كانت ثورة في سوريا.. فحوَّلها بشار الأسد إلى حرب وانتقام.. "جارٍ تدمير سوريا"..اللعنة على الكرسي.. اللعنة على كلِّ هذا القبح الذي نَبَتَ على الإسفلت وفي دماء الأبرياء والضحايا التي تصبغ الشوارع والجدران بلون الموت والحقد على كلِّ شيء يتنفَّس. لا يهمني إن كان بشار على حقٍّ أو باطل..لكن كان أولى به أن يترك حقَّه كي لا تغرق سوريا في كلِّ هذا الباطل.. قد يقول قائل إن بشار الآن يقوم بتطهير سوريا من الجيش الحرّ، وكأن الجيش الحرّ قد انتشر ملء شوارع الشام التي لم يبقَ فيها جبلٌ ولا قرية ولا مديرية إلاَّ ووقع عليها القصف والتدمير. ومن زار سوريا ويعرفها سيتساءل: من أين خرجت كلُّ هذه الأسلحة التي يظهر بها الجيش الحر والمواطنون وقُطَّاع الطرق، رغم أن المخابرات السورية كانت في كلِّ بيت وفي كلِّ مطعم ومقهى!! فلم يكن النظام السوري يحتاج إلى نقاط تفتيش في الشوارع وعلى مداخل المُدن ليبحث عن شيء، فقد كان يصل إليه كلُّ شيء. سافرتُ قبل عامين من العاصمة دمشق إلى محافظة الرَّقة، حدود العراق، كانت المسافة حوالي 400 كيلو، لم نجد طوال الطريق نقطة تفتيش واحدة، ولم يوقفنا أحد ليسألنا عن وجهتنا أو عن جوازات سفرنا.. سألت أحد الأصدقاء السوريين عن سرِّ غياب نقاط التفتيش في مداخل المدن، لأنني سمعتُ من قبل عن القمع وسطوة الأمن والمخابرات والبعث، فقال لي: وما حاجتهم إلى نقاط التفتيش والمخابرات في كلِّ بيت!! الآن بشار الأسد يضرب سوريا بصواريخ سكود، وهناك من يبرر فعلته، لا لشيء إلاَّ لأن من يبرِّر له من حزب أو طائفة تؤيد بشار، دون أن يدري شيئاً عن خلفيات هذا التأييد.. نزعات طائفية لا أكثر. إذا كان ما يجري في سوريا مؤامرة، فإن بشار الأسد ينفِّذ هذه المؤامرة بقضائه على سوريا أرضاً وإنساناً وحضارة