الحمد لله، أنت كاتب جيد، وينقصك فقط شيء من الدناءة لتصبح رجل بيزنس!! قد تصلك- من قارئ كريم- رسالة كتلك، وستبدو بعد مطالعتها ضائقاً تضرب أخماساً في أسداس، وتلعن كعادتك حظ النهايات التعيسة. "الكتابة طبيب المنطق" حسب "جالينوس"، من جالينوس هذا؟.. والله ما لي علم. المهم ستتذكر تلك العبارة، وقبل أن تبتسم بارتياح، ستتذكر أيضاً أن الوجع بعينه هو أن العلاقة بين بلداننا والمنطق، أشبه تماماً بالعلاقة بين جدتي والإنترنت!! أسوأ ما يمكنك القيام به فعلاً هو أن تنشغل بالتفكير والتخطيط لمشاريع من شأنها تحسين المستوى المعيشي لحضرتك.. من حق أي حيوان ناطق أن يفكر بذلك، وأنت حتماً فكرت. وحتماً ستعتجن، و"ترتكض" و"تبرْطع" ثم، وبعد كثير من وجع الدماغ، ستصل إلى ذات النتيجة: العيش على الكتابة حلم بيزنطي، إلاّ إذا كانت السماء تقرأ ما تقول. لا تبتئس أيها الكبير، ستتذكر في لحظة ما أن الكِتابة أشرف مهنة في الوجود.. ويكفي المرء إذن أن يحظى بذلك الشرف وب"السَلَفْ" أيضاً.. ومن يدري، فلربما ستقرأُك السماء ذات يوم.. لذا عليك أن ترفع رأسك إليها دائماً، ومثلك أنت لا يطأطئ، لأنك تعرف جيداً أن عمر الدناءة ما كانت في يوم من الأيام ضمار. [email protected]