تشهد الأسواق المحلية استعدادات مكثفة لموسم الغذاء والكساء السنوي، وبدأت المولات التجارية في العاصمة صنعاء بتدشين موسم الانخفاضات السنوية تهيئة للموسم الجديد واستبدال السلع والمنتجات السابقة بأخرى تلبي احتياجات الموسم. التنافس التجاري في الأسواق التجارية تزامن مع انتعاش حركة التجارة الداخلية، حيث استقبلت الموانئ اليمنية المئات من السفن التجارية، وتجاوزت السفن التجارية التي استقبلها ميناء عدن خلال الربع الأول من العام الجاري ال 350 سفينة تجارية، وهو ما يعد مؤشراً إيجابياً لارتفاع الواردات من الأسواق المحلية. وعلى الرغم من تراجع حركة الملاحة الدولية في ميناء الحديدة إلا أن معظم التجار اليمنيين يعتمدون على ميناء جيبوتي كمحطات وصول لوارداتهم. وعلى ذات السياق بلغت العملة المصدرة خلال الربع الأول من العام الجاري قرابة نصف مليار دولار خلال ثلاثة أشهر وفق تقارير البنك المركزي. وكانت حركة الواردات قد تراجعت إلى أدنى المستويات خلال العامين الماضيين بفعل الأزمة السياسية التي عصفت باليمن وكبَّدت الاقتصاد الوطني خسائر فادحة بلغت وفق التقديرات 6 مليارات دولار، كما جمدت النشاط التجاري، وتشير التقديرات إلى أن حركة الملاحة الدولية من وإلى اليمن تراجعت بنسبة 75% خلال العام 2011م. ويعتمد اليمن على الأسواق المحلية لسد الفجوة الغذائية بنسبة 90% وعادة ما يرتفع الطلب على المنتجات الغذائية خلال شهري شعبان ورمضان إلى أعلى المستويات، وعلى الرغم من تردي الأوضاع الاقتصادية وفشل الحكومة الحالية في تحسين الأوضاع الاقتصادية للمواطن اليمني إلا أن المنتجات الغذائية تحتل قائمة احتياجات المستهلك، حيث يبلغ الإنفاق السنوي على السلع الغذائية 39,4 % فيما تحتل الأقمشة والملابس الجاهزة المرتبة الثانية في أولويات المستهلك اليمني خلال موسم الكساء السنوي وبنسبة 17,7%.