كنت أستمع قبل شهرين تقريباً إلى برنامج وعظي من إذاعة يمن fm بعد صلاة الجمعة، كان "الفقيه" في البرنامج يرد على أسئلة المتصلين، وحينذاك اتصلت إحدى الشابات ووجهت لفضيلته عبر الهاتف سؤالاً يقول: - ما حكم البنت التي تظهر على أخيها وهي لابسة بنطلون جينز؟ وما كان من فضيلة العلامة لحظتها إلاَّ أن صرخ: حراااااام.. لأن فيه فتنة، والفتنة تثير شهوة الرجل أياً كان! الأمر ذاته تكرر في برنامج دعوي عبر تلفزيون قناة الشارقة، لم أشاهده شخصياً، والرواية هنا للزميل العزيز عبدالله الدهمشي الذي شاهد البرنامج وحكى لي التفاصيل. كان فضيلة العلامة – كما يسمونه- يقود عبر شاشة تلفاز الشارقة هجوماً وعظياً سرشاً على البنطال الجينز حين ترتديه البنت، واصفاً "الجينز" بأنه أمُّ الرذائل لما فيه من فتنة.. ولكي يثبت نظرية التحريم تلك كان يصرخ في المشاهدين ببكاء، لكأنها القيامة ويردد: والله إن البنطلونات الجينز لفتنة، ولتتأكد من هذا أخي المشاهد المسلم دع ابنتك تلبس بنطلون جينز وتأمل بنفسك إلى مفاتن هذا البنطال الضاغط على جسدها، وانظر كيف سيُحرِّك فيك الرغبات والشهوات والعياذ بالله! لا إله إلا الله.. كيف يمكن إقناع هؤلاء المرضى الذين يعيشون خصومة دائمة مع الجمال ومع الجسد أن الناس ليسوا حيوانات، حتى ليفكر أحدهم بهذا المنطق البليد والسخيف!! وعاد شي عقل يا جماعة أو ماشي ؟! ثم من هو هذا الذي يمكن لغريزته الجنسية أن تتحرك حيال ابنته أو أخته؟ إلاَّ إن كان حيواناً أو مريضاً. فالمريض لا بد أن يخضع للعلاج ليتشافى، والحيوان يمكن بكلِّ بساطة أن يؤخذ إلى حديقة حيوانات دون الحاجة إلى هذا الصراخ الذي يثير التقزز ويسيء لأخلاق الناس قبل كلِّ شيء. والأسوأ من ذلك كله: كيف يُسمح لمثل هؤلاء المكبوتين "الفَرَغْ" أن يصيروا دعاة ويدخلوا بأفكارهم الوضيعة هذه إلى البيوت باسم الله.. حتى وإن كانت أية امرأة أخرى مثلاً ترتدي بنطالَ جينز، أو بلا ملابس من أصله..الأصل في أخلاقيات الإسلام أن يغضَّ المرء من بصره لأن الله في القلب، وليس في حزام البنطال حتى يخلعه المؤمن عند أيِّ إغراء. [email protected]