حين تغني فايزة أحمد "ست الحبايب يا حبيبة.. يا أغلى من روحي ودمي.. يا حنيِّنة وكلِّك طيبة.. يا ربّ يخليك يا أمي"، تهرب دمعة كبيرة من العين، استشعاراً لعظمة الأم وجلالة قدرها. من يستطيع أن يكتب شيئاً جديداً عن الأم في هذا اليوم، أو في غير هذا اليوم!! وهل تفي كلُّ المدائح- مهما عَلَت مبالغتها- بحقِّ الأم!! يقال إن هناك منادياً ينادي من السماء حين تموت الأم، ويقول: يا ابن آدم، ماتت التي كنا نكرمك من أجلها. هي حبل الله الممدود ورحمته المُهداة، وهي جنَّته على الأرض.. ولا أدري هل أُطلقت الفتاوى لتحريم الاحتفال بهذا اليوم من رجال الدين الذكوريين، كعادتهم في تحريم كلَّ مناسبة، أم أنهم سيخجلون لأن هذا العيد خاص بالأم.؟ وليت خطباء المساجد يتحدثون غداً عن الأم في خطبة الجمعة، ويعلِّمون الناس كيف يتعاملون مع أمهاتهم، وما معنى أن تكون لك أم على قيد الحياة.. وإن قيل إن الجنة تحت أقدامها، فإنها هي الجنة بكلِّ ما تحمله الكلمة من معنى، وبكلِّ ما تحتويه من دلالات. أمي الغالية: حتى وإن كبرتُ،فسأظلُّ ذلك الطفل الصغير الذي تقلقين عليه وتنتظرينه كلَّ مساء إلى أن يعود من عمله، ولا تنامين حتى يكون بداخل البيت. ها أنا أراكِ تحملين أطفالي وتدلِّلينهم فأحسدهم كثيراً، لأنني ما زلتُ بحاجةٍ إلى ذلك.. عليك الصلاة والسلام يا أمي، أبداً ما بقيتُ وبقي الليلُ والنهار.