ما سمي بالثورة السورية لم تكن ثورة سورية منذ البداية بل كانت حالة عنف وإرهاب وفضاعات ضد الإنسانية ،وتدخل خارجي سافر ضد الشعب السوري بهدف إسقاط نظامها الوطني والدولة السورية وتمزيقها إلى دويلات صغيرة ومتصارعة وفقا لأجندات أمريكية صهيونية عربية تهدف إخراجها من جبهة المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني . لا يوجد أي مظهر من مظاهر الثورات في سورية ولو كان هنالك ثورة أو شبه ثورة لسقط النظام الحاكم في أسابيع ولم يستهدف ثوارها تدمير بنيتها الاقتصادية والتنموية والحضارية ولم يقتلوا الناس بوحشية. كيف نفهم بقاء نظام سياسي قوي ومتماسك وجيشه موحد طوال عامين من الاستنزاف والجرائم وهو في الوقت نفسه مرفوض شعبيا ومطلوب إسقاطه من قبل شعبه وفي الوقت نفسه مستهدف إقليميا بالمؤامرة والحصار والتدخل العسكري المباشر. لو لم يكن غالبية الشعب السوري مع النظام الحالي ويرفض الإرهاب والتدخل الخارجي في تقرير مصيره ويخاف على وحدة ومستقبل سورية في أيدي التكفيريين والطائفيين وحلفاء إسرائيل والدول الرجعية لما استمر نظام بشار الأسد طوال عامين أو يزيد بهذه القوة والتماسك والصمود . لقد سعى حلف معادات سورية ( الإسرائيليون والأمريكان والأتراك وعملاؤهم في المنطقة والداخل السوري ) منذ اللحظة الأولى لاستغلال الغضب الشعبي والثورات العربية المطالبة بالحرية والكرامة والرافضة لارتهان حكامها للخارج استغلال كل ذلك لإسقاط سورية وتمزيقها باسم الثورة والحرية ولذلك لم يراهنوا على الثورة الشعبية والمظاهرات السلمية بل راهنوا على عوامل أخرى من خارج الثورة ويمكن تحديدها بثلاثة عوامل رئيسية وهي : -راهنوا على استثارة الطائفية في سورية ظنا منهم أن الأغلبية السنية ستقف معهم لما أسموه بحكم الطائفية النصيرية "العلوية " لكنهم خسروا الرهان واكتشفوا متأخرين وبعد جرائم وفضاعات بأن النظام السوري علماني وقومي ووطني أكثر مما هو طائفي ،وأن الشعب السوري العظيم أكبر من رهاناتهم وأن الطائفية ليست إلا في رؤوسهم الوهابية المتيبسة ،وكان أن ظلت الأغلبية السنية في دمشق وحلب أبعد ما تكون من مثل هذه الأعمال التي لا نهاية لها من العنف ،بل ثبت أن المواطنين السنة في دمشق وحلب وغيرها كانوا هم الداعم الأول والأساسي لصمود شعب سورية لأنهم وغيرهم هم في النهاية شعب سورية العربي خصوصا بعد أن تبين أن الإرهابيين قتلوا علماء ورجال دين كبار من السنة وغير السنة ودمروا مساجد ودور عبادة دون تمييز بين الطوائف والمذاهب والأديان . -راهنوا أيضا ومنذ البداية بان ارتكابهم للجرائم البشعة ضد الإنسانية وبصورة لم يسبق لها مثيل في التاريخ بما في ذلك سلخ جلود الأطفال واغتصاب النساء وقتلهن وتشويه أجسادهن ثم اتهام النظام بها لا بد وأنها سترعب الشعب السوري والنظام السوري ،وبالتالي سيسارعان معا إلى تسليمهم البلاد والسلطة خوفا ورعبا منهم ومن جرائمهم لكنهم اكتشفوا- متأخرين - أن أفظع المجازر التي ارتكبوها ضد النساء والأطفال لم تزد الشعب والجيش السوري إلا صلابة وعنفوان ورفضا لأعمالهم الإجرامية . -راهنوا ومنذ البداية أيضا على التدخل العسكري المباشر من الخارج ولم يكن يمر يوم إلا وتسمع تصريحات وبيانات صريحة من قادة معارضة الخارج يطالبون بالتدخل الخارجي العسكري المباشر لإسقاط النظام بالقوة وعبر الحدود مرة باسم الغطاء الجوي ومرة باسم ممرات آمنة للاجئين ،ومرة ثالثة باسم الأسلحة المحرمة غير أنه وبعد كل هذا "العويل" والمناشدات تبين لهم ولكن - متأخرين - بأن التدخل العسكري الإسرائيلي الغاشم والمباشر وضرب محيط دمشق من قبل الطيران والصورايخ الإسرائيلية لم يغير شيئا في قواعد اللعبة على الأرض بل قلب النتيجة لغير صالحهم وجعلهم شعبيا وعربيا في جبهة واحدة مع العدو الصهيوني ،وهاهي الشعوب العربية تنتفض متضامنة مع سورية بالتزامن مع تقدم سريع للجيش العربي السوري لتطهير سورية من أنجاس المرتزقة والإرهابيين في كل الجبهات ومن ريف دمشق حتى ريف القصير ودرعا ودير الزور وإدلب وحلب وغيرها يتقدم الجيش والشعب السوري ويتراجع مقاتلو جبهة النصرة مهزومين في ظل مسارعة الحلول السلمية كمحاولة أخيرة لإنقاذ من تبقى منهم ،وها هي أمريكا نفسها تقبل بتفسير موسكو لاتفاق دمشق ...الحل الانتقالي في ظل رئاسة بشار الأسد وهو ما كان يرفض كليا وقطعيا من قبل انتصارات الجيش السوري وتقدمه على الأرض . لقد خسرت كل رهناتهم لأنها كانت خاطئة "وخرجوا من السوق بلا حمص" والآن عليهم أن يدفعوا الحساب وهو حساب عسير. *تغريدة الحزب الذي لا يعرف بأن مزاج الشعوب العربية قد تغير لصالح الدولة السورية والجيش العربي السوري هو حزب غبي ولا علاقة له بقضايا وهموم شعبه.