* جرى السباق على قوائم مؤتمر الحوار بحماسة حتى أن أكثر الأسئلة تكراراً داخل الكيانات الحزبية والجهوية والعائلية هو سؤال «اسمي موجود»؟ * وسواءً كانت دوافع الصراع على مقاعد المؤتمر وطنية أو سياسية أو بدافع الزامل.. فإن الواضح أن الحوافز التي أقرَّت للأعضاء الذين سيشاركون في المؤتمر مثَّلت نقطة العسل لحجم التنافس. * ولو كنت عفريتاً من الجنّ أو صاحب كلمة على جنود نبي اللَّه سليمان لعملت على بناء صالة حوار وطني تتَّسع لخمسة وعشرين مليوناً حتى يكون المؤتمر الحواري وطنياً وشاملاً بالمعنى الحرفي للأوضاع المعيشية. * وبالنظر إلى المبالغ التي سيتسلّمها العضو المشارك كبدل يومي لمدَّة ربَّما تجاوزت نصف عام فإن الشباب الذين أوصدت أبواب المؤتمر في وجوههم معذورون إذا أصابتهم خيبة الأمل. * أعرف أن كثيراً من الذين سيدخلون الحوار إنَّما يدخلون بقوَّة دفع «المبدأ» والرغبة في مشاركة جادَّة ومسؤولة تحقِّق التغيير الآمن.. لكن الحديث عن «المبدأ» لا يصادر الحديث عن «المبلغ»!! * وعندما يصل البدل اليومي للعضو إلى ما يعادل مائتي دولار في اليوم الواحد فإن الشاب الذي تدفع به محسوبية الحزب لدخول المؤتمر يصير شابَّاً محترفاً في نادي مؤتمر الحوار.. بينما يصبح الشاب الذي خذلته الوساطة وبقي خارج ملعب الحوار مجرَّد لاعب هاوٍ يشكو كونه ردَّد كثيراً الترحيب الشهير «حيَّا بهم».. لكن أحداً لم يرحِّب به وفقاً لرصيده في بنك التغيير الثوري الشبابي الشعبي السلمي. * وقد يكون من غير اللائق الحديث حول أمور مادِّية.. غير أن من حق الشباب أن يقتنعوا بوجود معايير عادلة أعطت هذا فرصة العضوية في مؤتمر الحوار وامتنعت عن ذاك.. لأنه ليس أفضل من المعايير لترشيح قيمة العدالة وحقّ التكافؤ في الفرص وحصاد الدعاء الشعبي الشهير «يا نعمة اللَّه دومي». * وهنا أشارك زميلنا عادل الربيعي دهشته ممَّا أسماه «مؤتمر الحوار العائلي».. حيث دخلت المرأة وبعلها والأُمّ وابنها والأخ مع إخوته.. فضلاً عن الغامض من الملتحقين بالقوائم بقوَّة دفع الصهارة والنسب.. وهو حال يكشف كيف أن أموراً نحسبها صغيرة تشير إلى مثالب كبيرة أهمّ من الروابط العائلية داخل مؤتمر الحوار. * ولو أن الملاحظات على قوائم المرشَّحين لخوض معترك الحوار اقتصرت على التمثيل العائلي لاعتبرناها مجرَّد اجترار لماضي النعجة الواحدة مقابل التسع والتسعين وما رافقها من ظلم الخلطاء.. لكن الخوف من أن تنسحب هذه الأطماع على المواقف من الملفَّات التي ستكون مواضيع للحوار.. وهي ملفَّات شائكة وتحتاج حلحلةً لا يسقط فيها الاعتبار الوطني تحت أحذية الأطماع الحزبية أو الأحقاد الشخصية.. وهو ما ننتظره من المتحاورين.. أحزاباً وقبائل.. أفراداً وعوائل!!