هددت الحكومة مفجري النفط، فقام اثنان بتفجير أنبوب في صافر يوم الجمعة، وأمس اجتمعت العسكرية بحضور محافظ مأرب وقائد المنطقة ومدير الأمن للرد، والوقوف على الاعتداءات المتكررة على الأنابيب وأبراج الكهرباء.. أقرت اتخاذ "جملة".. جملة إجراءات عسكرية وأمنية حازمة، لمنع الاعتداءات وردع الخارجين عن القانون، وبعد الاجتماع بوقت قصير ضُربت أبراج الكهرباء في مأرب. كلما ذكرت الحكومة في الأخبار أنها اتخذت "جملة" ترد القبائل بحملة.. ولأن التفجيرات والضربات تأتي عقب اتخاذ "جملة" إجراءات أمنية وعسكرية حازمة، نتمنى على الحكومة واللجنة العسكرية عدم التهديد بأي "جملة"، ويستحسن عدم عقد اجتماعات، وعدم ذكر أي "جملة" من الأصل، وإذا كان لا بد منها، فلتبق سرية، حتى لا تصل أخبارها للمفجرين والحابلين والنابلين والرماة والخباطين في صافر وعبيدة و آل شبوان و الدماشقة و نهم. يبدو أن الاجتماعات أبو"جملة" تستفز مشاعر القوم هناك بالجملة، فيردون على أي"جملة" صغيرة بحملة كبيرة تستخدم فيها خبطات ومتفجرات ورماية، ثأرا للعزة القبيلية المهانة بلفظ "جملة".. وينبغي على الحكومة والعسكرية الكف عن استخدام عبارة "الخارجون عن القانون" بحق القبائل، لأنها تدفعهم للخروج زرافات ووحدانا إلى حيث أبراج الكهرباء وأنابيب النفط والغاز. من مصلحة الناس عدم تهديد القبائل بلفظ "جملة" ما دام يترتب على اللفظ حملة كل مرة.. وأن تؤجل المهمة إلى حين تكون لدينا دولة تتوافر لها إرادة القيام بما يليق بدولة تحترم نفسها.. قبائل تقول للدولة شلوا المعسكر، واقلعوا هذه النقطة، وشلوا وشلوا وشلوا حتى أبسط مظاهر الدولة، وما لم، فلا شيء لك عندنا، لا كهرباء ولا نفط ولا غاز.. وأمام هذه الحملة القوية، لا تقدر الدولة على شيء أكثر من التهديد بكلمة "جملة".. ومع ذلك ما رأينا على الأرض "جملة" واحدة. قبل عشرين يوما قالت الحكومة إن وزارة الإعلام ستنشر أسماء وصور نابلي وخابطي أبراج الكهرباء ومفجري أنابيب النفط، ووزارتا الداخلية والدفاع ستقبضان عليهم، وسيصبحون في قبضة العدالة خلال أسبوع لا غير.. ومر أسبوع وأسبوعان وثلاثة، وما من الخبر خبر.. الحكومة تتخذ "جملة" والمفجرون والخابطون والنابلون مستمرون في مهامهم، وبدل مفجر واحد صار هناك جملة مفجرين.. كل يومين تعلن الحكومة اسماً جديداً، وآخر اسمين هما النعاج وشاهرة مفجرا أنبوب حقل أسعد الكامل يوم الجمعة، إلى جانب الأسماء القديمة التي تعرفها الحكومة بالكامل، وتحفظ عناوينهم واحدا واحدا.