المبدع في كل بلدان العالم يحظى بالتقدير والاحترام والأولوية في كل شيء ماعدا في اليمن، فالمبدع يذهب إلى سلة المهملات ولا يحظى بأي تقدير أو احترام، والأمثلة على ذلك كثيرة ويعرفها الجميع. في بلادنا عندما يفوز أي مبدع بأية جائزة عربية أو دولية نشاهد المسئولين يتسابقون على استقباله في المطار وأخذ الصور التذكارية معه، لكنهم بعد الخروج من المطار يغلقون أبوابهم بل ويتهربون من التزاماتهم التي أعلنوها في التصريحات الإعلامية.. ويظل المبدع يتابع ويلاحق إلى أن يكره اليوم الذي ولد فيه ويتمنى أنه لم يبدع. بالطبع كلنا نسمع عن جوائز رئيس الجمهورية للشباب، لكننا لم نعد نسمع عن الشباب الذين فازوا بها، وماذا يعملون؟ ومن احتضنهم؟ وزارة الشباب والرياضة أم وزارة الثقافة أم اتحاد الأدباء أم الجامعات، أم أنهم انضموا لمقايل القات، كما لم نعد نسمع عن المبدعين اليمنيين الذين فازوا بجوائز عربية ودولية، ولا شك أنهم الآن بجوار زملائهم يعانون الإهمال ويندبون حظهم. هل تعرفون أن اليمن تفتقد إلى وجود مركز للبحث العلمي أو مركز تأهيل للمبدعين لاستقبالهم ورعايتهم الرعاية الكاملة وتوفير سبل العيش الكريم لكل من يرتاد هذه المراكز لتجعلهم يتفرغون للإبداع وخدمة الوطن.. فهل فكر أي مسئول في أي وزارة من وزارات الحكومة أن يتقدم بمشروع لإنشاء مراكز للمبدعين ومراكز للبحث العلمي؟ أشك في ذلك؛ أتعرفون لماذا ؟ لأنه لا يوجد في اليمن مركز بحث علمي واحد، ولا يوجد أي مركز للمبدعين وعليكم بالبحث والتحري. كثير من المبدعين الذي يمتلئ بهم هذا الوطن ضاعوا في الزحمة، حيث المبدع يضيع، وغيره من أنصاف المتعلمين يجد الفرصة الكافية بل وأحياناً تجعل منه المتحكم في الأمور، وكنا سمعنا عن قرار للحكومة يعطي الأولوية في التوظيف والعمل للفائزين بجوائز رئيس الجمهورية للشباب وتفاءلنا خيراً بأن يأخذ كل ذي حق حقه، ولكن هذا القرار ضاع كغيره من مئات القرارات السابقة وأصبح في طيِّ الإهمال، بل أن بعضها يضيع عند مختص في وزارة أو جهة لسبب أو لآخر. وأخيراً: هل نملك أن نقول لبقية الشباب أن يبدعوا وهم يعلمون أن مصيرهم سيكون كسابقيهم إلى سلة المهملات، وأن أحداً لن ينظر إلى إبداعهم، فلا مراكز علمية للبحث العلمي يمكن أن يلتحقوا بها ولا وزارات مختصة تحتضنهم وترعاهم، ولا ثمة ما يشجعهم على مواصلة الإبداع لخدمة الوطن الذي هو بحاجة الجميع، بل أن المبدع في اليمن مجرد صورة تذكارية تلتقط مع المسئول.