التلال العميد ❤️    البنك المركزي السعودي يُطلق خدمة جديدة لحماية العملاء من العمليات البنكية المشبوهة وانتحال الهوية الشخصية    مصر تلوح بورقة قوية في حال استمر العدوان الاسرائيلي على رفح وتبدأ بتحركات أمنية على المعبر!    محاولة اختطاف فاشلة لسفينة شرقي مدينة عدن مميز    عملية نوعية تكشف خيوط هجوم إرهابي في أبين والقبض على المتهمين    السلطات المحلية بالحديدة تطالب بتشكيل بعثة أممية للإطلاع على انتهاكات الحوثيين مميز    خوسيلو يثير التكهنات في ريال مدريد    يويفا: ايطاليا والمانيا ستحصلان على مقاعد اضافية في دوري الابطال    الذهب يتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ 5 أبريل    وفاة وإصابة أكثر من 70 مواطنا جراء الحوادث خلال الأسبوع الأول من مايو    في رثاء الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني    بسمة ربانية تغادرنا    من أقرب أصدقائه علي ناصر ومحمد علي أحمد.. وقت محنته تخلوا عنه    توافقات بين رئيس اتحاد الكرة مع لجنة وزارية لحل مشكلة أندية عدن    جماعة الحوثي تعلن ايقاف التعامل مع ثاني شركة للصرافة بصنعاء    أمطار رعدية غزيرة على 15 محافظة خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للمواطنين    بسبب والده.. محمد عادل إمام يوجه رسالة للسعودية    ثلاث محافظات يمنية على موعد مع الظلام الدامس.. وتهديد بقطع الكهرباء عنها    أبوظبي اكستريم تعلن عن طرح تذاكر النسخة الرابعة التي ستقام في باريس 18 مايو الجاري    عندما يغدر الملوك    مأساة في تهامة.. السيول تجرف عشرات المساكن غربي اليمن    النائب العليمي: مليشيا الحوثي تستغل القضية الفلسطينية لصالح اجندة ايرانية في البحر الأحمر    قارورة البيرة اولاً    جزار يرتكب جريمة مروعة بحق مواطن في عدن صباح اليوم    أساليب أرهابية منافية لكل الشرائع    مهام العليمي وبن مبارك في عدن تعطيل الخدمات وإلتقاط الصور    حرب غزة تنتقل إلى بريطانيا: مخاوف من مواجهات بين إسلاميين ويهود داخل الجامعات    المحطات التاريخية الكبرى تصنعها الإرادة الوطنية الحرة    رئيس انتقالي شبوة: المحطة الشمسية الإماراتية بشبوة مشروع استراتيجي سيرى النور قريبا    متصلة ابنها كان يغش في الاختبارات والآن يرفض الوظيفة بالشهادة .. ماذا يفعل؟ ..شاهد شيخ يجيب    ضوء غامض يشعل سماء عدن: حيرة وتكهنات وسط السكان    الدوري الاوروبي ... نهائي مرتقب بين ليفركوزن وأتالانتا    قوة عسكرية جديدة تثير الرعب لدى الحوثيين وتدخل معركة التحرير    لا وقت للانتظار: كاتب صحفي يكشف متطلبات النصر على الحوثيين    ولد عام 1949    بلد لا تشير إليه البواصل مميز    هموم ومعاناة وحرب خدمات واستهداف ممنهج .. #عدن جرح #الجنوب النازف !    باذيب يتفقد سير العمل بالمؤسسة العامة للاتصالات ومشروع عدن نت مميز    دواء السرطان في عدن... العلاج الفاخر للأغنياء والموت المحتم للفقراء ومجاناً في عدن    لعنة الديزل.. تطارد المحطة القطرية    الخارجية الأميركية: خيارات الرد على الحوثيين تتضمن عقوبات    تضرر أكثر من 32 ألف شخص جراء الصراع والكوارث المناخية منذ بداية العام الجاري في اليمن    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين    "صحة غزة": ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و904 منذ 7 أكتوبر    امتحانات الثانوية في إب.. عنوان لتدمير التعليم وموسم للجبايات الحوثية    5 دول أوروبية تتجه للاعتراف بدولة فلسطين    الدين العالمي يسجل مستوى تاريخيا عند 315 تريليون دولار    ريال مدريد يقلب الطاولة على بايرن ميونخ ويواجه دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    البدعة و الترفيه    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأرض بتتكلم يمني..
توكل كرمان.. بداية حياة وسيمفونية جديدة بألحان فريدة مقطوعاتها:
نشر في أخبار اليوم يوم 12 - 10 - 2011

عرفت المرأة العربية بمكانتها ودورها منذ سطع نور الإسلام في الجزيرة العربية وبذلك أضحت المرأة العربية هي الأم و هي القائد في آن واحد، المرأة العربية لا شك أنها وقعت تحت تأثير الكثير من التحديات وفق المجتمع الذي تعيش فيه ومن ذلك مجتمعنا اليمني المعروف عنه بالتشدد مقارنة ببعض الدولة العربية، وهو ما أنعكس سلباً في تنمية دور المرأة. ثورة العربي أعطت للمرأة العربية وخاصة اليمنية دور أخر لم يكن يطرأ على عقل أحد وذلك من خلال صمودها الأسطوري والنضال المستميت من أجل قيم الحرية والعدل والمساواة وكانت بذلك نبراس للصبر والتضحية والقوة والصمود وهي تدك بإرادتها أوتاد الجبال لتتوهج في سماء الحرية، كما تشرق شمس الضحى على ربوع وطننا الحبيب. مؤخراً حازت الناشطة توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام وهو النصر الذي أعد الأول على مستوى الأمة العربية والإسلامية وهو ما أعطى للمرأة العربية مكانتها ودورها الحقيقة بين شعوب العالم، فوز توكل ورأي المرأة اليمنية وما بعد نوبل للسلام آراء نتعرف عليها مع مجموعة من الثائرين في ساحة الحرية بتعز من خلال السطور التالية:

عبر الشعب عن رفضه لأي قيود وصرخ الجميع رجال ونساء (الله أكبر.. حرية)، صرخات اهتزت لها أركان الطغاة والمستبدين في أرض الحكمة والإيمان، ومع ذلك ظلت المكابرة هي عنوان لرفض الاستجابة للإرادة الشعبية التي لا تقهر، فجأة ودونما سبق إنذار يأتي نوبل من خارج الوطن وهو يستجيب للمرأة اليمنية بعدما خذلها الجار قبل العدو ويالا المفارقات العجيبة بين أن تتوج امرأة يمنية باسم الأمة العربية والإسلامية بجائزة السلام وبين من دعاها للعمل كخادمة للبيوت ولله الأمر من قبل ومن بعد وهو على كل شيء قدير..
توجت توكل بجائزة نوبل للسلام وهي تقدم بخطى واثقة لتصنع مجد وطنها وتحمل بين جوانحها عزيمة وإصرار ترجمها عقل مستنير وفكر ناضج...
فوزها انتصار للثورة اليمنية ورسالة للعالم أن الإسلام ليس دين إرهاب
تقول الثائرة / رحمة عبدالله القدسي أن فوز توكل يعد اعترافاً من العالم بسلمية ثورتنا التي طالبنا بها منذ 11 فبراير وسنستمر في النضال بسلميتنا حتى نسقط النظام ونبني الدولة المدنية المنشودة.. تردف رحمة: توكل أكدت للجميع فعالية المرأة اليمنية في الثورة وفي مختلف المجالات.. وتضيف أن كل الثائرات في مختلف ساحات الحرية والتغيير يمثلن توكل كرمان..
جائزة لتوكل وأمل وسامية والخيواني وكل الأحرار
بدوره يصف الصحفي والأديب محمد البذيجي فرحته بفوز توكل بالسعادة التي تتسعها السماء، قسماً لم أشعر بفخر يمنيتي إلا من خلال هذه الثورة المباركة وأثناء أجواء الجائزة التي حصلت عليها الأستاذة القديرة توكل كرمان، وقد نلت شرف العمل مع هذه الثائرة في عدة برامج وأنشطة.. يكمل الشاب حديثه عن توكل: اعرف توكل عن قرب، هي رائعة يمكن لك أن تتخذها ملهمة سياسية و شقيقة وأخت وصديقة، قبل الثورة الحالية ومعها احمد سيف حاشد وهذه الجائزة ليست لها فقط ولأمل الباشا وسامية الأغبري وعبدالكريم الخيواني الذين كانوا جميعاً يحتشدون كل ثلاثاء امام ساحة الحرية التي شاركت توكل بتسميتها وهي الساحة أمام مجلس الوزراء بصنعاء، أول ساحة حرية أسست عام 2007م..
فتاة أشرقت بها اليمن
يتابع البذيجي: هي امرأة تحمل معاني العزة والشرف والنخوة اليمنية، في داخلها تكمن الإنسانية بأجمل معانيها، فتاة مشرقة أدخلت اليمن تاريخاً مشرقاً، بعد أن كان عاجزاً على تخطي خطوة الظلامية التي وضعها بطريقه حاكمه علي صالح..
الجائزة هي نوبل.
لم تكن نوبل يوماً جائزة هامشية لأحد، سعت إليها الدول والملوك والقادة فأخذتها بنت اليمن الثائرة توكل كرمان.. أراد هذا العالم أن تكون هذه الجائزة هي اكبر جائزة في العالم، هكذا اتفقوا على أن لا تكون هناك أي جائزة تعلو عنها، واتفق العالم أيضا هذه المرة على أن تكون اليمن هي الأولى، هكذا أردنا نحن أولا فاستجاب لنا هذا العالم في وقت كدنا أن نفقد أي شعور إنساني تجاه عالم خذل الثورة اليمنية طيلة 9 أشهر من عمرها..
توكل صنعت ثورة
يكمل البذيجي حديثه عن الثائرة كرمان: توكل لم تصنعها الثورة، واتفق مع من يقول أنها هي من صنعت الثورة، توكل ثائرة منذ أن عرفت اليمن اسمها، هي صاحبة أول كلمة ارحل، وهي التي وقفت شوكة عصية على الانقلاع من حلق الحاكم المستبد..
وكشف البذيجي عن رغبته في مخاطبة نوبل بقوله: نحن يا نوبل ، نفتخر بجائزتك كثيراً، لكن يجب عليك أنت، وأنت فقط أن تفخر باليمنيين، وان تأتي إليهم لترى هذا الفن اليمني الجميل، ثورة براء، وأوجه تشتاق للانتصار، وتبذل الروح الغالية لأجله، تعال إلى هنا يا عالمنا وانظر إلى هذا الشعب المطحون وهو يسطر تاريخه حرفاً حرفاً، ليس هناك من هو أسعد منا هذا المساء، لن تمر جائزتك بصمت، ويجب عليها أن تمر دار كل عربي وليس يمنياً فقط بل كل ديار العالم، لترى أصالة هذا الشعب السلمي.
يزيد الثائر البذيجي فخراً وهو يطرب: أنا من اليمن، موطن الكبرياء،يُرفع رأس اليمني كما هو مرفوع الآن رأس توكلنا، ربما ذرفنا الدمع، لكن دمعنا الغالي يجب أن يُتوج بالانتصار، نحن سعداء يا نوبل.. جداً.. وجداً.
واسأل التاريخ عني أنا يمني
يختم حديثه: إنها لحظة تاريخية غالية لليمنيين لا تساويها ذكريات التوحد المشقوق، ولا ذكريات الثورات المسروقة، فقط تشبه تماما ثورة فبراير، هذه التي عانينا وعانت توكل لأجلها الكثير والكثير ..
أنا يمني واسأل التاريخ عني أنا يمني، أنا من شعب توقد وابتهج، يغرس التاريخ سيفاً في المُهج، أنا من ارض المنايات التي خُلقت، لتموت وتصنع من مناياها وهَج..، وستظل هذه الجائزة مشعل ثوري اعتقد أنها ستأخذ الثورة إلى حيث المكان الذي أراده الشهداء أن تصل إليها، إلى الانتصار حتماً، الفعل الثوري لابد أن يكون متوهجاً كأرواحنا التي تتوهج الفرح الآن.
استعادة للحضارة اليمنية ومجدها التاريخي
كمن سبقوها تؤكد حياة نعمان الذبحاني أن فوز توكل يعد انتصاراً لجميع اليمنيات وليس لتوكل فقط التي رفعت رأس المرأة اليمنية عالياً.. وتضيف أنها قدمت صورة مثالية للمرأة العربية المسلمة وفوزها يعني أن المرأة قد كسرت كل القيود التي يقيدها بها العالم العربي وتعتبر فوزها اعتراف من العالم بسلمية الثورة ويعني استعادة لحضارة اليمن ومجدها التاريخي الذي خطفه منا نظام علي صالح ويعتبر تحاور مع الديانات وفوزها بعث رسالة للعالم أجمع بأن ثورتنا السلمية ماضية إلى طريقها في الحسم والانتصار.
لبنة أولى في بناء الوطن
من جانيه ينوه الشاب عصام عبدالحميد البترا أن فوز توكل يعطي حافزاً للمرأة اليمنية ودافعاً أقوى بالتمرد على الصمت والانطلاق نحو الغد المشرق، الغد الذي يسوده الحب والإخاء والتسامح وبناء دولة اليمن الجديد التي أساستها جائزة توكل كرمان التي تعتبر اللبنة الأولى لتشييد هذه الوطن المعطى الذي حوله فيلق من المرتزقة إلى وطن خالي على عروشه وهم يشحتون بشعبه العظيم جميع دول العالم بينما خزائنهم تكفي لبناء عشرات أوطان كاليمن.
يضيف البتراء أن فوز توكل يعد نصراً للثورة اليمنية بامتياز ونصراً لثورة الربيع العربية ونصراً أيضاً للمرأة العربية.
كرمان والمجتمعات الغربية في تحليل الثورة اليمنية
لا تختلف الدكتورة وفاء المسني في الرأي عن من سبقوها واسترسلت في حديثها قائلة: في البدء نهنئ الأخت توكل كرمان على نيلها جائزة نوبل للسلام وهي بشارة خير عن قرب لتحقيق أهدافنا وتطلعاتنا في الوصول إلى دولة مدنية ترقى إلى مستوى تاريخنا وحضارتنا العريقة،
أما عن مدى تأثيرها على الثورة اليمنية والحسم فهذا يعتمد على مقدار ذكاء قادة الثورة في التقاط هذه الهدية التي رمى بها المجتمع الدولي في أحضاننا واستغلالها خير استغلال كنقطة تحول من ردة الفعل إلى فعل خصوصاً بعد تخبط النظام بكافة أطيافه بعد تلقيه هذا الخبر.
فقد استطاعت ابنة الاثنين والثلاثين عاماً أن تضع بصمة امرأة عربية مسلمة أمام أعين كل المجتمعات الغربية واعتقد أن تلك المجتمعات ستبدأ في قراءة هذه البصمة وتحليل ظاهرة سطوع نجم امرأة وزوجة وأم عربية مسلمة في مجتمع غلبت عليه الهيمنة الذكورية، إضافة إلى أن ذكر اسم اليمن المجهول موقعها على الخريطة وأمتزج عند البعض دائماً بالثالوث المرعب ( الإرهاب – التخلف – العوز و التسول)، فهي بذلك فاقت نظيراتها من المجتمعات المتقدمة في تسخير كل المعوقات والصعاب لتجعلها سلماً للصعود والنهوض.فبها سيعلم العالم الغربي أن المرأة في مجتمعاتنا ليست مواطناً من الدرجة الثانية.
تردف وفاء: بهذه الجائزة سيبدأ الكثيرين في مِعرفة أن الجزيرة العربية لا تنتهي جنوباً بدولة السعودية، بل بدولة كانت مجهولة بالنسبة لهم اسمها اليمن ولديها تاريخ حافل من النساء العظيمات.وبها أيضاً ستتغير نظرة العالم للدولة التي تصدر الإرهاب بأنها تصدر الثورة والسلام.
وتكمل حديثها عن حقوق المرأة ودورها في الثورة قائلة:لا يخفى على احد أننا في مجتمع يحمل الكثير من الموروثات التي تقنن دور المرأة وتطاردها باسم الدين، بالرغم أن الإسلام أعطى للمرأة حقوقاً كثيرة لم تصل بعد إلى مدارك معظم اليمنيين الذين يجعلون التقاليد ديناً، إلا أن الثورة أبرزت المرأة اليمنية بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخنا المعاصر.
نوبل والمرأة السعودية في إدارة دفة حياتها
تتابع المسني حديثها: فكثير من النساء في اليمن توكل، وعليه أتمنى من جائزة نوبل أن تكون علامة فارقة في طريقة تعامل اليمنيين مع النساء وان يقدم اليمن نماذج رائعة من الرجال المتميزين كالأستاذ / محمد إسماعيل النهمي الرجل الشرقي اليمني المسلم الذي وقف داعماً لذات وطموح زوجته.
وتطرقت المسني في سياق حديثها إلى تزامن فوز كرمان بعد أسابيع قليلة من موافقة المملكة العربية السعودية على استقدام خدمات من اليمن وهي تقرأ التباين: أما عن مفارقة هذا التكريم مع إعلان استقدام خادمات يمنيات لدى دولة السعودية، فإني افهم اعتذار وزير العمل السعودي عن هذا الخبر وإعلان أن العمالة المنزلية المقصود فيها الطباخ والسائق والبستاني ومع ذلك فإني أعلن استعطافي لشقيقاتنا المرأة السعودية، فبينما أختها في الحديقة الخلفية لها وصلت إلى جائزة نوبل فإنها مازالت تبحث عن حقها في إدارة دفة السيارة وأتمنى لها أن تصل إلى مرحلة المطالبة في حقها في إدارة دفة حياتها كلها.
وكما قال المتنبي: وما التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال... ولو أن النساء كمن ذكرنا لفضلت النساء على الرجال.
تغيير الانطباع عن الإرهاب في اليمن
الناشط والمحامي فهد العميري يخالف من سبقه الرأي وهو يبرهن عدم وجود أي تغيرات جوهرية سوف تطرأ وتؤثر على الثورة اليمنية بمجملها والحسم الثوري على وجه الخصوص نتاجاً لفوز توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام، إذ يتسم المشهد الثقافي اليمني بالضمور وعدم التعاطي الايجابي والفعال مع مثل هكذا جائزة جراء سيطرة الأميين و إنصاف المتعلمين بتعبير أدق على مراكز صناعة القرار وعلى التحكم بتوجيه الرأي العام المحلي وبالتالي فلن تتغير الكثير من اتجاهات الرأي العام المحلي وسيظل منقسماً كما هو عليه الآن من حيث طريقة تعاطيه مع المشهد الثوري وتفاعله معه.
وعن مدى تأثير هذه الجائزة في تغيير نظرة العالم الغربي للمرأة العربية المسلمة يوضح العميري:
أيضاً لا أعتقد أن هناك تغييرات كبيرة سوف تحدث نتاجاً لذلك على نظرة العالم الغربي للمرأة المسلمة كون توكل كرمان ليست أول مسلمة تفوز بجائزة نوبل وإن كانت أول عربية وكون ما يسمى بحملة مكافحة الإرهاب الذي تتخذ من الهجوم على كل من هو مسلم ما زالت فاعلة ومؤثرة في صناعة وتوجيه الرأي العام الغربي وخلق حالة عداء بينه وبين ماهو عربي ومسلم، يتابع حديثه: بان الثورة اليمنية واليمن سوف تستفيد الكثير من هذا الحدث التاريخي، حيث ستغير الانطباع السائد عن اليمنيين بغوغائيتهم وكونهم حملة سلاح ودعاة ثارات لا أكثر وسيتعرف الكثير من مثقفي العالم على اليمن وأصالته وثقافته وكيف يواجه هذا الشعب العظيم والمسلح قوى الغطرسة والاستكبار وقذائفه بصدور عارية وأحلام مدنية خالصة دونما رفع السلاح الذي يمكنهم بمجرد الضغط على زناده في أي وقت تاءون جدواه لكنهم بسلميتهم مصرون إلا أن يكرسوا القيم المدنية الأصيلة ويسقطوا النظام سلمياً وسلمياً.
النموذج التوكلي وبعده في دعم المرأة اليمنية
وأكد العميري تغير نظرة المجتمع للمرأة على المستوى البعيد تحديداً وعلى مشاركتها في الثورة، بل سنجد الكثير من الأسر اليمنية توفر الدعم الكبير لبناتها رغبة في تكريس وتجديد النموذج التوكلي وهذا سيكون له انعكاسات ايجابية على الثورة وعلى نظرة المجتمع للمرأة الثائرة.
وأشار المحامي إلى أن الدول العربية وخاصة المجاورة لليمن تتعاطى مع الشأن اليمني بمنطق تقليدي قديم حيث كانت هي المسيطرة والمتحكم في كل كبيرة وصغيرة فيما يتعلق بالشأن اليمني دونما إدراك لماهية التغير الذي حدث ويحدث منذ ثورة 11 فبراير المجيدة وما حصول توكل على الجائزة إلا دليل تقدير عالمي وإنساني لليمن وثورته والطريقة التي أبهر بها اليمنيون العالم بثورتهم السلمية وإن كنت لم استوعب حتى اللحظة ما هي المعايير التي حصلت توكل من خلالها على الجائزة؟!!
صفعة للنظام
يقول الصيدلي مأمون الأغبري إن فوز كرمان أعطى دفعة معنوية عظيمة لثورتنا وشبابها للاستمرار بالثورة ومواصلة مطالبهم بإسقاط النظام الفاسد وسرعة الحسم، حيث زادهم إصراراً على الصمود وسلمية الثورة اليمنية، كما عكست مدى سلمية ثورتنا وأعطت وجهاً مشرقاً لليمن الجديد والمستقبل الباهر للدولة المدينة والتي يتطلع لها الشباب في الثورة اليمنية.
يتابع الأغبر: إن فوز كرمان بهذه الجائزة أعطى صفعة قوية للنظام والذي لطالما حرص قادته على تصوير الشعب اليمني بأنه قبلي ومتعصب ومتخلف وبفوزها هذا اعتراف من العالم بثورتنا وسلميتها وسنواصل الصمود في الساحات حتى إسقاط كل بقايا النظام.
ونوه مأمون بأن فوز كرمان كأول امرأة عربية مسلمة محجبة بهذه الجائزة أعطى تغيير شاملاً وكاملاً لنظرة الغرب للمرأة العربية المسلمة، حيث غيرت مفهوم تبعية المرأة للرجل وأثبتت بأن المرأة لها دور فعال في المجتمع العربي وفي المجال السياسة ونشر السلام وعملية التغيير في الأنظمة وفوزها بهذه الجائزة جسد ذلك المنطق.
نوبل أعادت ثورة الربيع إلى الواجهة
ويرى الشاب الصيدلي بأن المرأة الآن ستنال مكانة عالية في المجتمع العربي وستعوض التهميش الذي كانت تعيشه في مجتمع ذكوري حرمها من حقوقها ومن المشاركة في التغيير..
يردف مأمون: ثورات الربيع العربي تعيد صورة المرأة إلى الواجهة وبقوة بفوز كرمان بهذه الجائزة زالت الحواجز بين الرجل والمرأة وأصبحا متساويين في الحقوق والواجبات، حيث أثبتت المرأة اليمنية الثائرة أن لها دور قوي جداً في الثورة اليمنية من خلال الأدوار البطولية في الساحات الثورية وغدا سيفخر المجتمع أكثر بما أنجزت المرأة في هذه الثورة..
جائزة نوبل دفعة قوية لنجاح الثورة اليمنية
مجدي النقيب يتحدث عن فوز كرمان بقوله:
أولا: لاشك أن فوز امرأة يمنية بهذه الجائزة العالمية يعد حدث تاريخي على مستوى الوطن العربي وقد جاء توقيت الفوز في الوقت الذي تتمخض عن الثورة اليمنية الفوز في إسقاط النظام بالطرق السلمية.
لقد أضافت هذه الجائزة شيء جديد للثورة ودفعة قوية في معنويات الثوار واقتراب موعد الحسم لاجتثاث أركان النظام المستبد ويعد هذا الفوز خطوة حقيقية في عزل نظام صالح داخلياً وخارجياً..
ثانياً: لعل الشيء الأبرز في هذا الحدث العالمي هو شهادة الغرب بسلمية الثورة اليمنية ونهج قائدتها توكل كرمان الذي شكل فوزها اعترافاً دولياً بأهمية دور المرأة في بناء مجتمع ديمقراطي يسوده السلام والعدالة الاجتماعية والمساواة, وقدرتها على صنع التاريخ، وهذا الفوز لاشك أنه سيغير من نظرة المجتمع للمرأة الثائرة بشكل عام ويعطيها دفعة قوية لتجاوز كل التحديات والصعاب.
ثالثاً: بالنسبة للإعلان عن استقدام خادمات يمنيات فأظن أننا قد استطعنا أن نوصل رسالتنا في حينها حين طلبنا من السعودية الاعتذار وأعطيناهم مهله 24 ساعة وحشدنا لحملة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية مما جعل وزير العمل لهذه الدولة يفسر القرار أن المقصود منه هم الرجال كسائقين,, أما الرسالة الجديدة من فوز توكل كرمان فهي الاعتراف بالثورة وهو ما يزعج من يحمل ملف المبادرة الخليجية.
نظام صالح والتجسيد الخاطئ لدولة المرأة اليمنية
بدورها تتحدث سهام الحكيمي عن فوز كرمان: لم يكن غريباً على توكل بان تفوز بجائزة نوبل للسلام، كونها مناضلة تسعي لتغيير نظام دموي بأساليب سلمية لم يعترف بها العالم الغربي والعربي إلا بعد تسعه أشهر وذلك من خلال فوز كرمان بهذه الجائزة وهي ليست شخصية لتوكل فقط إنما هي اعتراف واضح بالثورة الشبابية اليمنية السلمية ولم يقتصر دور المرأة برفع صوتها بكلمة لا للنظام وهي ماكثة في منزلها كما أنها رد على العالم والغرب على مزاعمهم أن المرأة العربية واليمنية جزء لا يتجزأ من البيت فقط ولكن لها دور في الثورات وجميع المجالات والأدوار الإيجابية والتي تسعى لمجتمع مدني يشيد بدور المرأة العربية.
كما أنه لا يخفى علينا ما يقوم به نظام صالح من تجسيد خاطئ لدور المرأة في هذه الثورة وحصول توكل كرمان على هذه الجائزة رد للسعودية التي تسعى لتأزيم الثورة وتحويلها من ثورة شبابية شعبية إلي أزمة سياسية بين معارضه و نظام.
بشائر النصر
الدكتورة يسرى الدغيش قالت: إن نيل توكل كرمان لجائزة نوبل للسلام يعتبر بحد ذاته نصراً للثورة اليمنية السلمية التي لطالما كان هذا شعارها منذ انطلاقها في ساحات الحرية والتغيير في كافه أرجاء اليمن..إلا أن توكل كرمان وبرفقة عدد من الناشطين أمثال أ/احمد سيف حاشد و أ/ سامية الأغبري و أ/ ساميه الحداد وأ/امل باشا وأ/عبد الباري طاهر.....وغيرهم كثيرون لا يسعني ذكرهم جميعا كانوا من أوائل من دعوا إلى التظاهر وإسقاط نظام علي صالح ومن أوائل من عملوا على نصرة الحقوق والحريات في البلد منذ وقت مبكر..حتى وصلوا معا رفع شعار( الشعب يريد إسقاط النظام..ارحل).
وأردفت الدغيش: كما أن هذه الجائزة حتماً سيكون لها التأثير الايجابي للثورة اليمنية السلمية, وسيعطها دفعة أخرى نحو الاستمرار والمحافظة على نضالها السلمي، لأن النصر آتٍ منه لا محال.
تؤكد يسرى: بأن العنف لن يجلب لنا سوى مزيد من الدمار والبؤس وبان خيار التصعيد السلمي هو واجب على كل ثائر وثائرة إلى أن يسقط كل أركان النظام البائد..
وتعتبر د/ يسري بأن هذه الجائزة هي بشائر نصر..وستسلط أنظار العالم أجمع نحو الثورة اليمنية ونحو ما يقوم به نظام علي صالح من ظلم وقتل وتعسف وانتهاك للحقوق الإنسان وكرامته..وستفضحهم أكثر وتعريهم أكثر أمام العالم..مما يشكل هذا ضغطاً دولياً وإقليمي نحو نظام علي صالح لتخليه عن السلطة وترك اليمنيين في شأنهم لاتخاذ قراراتهم في إنشاء دولة مدنية قائمة على الديمقراطية والتعددية السياسية والمساواة في المواطنة وكل ما يحلم به اليمنيون منذ سنوات.
ونوهت يسرى: إن هذه الجائزة ستسلط الضوء نحو المرأة اليمنية المسلمة خاصة ونحو المرأة العربية عامه بكونها امرأة أثبتت أن دورها نحو المشاركة الفعالة لبناء المجتمعات في كل مجالات الحياة لا يقل عن دور الرجل وأنها بعملها هذا تطبق تعاليم دينها الإسلامي الذي أتى ليحرر المرأة من العبودية و القهر الذي كانت تعيشه..وستسلط بوجه الخصوص نحو دورها الفعال في الثورات العربية انطلاقاً من واجبها الديني الذي يحثها على أنصار الحق والعيش بحريه وكرامه وبمشاركتها في ميادين الحرية والتغيير محت أي (توهمات) كانت رسمت لها في الماضي بأن دور المرأة يقتصر فقط على المنزل وتربية الأولاد.
اللاءات: لا للعبودية لا للقهر لا للمذلة
وتحدثت الدغيش عن دور المرأة اليمنية في مجتمعنا الذي يختلف كثيراً عن دور المرأة في الجوار، حيث لا يقتصر على اهتمامها بالمنزل، بل ساهمت وناضلت في الثورة أيضاً شأنها شأن الرجل وبذلك هي من ردت بذاتها عن رد طلب الاستقدام من الدولة الشقيقة للخدمة في البيوت..بان المرأة اليمنية، تستعبد ولاستخدم في البيوت وإنما تكرم بجائزة نوبل للسلام لنضالها المستميت في نيل الحرية والعزة والكرامة...المرأة اليمنية تبني وطناً تحرره من طغاته ومن مستبديه، تعزز فيه قيم الحرية والعزة والكرامة رافعة شعار (لا للعبودية لا للقهر لا للمذلة )و تربي أبناءها على ذلك.
ألف مبروك مرة أخرى لتوكل كرمان...لليمن أرضاً وإنساناً ولثورتنا المجيدة، وكل أحرار هذا العالم الحُر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.