تمكنت إدارة أمن محافظة صنعاء خلال الأيام القليلة الماضية من حل قضية زواج هي الأغرب من نوعها على الإطلاق. تفاصيل القضية كما يرويها مصدر أمني بدأت عندما وقعت فتاة في ال15 من عمرها في غرام شاب من محافظة تعز ويبلغ من العمر 19 عاما. كان الشاب (ع.ف) يعمل في أحد مطاعم مدينة حدة، وكانت الفتاة تتردد برفقة صديقتها على المطعم باستمرار. زاد تعلق الفتاة بالشاب مع كل يوم يكبر فيه حبهما. لم تكن ظروف الشاب الذي يتقاضى أجرا يومياً لا يتعدى ال1500 ريال مهيأة لأن يقيم حفلة عرس تكاليفها قد تصل في بعض الأحيان إلى مليون ريال على الأقل، ولم تكن أسرة الفتاة لتوافق على زواج ابنتها من شاب فقير. ذات ليلة خرج الشاب برفقة حبيبته وصديقتها.. واتفقا على أن تقوم الفتاة ببيع المجوهرات التي بحوزتها وتصل قيمتها إلى 700 ألف ريال .. ذهبت الفتاة وصديقتها برفقة الشاب إلى محل المجوهرات وباعوا المجوهرات بذات المبلغ وأقاما حفلة على طريقتهما.. استأجر الشاب والفتاة غرفة في أحد الفنادق الراقية.. ودخل عليها على أنها زوجته بوجود صديقتها.. أبلغ والد الفتاة قسم شرطة الصافية باختفاء ابنته لليوم الرابع على التوالي، لكنه لم يحصل على رد حينها، وتعهد القسم بالبحث عنها.. بعد عدة أيام فقط على بلاغ الأسرة للقسم.. قدم الشاب إلى منزل الأسرة وأبلغهم بأن ابنتهم موجودة في الفندق وأنهما وقعا في الخطأ.. ومستعد للزواج منها.. لم يتهور والد الفتاة ويعتدي على الشاب بقدر ما ذهب بهدوء إلى قسم الشرطة وأبلغ بمكان ابنته.. داهم أفراد القسم الفندق واعتقلوا الفتاة والشاب الذي رفض والد الفتاة طلبه بالزواج. وعندما علم أفراد قسم الشرطة بالقصة قرروا نقل القضية إلى إدارة أمن محافظة صنعاء، حيث اتفق والد الفتاة والشاب على الزواج.. تلك واحدة من أبرز صور غرائب الزواج التي باتت تنتشر في المجتمع نتيجة ارتفاع المهور.. والتقاليد التي تحول دون زواج الفتاة ممن تحب. غير أن مهتمين بالشأن المجتمعي يرون أن الفتيات والشباب في حال استمرت الأسر في عدم التخفيف على الشباب وتخفيض المهور، يستطيعون فرض واقع جديد على المجتمع يتمثل باللجوء إلى المحاكم للزواج. كما يحذرون من أن استمرار الأسرة في رفض زواج الفتاة ممن تحب قد يخلق بيئة جديدة ومفهوماً غير أخلاقي بالنسبة للعلاقات الأسرية في المجتمع.