* الآن.. وقد صدرت قرارات توحيد الجيش وخلع مَنْ كنَّا نردِّد أنهم وراء إعاقة الحكومة زيّهم العسكري وارتدوا البدلات المدنية.. لم يبقَ أمام الحكومة إلاَّ أن تكون حكومة من صدق وإلاَّ فسيكون الناس في حلٍّ من عدم تصديق كلِّ ما نسجته وستنسجه خيوط العنكبوت. * ما الذي تنتظره حكومة باسندوة حتى تصبح حكومة ترتقي إلى مستوى الأحداث؟ هي حكومة وفاق.. نصفها يحمل لوناً سياسياً غامقاً، والنصف الآخر لم يكن عنده في يوم من الأيَّام مانع من ارتداء نفس اللون لزوم التطبيع مع الحالة الثورية الجديدة.. والحكومة حكومة انتقال من حال إلى حال بنصِّ المبادرة الخليجية وبدعمٍ من الرئيس بلغ درجة إيصاله رسالة بأن لا مساس بالحكومة. * والحكومة تعيش حالة انسجام لافت بين وزيري الدفاع والداخلية.. اللذين يملكان من الصلاحيات ما يحول مثلاً بين وزير الداخلية عبدالقادر قحطان وبين شكواه القديمة من أنه يعمل بأيادي غيره.. وما لم يتحقق بالإقصاء والتدوير تحقَّق بالتجنيد.. ولا بأس فالقديم والجديد كلهم أبناء بلد واحد. * أمَّا الشاهد والمشهود الذي يبرِّر الاستهلال الممدود فهو أن كلَّ شيء مهيَّأ لأن تصبح الحكومة الافتراضية حكومة حقيقية.. وحيث أنها قد أمهلت وزارتي الداخلية والدفاع عدَّة أيَّام لترتيب الموقف من قاطعي الكهرباء وكابلات الاتِّصالات ومفجِّري أنبوب النفط فإن الشعب لم يعد بحاجة لأن يسمع كلاماً يطالب بالتمديد لترتيب الأوضاع بحثاً عن كفيل. * لم يعد مقبولاً سماع المزيد من التبريرات والتفسيرات السامجة للوزارتين الجارتين الكهرباء والداخلية.. لأن كلَّ تبرير سيفضي إلى نفس السؤال، كلتا الوزارتين ذراع الدولة ومقصّ الحكومة في كل ما يتعلَّق بالكهرباء التي لم يعد مقبولاً أن تقطع في هذا الصيف اللاهب.. خاصَّةً بعد أن انتقلت عدوى الخبطات حسب (SMS) من زميلنا فؤاد العوسجي إلى الأبراج الواقعة في الحديدة. * مبدئياً لا نريد من حكومة الوفاق المدعومة من الداخل والخارج أن تدَّعي قدرتها على التحوُّل إلى بقرة طائرة تسقط على المخرِّبين فتخمد أنفاسهم.. وإنَّما نريد منها بكلِّ واقعية أن تكون حكومة.. حكومة وحسب.. تبرِّر ما تنفقه البلاد من المال العام على حماة الوطن وحماة مصالحه وحياته المعيشية.. فهل عند هذه الحكومة إدراكٌ لما يريده الشعب؟ * اليمنيون ينتظرون من حكومة ما بعد توحيد المؤسَّسة العسكرية أن تُهدِّئ روع اليمنيين.. تحقن دماءهم.. تحفظ أولادهم.. وتحمي حصصهم اليومية من الكهرباء والماء والنفط. * لا نريد من الحكومة أن تصنع تاريخاً كبيراً، وإنَّما- فقط- تداري استمرار هذه الخيبة من وزراء لم يستوعبوا بعد أنه لا خيار بعد حركة الحوار وتوحيد الجيش إلاَّ تثوير الحكومة لنفسها ومغادرة أعضائها كلَّ أشكال النضال الانتهازي العابث!!