أخيراً انزاح كابوس الخيام.. وانفضّ السامرون على حشيشة الوهم ،كلٌ لطريقه الذي لم يهتدِ يوماً إليه إلا بعد فوات الأوان. أشعر بالوحشة والكآبة على روح كلّ يمنيّ ذهب إلى ربه في عزّ شبابه وفتوّة أحلامه ضحيةً لمصالح تجار الأزمات والعبث الفئوي الذي اختتمه جنرال الحديقة باقتطاع مساحة كبيرة – كما تقول بعض المصادر – لصالح بعض أصدقائه المتفيدين مثله للدماء التي روّت ثرى فواجع هذا الوطن. أيّ عبثيّةٍ أكثر من أن يتهاوى الجرحى أمام مجلس الوزراء في جراحهم وأحقاد غفلتهم بما صنعوا بأنفسهم من حماقاتٍ لن يغفروها لاندفاعهم خلف كل نائحةٍ أدركوا خيبتهم فيها بعدما حال حول النزيف اليوميّ لأرقى نبلٍ إنسانيّ تم دهسه قصداً لغرض الأرصدة المتوالية. القانون لا يحمي المغفلين مع احترامي لجراحهم.. لكنهم قادرون على المضيّ باتجاه وزارات وقصور من استدرجهم لمصيَدته للفتك بهم.. ليقوم بدوره المنوط طالما استخدمهم لهرطقاته.. ما لم فليتحمّل مسئوليته المباشرة.. أو يدفع ثمن ذلك من منصبه وجسده المربرب بأموال العمالة والنصب والاحتيال باسم الشهداء والجرحى. رحلت الخيام ليلاً كما جاءت غسقاً.. وبقي سكان الحيّ المغلوبون على أمرهم بين مصدّقٍ ومكذّب.. لعلمهم بأجندة المارقين والعابثين بكل ما هو جميل. غير أن بعض سكان الحيّ خسروا الملايين نتيجة حصار الخيام للمنطقة.. والبعض فقدوا بيوتهم ولجأوا لمناطق أخرى وفقدوا الكثير من أحلامهم التي تناثرت في صرخات المضحوكِ عليهم.. ولهذا يجب تعويض سكان الحيّ بما يناسب تراكم أوجاعهم لما يقارب عامين ونصف.. وذاك أقلّ ما يمكن توفيره لهم.