كانت زيارتي الأولى للساحرة سقطرى مع فريق من الصحفيين الذين يمثلون عدداً من المؤسسات الصحفية الرسمية والمواقع الالكترونية ومراسلي عدد من الوكالات والصحف العربية والدولية ونقابة الصحفيين اليمنيين وبدعم من مجلس الترويج السياحي بوزارة السياحة. كانت صدمتي كبيرة عندما وطأت قدماي ما يسمى مجازاً مطار سقطرى، هل يعقل أن يكون هذا مطار إحدى أهم الجزر في العالم بل أهمها على الإطلاق؟ وتتوالى الصدمات تباعاً عندما تبدأ في دخول مدينة حديبو عاصمة الأرخبيل.. طريق اسفلتي مهلهل، انعدام للخدمات، وأمور كثيرة تجعلك تشعر وكأنك عدت إلى القرون الوسطى ولست في أجمل جزيرة في العالم. دخلنا الفندق الذي يسمى فندق سقطرى السياحي ولم نجد فيها من مقومات السياحة سوى الاسم فقط، وضعنا أمتعتنا فيه وخرجنا لتناول وجبة الغداء كان الوقت الثانية بعد الظهر لكن المطعم على وشك أن يقفل أبوابه ..تناولنا ما تبقى في المطعم من أرز وقليل من اللحم وغادرنا وفي نفس كل منا شيء من التعجب. بدأت رحلتنا في سقطرى وكلما غصنا في الجزيرة أكثر كانت علامات التعجب والدهشة والحيرة تزداد فينا ..هذه الساحرة هل يعقل أن تكون منسية إلى هذا الحد؟ وهل يعقل أن تكون الدولة والحكومة غير متواجدة فيها إلا بالحامية العسكرية فقط؟ تزداد الدهشة بما تراه في الجزيرة من أماكن ومناظر تسحر الألباب والعقول بجمالها وروعتها وطبيعتها الخلابة وطقسها الرائع ومناظرها الساحرة والطيور والنباتات النادرة والأشجار الغريبة التي تتواجد فيها وشواطئها الجميلة إضافة إلى طيبة أهلها وبشاشتهم ودماثة أخلاقهم وتعاملهم الراقي مع الوافدين إلى جزيرتهم ووعيهم الكبير المتمثل بالحفاظ على بيئة جزيرتهم نظيفة. أعتقد أن الكثيرين تحدثوا عن سقطرى ومناطقها وجمالها وأسهبوا وهذا شيء رائع أن يعرف الناس هذه الجزيرة الساحرة ..لكنني أتحدث عن الإهمال الذي تعاني منه ،وأوجه الدعوة لكل من يمتلك ضميراً حياً في هذا الوطن من المسئولين أن يضعوا سقطرى أمام أعينهم ويعملوا على أن تنال ما تستحقه. دعوتي أولاً للأخ رئيس الجمهورية وثانياً للحكومة وثالثاً لكل مسئول في هذا البلد تهمه مصلحة اليمن وكل صحفي وإعلامي أن ينظروا بعين المسئولية إلى هذه الجزيرة المظلومة التي تستحق الكثير والكثير، تستحق أن تكون في قلوبنا جميعاً وفي أجندتنا وفي كل برامجنا وخططنا ومشاريعنا .. فكلنا مسئول عن ما تعانيه هذه الجزيرة من حرمان وما يعانيه أهلها من متاعب ومصاعب .. الأخ الرئيس: جزيرة سقطرى محرومة من أبسط الخدمات التنموية .. المياه..الكهرباء .. الاتصالات .. الطرقات .. الخدمات الصحية ..التعليم ..أبسط الاحتياجات .. كما أنها تعاني أشد المعاناة من استغلال شركات الطيران .. وهناك مثل بسيط على الإهمال .. مستشفى متعثر من عشر سنوات ولم يُحاسب أحد على ذلك، فمهما كان السبب لا يعقل هذا! الأخ الرئيس: سقطرى التي تستحق أن تكون في صدارة اهتمامات الدولة والحكومة منسية تماماً ولا توجد على خارطة الحكومة فهي محرومة من كل شيء لا توجد بها أبسط الخدمات يعاني أبناؤها أشد المعاناة جراء الإهمال لهذه الجزيرة التي تتمنى بلدان كثيرة أن تمتلك مثل هذه الجزيرة ونحن نمتلكها لكننا لم نقدرها ولم نستفد منها، بل تركناها عرضة للإهمال والمطامع فبعض الدول تدعي ملكيتها والبعض الآخر تريد بناء قواعد عسكرية فيها وبعضها يستغل ثرواتها البحرية والطبيعية ونحن كأننا غير معنيين بالأمر وكان الجزيرة تتبع دولة أخرى. الأخ الرئيس: هل يمكن أن تلتفتوا إلى سقطرى قبل فوات الأوان وقبل أن نصحو في يوم من الأيام وقد وقع الفأس في الرأس وفقدنا إحدى أهم الجزر في العالم، حينها لن ينفع الندم وسنقول ليتنا عملنا وليتنا انتبهنا .. الأخ الرئيس: أنقذوا سقطرى ....