مبروك لتوكل اليمن توكل كرمان فوزها بجائزة نوبل للسلام بالمشاركة مع نساء أخريات ،مبروك لليمن ومبروك للثورة اليمنية ومبروك لنساء اليمن وحرائره وأحراره...جميعاً.. ومبروك مرة أخرى لنوعية الجائزة وشهادة المحتوى السلمي ...لثورة الشباب والشابات الذين أبدعوا ولا زالوا وسيستمرون بكل سلمية ا في إخراج المجتمع اليمنى من صراعاته وثاراته وخصوماته على النفوذ والمال والسلطان...إلى رحاب التسامي فوق غرائز التملك والاقتتال والأحقاد...والحرق والإذلال...لكرامة الإنسان...وسيادة الأوطان والقيم...التي لدينا منها الكثير في بطون الكتب ..والنادر في أرض الواقع...
ومبروك مرة رابعة لفوز العنصر النسائي عموما بجائزة نوبل للسلام على مستوى العالم بطريقة حصرية وملفته.. فبعد أن قضى عنف الرجال وعنف "كان وقبائلها" على كل قيمة سليمة ( في الفكر والبيت والمجتمع والدولة..) ومزق بأطماعه كل فرصة للسلم الداخلي قبل الخارجي ... هاهو العنصر النسائي - مخزون الرحمة والسلمية الفطرية والإنسانية – يصل أخيراً ومن رحم الفعل الثوري السلمي إلى قائمة الاعتراف الرجولي العالمي بسلميته...وقدراته البارعة في نشر معاني السلام وروح النضال السلمي الباسل ...ليتحقق في شهور ما عجز عن تحقيقه رجال "النخيط" الأشاوس طيلة عقود طويلة من الزمن ونفوذ المال والجاه والسلطان...
فطوبى لتوكل ولليمن وحرائره وشبابه بهذا الانتصار للسلم والسلمية.. بشهادة نوبل العالمية المرموقة! التي قد تأخرت كثيراً عن إبراز الجانب السلمي النسائي المتميز والمعروف في مختلف مناحي الحياة فجاءت الجائزة أخيراً لتعترف وتؤكد أهمية القدرات السلمية النسائية في صناعة المسار السلمي للحياة الإنسانية العامة ومن قلب الإحداث الثورية المقترنة عادة بالعنف والدموية في التأريخ البشرى...
شجاعة الروح الشخصية لتوكل وحرائر اليمن وناشطاته وشبابه وانطلاقة الربيع العربي عامة والصمود الشبابي الشعبي الأسطوري في سلميته خلافاً لكل التوقعات والتصورات عن اليمن وشعبه خاصة كان من أبرز عوامل هذا الاستحقاق لهذا التشريف الشخصي لتوكل والرمزي لليمن والشباب العربي عموماً ...
صمت العرب طويلاً على مستنقعات الإذلال العبثي الداخلي ... ليصرخوا عالياً وجماعياً بثورات الكرامة الإنسانية السلمية...ويلهمون العالم أجمع بفعلهم ذلك أيما إلهام...غير مبالين بنهم غرائز القتل والحقد والاقتتال والانتقام...والحرق بالنار الذي لا يكون إلا لرب النار...
توكل - وأخواتها وإخوانها – أبرزوا أقصى تطلعات الروح السلمية اليمنية ولفتتوا أنظار اليمنيين والعالم لدور تلك الروح السلمية النسائية وقدرتها على تغيير ذهنية المجتمع "الذكرى " القبلي من العنف والعجرفة و"النخيط" والاقتتال والثأر...إلى احترام كرامة الإنسان وحريته وصوته...رغم أن البعض لا يزال يعتقد في مختلف الجبهات أن القتل وسيلة لإثبات الذات والفحولة وفرض رغباته على المجتمع قسرياً...
صبر الشعب وحلمه أغرى جلاديه - من جميع الأصناف - بالبسط عليه وتملكه كمتاع ..وجلده كالعبيد...عندما ينهض للدفاع عن كرامته... ولكل طرقه ووسائله في ذلك مما فضح جميع القيادات وعراهم شخصياً ووطنياً وانسانياً وتأريخياً وعالمياً...بشكل لم يكن يخطر لهم على بال ..وربما لا زالوا جميعاً في غيهم يعمهون... لم يدركوا يوماً أن كرامة الإنسان وحريته وصوته حق قائم بذاته قبل أن يكون منة أو عطية من أحد...!!
تكريم توكل بهذا المعنى هو تكريم واحتفاء بالروح السلمية اليمنية الأبية في سلوك كل ثارة وثائر..ومواطن يمنى ينبذ العنف والقتل أينما كان..وأياً كان الجاني...
وتكريم توكل هو إبراز لليمن وشبابها والشباب العربي عامة كنموذج عالمي متميز في صناعة السلام..بعد أن كان العربي عامة واليمنى خاصة يمثل في ذهن العالم رمزاً للإرهاب ونشر الخوف والذعر...أينما حل وأرتحل...ولا رحم الله والتأريخ من كان السبب..في ذلك...!! كما يمثل تكريمها تكريم تاريخي نادر لليمن... من ناحية بدخول اليمن لأول مرة في سجلات نوبل..التي لا يعلم إلا الله متى ستدخلها مرة أخرى ومتى كانت أصلاً ستدخلها بدون هذه الثورة السلمية... ومن جانب أخر وعبر الحديث عن جائزة نوبل في الأعلام العالم ستدخل اليمن أذهان شعوب العالم...كنموذج متطور جداً للسلام الفعلي المقصود عن سبق نية وترصد للسلمية وليس عجزاً عن الوصول لوسائل التدمير واستخدامها.. وكل هذا الترويج لليمن لم يكلف خزينة نبيل الفقيه السابقة ولا ريالاً واحداً...بل سيجلب لليمن (توكل) ما يزيد عن ربع مليون دولار...غير قابلة للسداد..مطلقاً..
توكل لم تغتر بالجائزة ولم تدعى عبقرية خارقة...كما يفعل الفارغون من الأبطال..بل صرحت بأن هناك من يستحقها قبلها...وهذا نوع نادر كريم من النبل والاعتراف بالأخر ودوره ونديته في العمل والقيم...
فهل حان الوقت ليستغل قيادات اليمن "الحانبون" جميعاً هذا النموذج الشبابي السلمي الناضج ويكلفوها بتشكيل حكومة سلام انتقالية تخرج اليمن من بوتقة الصراعات والمقامرات...الشخصية...والحزبية والعسكرية.. بمصير شعب لم يعرف عظمته إلا في ظل ثورته الشبابية السلمية...!
حكومة توكليه شبابية محايدة كفيلة بوضع التصورات والأدوات اللازمة والمحايدة لصناعة التغيير الذي ينشده جميع أبناء الشعب اليمنى بطريقة سلمية بعيداً عن استمرار الاقتتال ورغبة مختلف الأطراف في تملك مصير اليمن أو الإنفراد بقراره تحت غرور قوة المال أو التنظيم أو العسكر..أو التبعية...!!
ملاحظة :
- أبرز مراحل تأريخ اليمن حضوراً في القرأن والواقع المشرف كان في عهد مملكة سبأ/بلقيس والملكة أروى الصليحى..وقريباً في عهد حكومة سلام انتقالية في عهد توكل كرمان ...توكل اليمن السلمي القادم...فهل يخشى الرجال من مستقبل سلمى باهر بعد أن عجزوا عن تحقيقه طيلة قرون ... لنجرب على الأقل..ونعترف أن النساء أعظم قدراً في صناعة السلام.. بعد أن اعترف العالم بأكمله...!
- من حق اليمن أن تحتفل بهذا النصر والاعتراف العالمي بنضوج اليمن والشعب سلمياً.. وإذا خيبت الحكومة الآمال كعادتها... فالساحات أحق بالاحتفاء بهذه الجائزة...وتشريف اليمن...