات الصعيد طالب إصلاح حضرموت رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق ورعاة المبادرة الخليجية باستنكار ما يحدث لمقرات الإصلاح من اقتحام من قبل من وصفتهم ب"مسلحي الحراك" والعبث بمحتوياتها وإحراقها والاعتداء على حراستها بالرصاص الحي، أو كما جاء في وسائل إعلام الإصلاح. من جهته سخر القيادي في الحراك فادي حسن باعوم من استنكار الإصلاح لاقتحام مقرين من غاضبين جنوبيين، في حين لم يزعجه مقتل 15 وجرح العشرات من أبناء الجنوب في عدن من أجل أن يحتفل هذا الحزب. وقال باعوم في اتصال أجرته معه "اليمن اليوم": على الإخوة في الإصلاح أن يخجلوا وأن يستحوا من أنفسهم عندما يطالبون هادي باستنكاره لاقتحام مقر، في حين الدماء في عدن لم تجف بعد. وأضاف: لقد استشهد 15 شاباً وجرح تسعون آخرون من أبناء الجنوب في مجزرة من أجل أن يحتفل الإصلاح ب(500) فرد في ساحة العروض، مشيراً إلى أن "هذه المجزرة غير مسبوقة" إذ لم يسبق أن دفع الحراك خلال 6 سنوات من النضال السلمي مثل هذا الثمن الذي دفعه في يوم واحد بمدينة عدن، لا لشيء إلاّ لكي يحتفل الإصلاح. وذهب فادي إلى القول بأن الإصلاح أراد استغلال صورة الرئيس هادي وذكرى انتخابه ليفجر الوضع في الجنوب تصفية لحسابات ليست خافية على أحد. وشدد في ختام تصريحه على أن الحراك الجنوبي سلمي، وليس هناك شيء اسمه الحراك المسلح، لافتاً إلى أن الذين اقتحموا مقر الإصلاح ليسوا مسلحين وإنما هم من أبناء الجنوب المكلومين على أبنائهم الذين راحوا ضحية احتفال الإصلاح ونزواته. وفي السياق استغرب مصدر في حزب المؤتمر الشعبي العام بمدينة المكلا محافظة حضرموت من ادعاءات قناة "سهيل" (المملوكة للقيادي الإصلاح حميد الأحمر)، بأن عناصر وصفتها القناة (من النظام السابق) كانت وراء الاعتداء على مقرات الإصلاح، ووصف المصدر تلك الادعاءات بالمزاعم الكاذبة التي تؤكد حالة الإفلاس لدى القناة ومن يمولها.