ثمة في اليمن قُضاةٌ في غاية الكفاءة وفي غاية النزاهة وفي غاية الشجاعة.. يحق لنا أن نفخر بهم ونعتز، ومن حقنا كذلك أن نقلق ونخاف عليهم. ونحن لا نخشى عليهم من أفراد العصابات ولا من أجهزة المخابرات، وإنما نخاف عليهم من المشايخ.. من هذه الكائنات المريعة التي تخيف جميع اليمنيين وتبثُّ فيهم إحساساً هائلاً بالرعب. المشايخ في اليمن هم الجحيم وهم الرعب الحقيقي.. هم الثورة وهم الثوار.. هم الجمهورية وهم الجمهوريون.. هم الوحدة وهم الوحدويون.. هم الوطن وهم الوطنيون.. هم الدولة وهم النظام وهم القانون. وهم فوق الدولة وفوق النظام وفوق القانون، وفوقنا جميعاً. وحدهم المشايخ يتمتعون بالحصانة من الحضانة حتى القبر. وحدهم يمتلكون الحق في كسر نظام المرور، وفي كسر القانون، وفي كسر الناموس، وفي كسر رؤوس من يعترض طريقهم. إنهم كابوسنا الدائم.. الكابوس الجاثم فوق صدورنا منذ 26 سبتمبر 1962 وحتى اليوم.