المشهد اليوم يتعدى العنوان "صالح" فقد أثبت المؤتمر الشعبي العام اليوم بأنه كفة قائمة بذاتها في الميزان السياسي اليمني، ويجسد إرادة شعبية ورقم صعب في المعادلة الوطنية الجارية، وبما يؤكد أن كافة محاولات تنظيم الإخوان "من خلال حزب الإصلاح" الهادفة لتفكيك هذا الحزب وسرقته قد باءت بالفشل.... والفشل التام. فالشعب اليمني ليس رهين الرشوة وخطابات الكراهية ولا غريباً عن روح الإسلام وعن أرباب الفساد المالكين لذاك الحزب المنافق والمملوك! ويتحدث المشهد أيضاً عن عبث الخيال لدولة مدنية بمعزل عن هذا التيار وهذا الصهيل الشعبي المجرد من أجندات العمالة للخارج وأطماع الفساد في الداخل، كما أن الخطاب كان مقبولاً في تأكيده وتمسكه بالحوار الوطني والدعوة إلى طي صفحة الماضي وبث التسامح مع فتح صفحة جديدة ترتكز على الوحدة الوطنية المقدسة لدى هذا الحزب. جميل أن تحتفل هذا الحزب بذكرى التسليم العربي السلمي الأول للسلطة، وأن يتحول تسليم السلطة إلى مبدأ ومدعاة للفخر السياسي وبما يذيب كل تلك العقلية السياسية للحاكم العربي الذي شعر أبد الدهر بعار النزول من على الكرسي.. والأجمل بأن تكون سلمية وهادفة وداعية للتسامح والحوار وتشجيع دور المرأة في المحافل السياسية كمواطن. وعلى قيادة المؤتمر بأن يشعروا بالارتياح والثقة وبأن يتجهوا سريعاً صوب إعادة مؤسسة هذا الحزب لتخطي كافة أوجه القصور التي تعتري هياكله التنظيمية جراء الحقبة الطويلة الذي قضاها منفرداً في السلطة ومعتمداً في أدائه على أجهزة وهياكل الدولة وبما يجعله في المستقبل حزباً سياسياً يعمل تلقائياً وبصورة ذاتيه سواء كان حاكماً أو معارضاً أو مشاركاً في السلطة..! وكم أتمنى بأن يلتفت الحزب الاشتراكي العريق إلى هياكله وصفوفه وأن يراجع توجهاته الوطنية بشكل يليق بتاريخه ويتلاءم مع واقعه واستحقاقاته الوطنية المطلوبة في هذه المرحلة وبمعزل عن تحالفاته السياسية المُسخرة له بلا مجد يُجنى أو فكر يُترجم ! عموماً ... صهيل شعبي لا يقبل الإفك والتقليد ومحطة هامة تؤكد بأن أبناء اليمن ليسوا محطة للإقصاء ولا صفقة للبيع والشراء في برصة اسطنبول أو طهران أو القزمة قطر، وبأن الشعب اليمني أليف وحكيم مهما التقف طُعم الفتنة فإنه لا يبتلعها في نهاية المطاف. وأصهل يا يمن.. أصهل. !