أكد مستشار رئيس الجمهورية، الدكتور عبد الكريم الإرياني، أن الحوار الوطني الشامل المقرر انعقاده يوم الثامن عشر من مارس الجاري فرصة تاريخية لكل اليمنيين لإقامة دولة لامركزية على أسس ومبادئ وشروط الدولة المدنية الحديثة. وأشار الدكتور الإرياني خلال افتتاحه ندوة خاصة نظمتها أمس في صنعاء مؤسسة صناع التنمية حول (الدولة المدنية الحديثة بين الواقع والطموح) إلى أن مبدأ قيام الدولة المدنية الحديثة أصبح عنصرا أساسيا وهدفا ساميا من أهداف عملية التغيير عبر التداول السلمي للسلطة التي أسفر عنها ما يمكن أن نسميه الربيع العربي في اليمن، وقال " إن هذا المبدأ لا يقتصر على التداول السلمي للسلطة فحسب، بل هو مبدأ متعدد الشروط الأهداف والمضامين لأنه يلامس حياة الناس حقوقيا وسياسيا واقتصاديا وقانونيا ". وأوضح الدكتور الإرياني أن اليمن لم تشهد دولة مدنية منذ قيام ثورتي ال 26 سبتمبر و ال 14 من أكتوبر قبل نصف قرن.. لافتا إلى أن الشطر الشمالي من الوطن كان يخضع لحكم الجيش، فيما الشطر الجنوبي من الوطن كانت تحكمه أيديولوجية صارمة وكلتا الحالتين لا تسمح بقيام دولة مدنية حديثة. وتطرق الدكتور الإرياني إلى أهم شروط قيام الدولة المدنية الحديثة.. مشيرا إلى أن هذه الدولة تأتي عبر إشاعة الديمقراطية بين جميع أبناء الوطن دون تمييز في عرق أو لون أو جنس أو مذهب. وأضاف "إن الدولة المدنية تمنع أن تؤخذ الدولة غصبا من خلال فرد أو عصبة أو نخبة أو نزعة أيديولوجية، وإنه يخطئ من يقول إن الدولة المدنية الحديثة لا دينية، فالدولة المدنية بكل شروطها لا تعادي الدين ولا ترفضه، لذلك فإن إقامة الدولة المدنية ستكون هدفا أساسيا من أهداف الحوار الوطني القادم". وأكد ضرورة إدراك الجميع أن الدولة المدنية بكل مقوماتها ترتبط ارتباطا وثيقا بمفهوم ثقافي وسلوكي يلتزم بأسس الدولة المدنية.. مبينا أن قيام الدولة المدنية وبلوغ غاياتها لا يأتي بجرة قلم أو رفع شعار، إذ لابد من وقت لبناء