وقف المواطن المنقلب على إرادة الشعب والشرعية الثورية علي عبد الله صالح في إحدى الجمع أمام جماهيره (المفبركة) ليقول للناس إن الاختلاط حرام, ملمحاً إلى الحضور الكثيف لنساء الشعب اليمني العظيمات, اللواتي أبهرن العالم بتفاعلهن وتفانيهن ودورهن المميز في سبيل إنجاح الثورة, ليفقد بهذه الخطوة الوقحة احترام الشعب اليمني برمته. فيما تجاوز الشعب اليمني الكثير من المراحل والمعضلات بفضل الثورة كانت إحداها تهميش النساء وعدم إشراكهن في العمل السياسي والمجتمعي، حتى أتت هذه الثورة الفتيه مقتحمة بروحها الخلاقة لتجعل النساء في قمة العمل السياسي والمجتمعي بقبول ومباركة من الأشقاء الرجال الذين قفزوا بروحهم الحضارية مراحل أخرى، واستطاعوا أن يتغلبوا على الموروث الزائف من تهميش النساء وعدم احترام مشاركتهن في المجتمع, ونقول زائفاً لأن المجتمع اليمني عكس ذلك تماماً , فهو كمجتمع ريفي يعتمد على النساء اعتماداً رئيساً في إدارة الشؤون الاقتصادية الحياتية، وتعتبر المرأة هي العمود الفقري للعمل في الحقل والرعي وخلافه , لذا يحمل الرجل اليمني موروثاً أقوى منذ الأزل عن شريكته المرأة في العمل داخل وخارج المنزل، ويعترف في عقله اللا واعي بالمرأة القيادية التي هي أمه الملكة بلقيس وأروى بنت أحمد الصليحي. ومن هنا نثق تماماً بقدرة المجتمع اليمني على تجاوز جميع أشكال التحريض من أي طرف وتحت أي مسمى لمحاولة الحد من حضورهن ومشاركتهن الفاعلة في كل أنحاء المجتمع كثائرات اليوم وكمشاركات في بناء اليمن الجديد غداً. لكن ما أحب أن أنوه إليه الآن مع المحاولات المستمرة لهذا النظام الجبان في الطرق على هذا الوتر من خطف للناشطات والمناضلات اليمنيات كالناشطة بدرية غيلان ومحاولة تشويه سمعتهن بطريقته القذرة, والطرق على وتر النساء الحساس في المجتمع اليمني, إذ علينا اليوم أن نتعافي من النظرة التشكيكية تجاه النساء وإعادة كل خطأ يرتكب إليها , بل علينا اليوم رفع مستوى الثقة بأمهاتنا وبناتنا وأخواتنا وإسقاط هذه الورقة الوقحة التي يلعب بها علي عبد الله صالح، غير مدرك أن نساء الثورة اليوم هن تاج على رؤوسنا جميعاً مهما بلغ كيده مبلغه, ونقول لكل أخت ثائرة عظيمة أصابها أي مصاب في سبيل هذه الثورة: لقد كان مصاب أمنا عائشة أبشع من مصابك وهي زوجة سيد الخلق وأم المؤمنين فاصبري واحتسبي, وأقول للشعب اليمني برمته هؤلاء نساء اليمن العظيمات المناضلات يستحقن فخركم وتقديركم , ولتكن ثورتنا العظيمة ثورة على كل أشكال الظلم والاستبداد والتخلف لنبدأ في بناء يمن الحضارة والكرامة والازدهار يداً بيد نساء ورجالاً.