* ما هي الحكاية.. باسندوة يغادر اجتماع حكومته مغاضباً ولا يعود إلاَّ بعد تدخُّل أهل الخير.. والسبب أن وزارتيْ الداخلية والدفاع لا تنفِّذان توجيهاته.. وحتى عبدالقادر هلال يبثّ حزنه وشكواه من أن اختصاصات أمانة العاصمة مسلوبة ربَّما لأن جهاتٍ حكوميةً تستخدم الكتف غير القانوني خارج قواعد الألعاب التكاملية الحكومية. * وبين تكاثر الشكوى تتعدَّد مظاهر البلوى في الأمور الحياتية اليومية للمواطنين الذين يتقلَّبون بين نيران وتداعيات.. لكل محافظة حراكها المدني السلمي «المسلَّح».. ولكل منطقة مطالبها الحقوقية الداعية للعصيان المدني «وبالقوَّة».
* المخرِّبون يتفانون في قطع الكهرباء.. فيخيِّم الظلام وتتوقَّف الحياة.. فيما لا تملك الحكومة غير تكرار الوقوع في ازدواجية الرؤية وشيء من النسيان وسوء التقدير والتركيز (حتى لا أقول والزهايمر أيضاً).
* أسألكم بالذي تحفظونه من جزء «عمَّ يتساءلون»: هل هناك ما يبرِّر بقاء حكومة الوفاق في حضرة الفرجة على سوق العبث وسوق التخريب وعبث الاستهانة بالدماء والأرواح؟ ولماذا معالجاتها أشبه بذهابك إلى الطبيب شاكياً من ورم في أصبعك السبَّابة فتصحو من «البنج» وقدمك داخل الجبس؟
* الدنيا بخير، وما تزال الإذاعة تذكِّرنا بأن الجيش للحرب والإعمار، تماماً كما هو حال تعزيز الداخلية لنفسها بعشرة وقيل عشرين ألف مجنَّد.. ومع ذلك لا الحكومة عالجت مشاكل القطع والتفجير في الكهرباء والنفط بعمليات أمنية لا تأخذ البريء بالمذنب.. ولا نحن سلمنا أخبار رجم الصمايط والكوافي حتى يعود رئيس الحكومة إلى كرسي اجتماع الثلاثاء لأن توجيهاته لا تُنفَّذ.
* سيقول بعضكم: وما الذي يجبرك على المتابعة والتأثُّر بظاهر ما تقوله نشرة التاسعة التي ترفض التحرُّر من الخطاب السردي والدعائي العتيق؟ ولماذا تشغل نفسك بمتابعة الكلمات والحركات التي تحمل قدراً مهولاً من الارتباك واللجلجة؟ والحكاية ببساطة أن المواطن الساذج يموت وأصابعه تضغط على قناة النشرة الرئيسية.
* أما وقد وصلت الخبطة إلى «البونية» بدليل أن رئيس الحكومة خرج من الاجتماع مغاضباً.. فليس أدنى من القول بروح متأثِّرة بمساعي تثوير الثورة: حلُّوا لنا مشاكل الظلام بجاه اللَّه.. وتحمَّلوا مسؤوليتكم السياسية تجاه هذا العجز الأمني حتى يغادر الناس محطَّة انتظار الأمن الضوئي.
ثم إن الاستمرار في الفرجة على تعدُّد أشكال التردِّي الخدمي واستمرار الفوضى والعبث يأكل ما تبقَّى من كفاءة الحكومة.. رغم الإعلام الذي يشكِّل غطاءً سياسياً لعجز وتقصير حكومة الوفاق.
* ويبقى سؤال يتحرَّق في النفس على إيقاع «إنهم لا ينفِّذون التوجيهات».. أمَّا نصيحة إعلامي ما يزال يحسب نفسه على فرقة الإنشاد الحكومي فهي: احفظوا بقايا الهيبة ولا تدعوا الخارجين على القانون يجرِّبونكم بدل المرَّة مائة مرَّة.