تشهد مديرية المحفد ، محافظة أبين ، تحركات غير مسبوقة لعناصر يعتقد انتمائها لتنظيم القاعدة . وقالت مصادر أمنية في المحافظة ل"اليمن اليوم" إن تلك العناصر وزعت مساء أمس منشورات تتوعد فيها بالانتقام من اللجان الشعبية التي اتهمتها بالعمالة للغرب والأمريكان ، وتطالب أفراد النقاط الأمنية التابعة للجان بسرعة الانسحاب من تلك النقاط "ما لم فإنهم سوف يكونون هدفا للقاعدة في المرحلة المقبلة ". ويأتي تصعيد القاعدة هذا بعد أيام على توصلها إلى اتفاق تهدئة مع الحكومة اليمنية يستثنى اللجان الشعبية منها. ونفذت القاعدة خلال اليومين الماضيين، وبعد ساعات على التوصل لاتفاق التهدئة، سلسلة من التفجيرات التي استهدفت اللجان الشعبية في مديرية لودر، حيث أودت عملية انتحارية تبنتها القاعدة بحياة نحو 12 شخصا من مقاتلي اللجان الشعبية وإصابة 25 آخرين. كما انفجرت عبوة ناسفة داخل سوق شعبي في المديرية، مما أسفر عن مقتل شخص. وكان قائد اللجان الشعبية في مديرية زنجبار (محجوب النوي) قد قال في وقت سابق بأنه تلقى اتصالاً من أحد قيادات القاعدة يتوعده فيه بالمصير الذي تعرض له مقاتلو اللجان في لودر. في هذه الأثناء شنت اللجان الشعبية في عدد من مديريات محافظة أبين، حملات مداهمة لمنازل يشتبه بأنها لعناصر مفترضة للقاعدة. وقال مصدر في اللجان الشعبية أن مقاتلي الجيش الشعبي في جعار داهموا منزلا في المديرية واعتقلوا شخصاً يدعى (أصيل باثور) . وتتهم اللجان الشعبية باثور بالوقوف وراء زرع عبوة ناسفة جوار منزل مدير اللحوم السابق الخميس الماضي، حيث تمكنت اللجان من تفكيك العبوة الناسفة . كما تتهمه بالضلوع في التفجير الانتحاري الذي استهدف عزاء لأحد أقارب قائد اللجان في جعار (عبد اللطيف السيد) وأدى إلى سقوط نحو 50 شخصا ما بين قتيل وجريح. وكان انفجار عنيف قد هز محيط منزل السيد قبل عدة أيام. وفي مديرية لودر داهم مقاتلو اللجان الشعبية أمس عددا من المنازل التي يعتقد بأنها لعناصر من القاعدة . واعتقل مقاتلو اللجان أثناء مداهمتهم للمنازل شخصاً يدعى (بن صالح) تتهمه اللجان بمحاولة زرع عبوة ناسفة في حارة للمهمشين تسمى (قدر الله) . وتأتي حملة المداهمة هذه بعد سلسلة تفجيرات أدت إلى سقوط العشرات من أبناء المديرية مابين قتيل وجريح . وتوقع مصدر في اللجان أن تشن القاعدة خلال الأيام المقبلة هجمات بالعبوات الناسفة والعمليات الانتحارية تستهدف مقاتلي وقادة اللجان في أبين على حد سواء، متهما الحكومة اليمنية بالتخلي عن اللجان والمقايضة برأس أبناء أبين الذين قاتلوا من أجل إخراج القاعدة. الجدير بالذكر أن اتفاق التهدئة غير المعلن بين الحكومة والقاعدة يقوم على توقيف القاعدة لكافة أنشطتها المتمثلة باستهداف المؤسسات الحكومية واغتيال القادة العسكريين حتى انتهاء مؤتمر الحوار الوطني، على أن تجمد الحكومة كافة أعمال الملاحقات لعناصر القاعدة، بما فيها وقف تحليق الطائرات بدون طيار – وفقا لما يراه خبراء في شئون القاعدة.