أصبحت الحكومة تخجل من الاسطوانة المشروخة التي تردِّدها على مسامع الناس بأن الكهرباء تعرَّضت للقصف من قبل كلفوت أو هلفوت، أو من قبل فلان الفلاني، المعروف باسمه وبمطالبه التي ضرب الكهرباء لأجلها.. هذه المرة قالت الحكومة إن الكهرباء انقطعت بسبب خلل فني.. لا يهم خلل فني أو خلل جني، لا يهم، فقد اعتدنا على ظلام الحكومة وظُلماتها، لكن ما هو متعارف عليه أنه في حال حدوث خلل فني فإن الحكومة تقول- بعد هذا العذر- إن الخلل الفني يتم إصلاحه على قدم وساق، وتخبر الناس كم سيستمر إصلاح الخلل الفني، بحكم أن هناك مهندسين يصلحون الخلل الفني ويعرفون طبيعة الخلل وكم يستغرق من الوقت.. هذا الحال جعلني أتذكر أغنية "قطعوا علينا الكهرباء والميّ وانتِ غايبة"، هذه الأغنية كنا نسمعها ونبكي لحال الفلسطينيين الذين يعيشون في ظلام، ونلعن إسرائيل الحاقدة التي تقطع عليهم الكهرباء.. رغم أن إسرائيل كانت تقطعها لساعات فقط، ولم تكن تضربها وتدمِّر الأبراج الكهربائية كما يفعل الكلافيت والدماشقة عندنا. وبما أن المعاناة تولِّد الإبداع، فلن نُفاجأ ذات يوم إن سمعنا أغنية مشابهة تعبِّر عن واقع الضربات التي دخلت بها كهرباؤنا موسوعة غينيس، وسيكون مطلع الأغنية "ضربوا علينا الكهرباء"، وسيتألم الفلسطينيون لمعاناتنا ويرون أنفسهم أفضل حالاً منا. ربما ستتغير الأمثال الشعبية بما يواكب العصر، وسنسمع أمثالاً على شاكلة: "خلل فني غلب ألف عمَّار".. فكيف حين يجتمع المخرِّب والخلل الفني ويتفقان على تدمير الكهرباء!! تقولوا الخلل الفني مابش معه مطالب من حكومة الوفاق!! ومش بعيد أن هذا الخلل الفني يقوم بمنع المهندسين من إصلاحه!!