العنوان أعلاه ليس عنوان رواية ل "إلكسندر دوماس"، ولا هو عنوان مسلسل مكسيكي.. بل هو عين الواقع الذي نعيشه، فالنساء هن الأكثر تفوُّقاً في هذا العصر.. ففي العام الماضي تربَّعت على أوائل الجمهورية 17 فتاة، وكان الثامن عشر ولد.. ما شاء الله عليه، حجاب وياسين. النساء اليمنيات متفوِّقات ويحصدن جوائز عالمية لا تبدأ عند أروى عبده عثمان ولا تنتهي عند مناهل ثابت وبشرى المقطري، وهي جوائز لم يحظ بها رجل من قبل.. كان اليمن قديماً في خير وأمان حين كانت النساء يحكمن اليمن، فالنساء لسن دمويات كالرجال، ولسن مقامرات إلى حد أن يضعن البلد في كفة ومصلحتهن في الكفة الأخرى. بالأمس حضرت ُحفل خريجات ثانوية السيدة زينب، لأن ابنتي واحدة من الخريجات.. هذه المدرسة هي الأفضل على مستوى أمانة العاصمة بشهادة كبار التربويين، وكان اسم الدفعة "من أجل يمن جديد". هؤلاء الخريجات وأمثالهن هنَّ اللواتي تُعلَّقُ عليهن الآمال في صناعة اليمن الجديد.. هذه الكلمة "يمن جديد" التي أصبحت ممجوجة لكثرة ما تم ترديدها في خطابات الساسة، لكن يبقى هناك أمل في قيادة هذا البلد وإيصاله إلى بر الأمان بأيدٍ نسائية بعد أن نهبته وقتلته أيدي الرجال. هؤلاء الخريجات هنَّ أحفاد الملكة بلقيس والسيدة أروى بنت أحمد الصليحي، وسيحقِّقن للبلد ما لم يحققه أحد قبلهنَّ من الذكور. سيغادرن الثانوية، وسيواصلن تعليمهن لأجل هذا الوطن الذي ينتظر منهن الكثير، فالمرأة معطاء أكثر من الرجل وأحكم في تدبير الأمور. قال لي أحدهم ذات يوم: لماذا يعاني العالم كل هذه البشاعة والحروب والقتل والمجاعات؟ فقلت له: لأن الذي يحكم العالم رجال بشعون ودمويون.. وبالتأكيد لو حكمت النساء لكان العالم أجمل بكثير.